مع ساعات صباح يوم جديد يرن هاتف مكتب صحيفة "عدن الغد" فيبادر أحد المحررين بالإجابة، فيأتي صوت يحمل معه هموم السنين لرجل بالخمسينيات من عمره يبادر بالحديث بعد تعريف بنفسه عن مشكلته. يقول العقيد علي أنه من كوادر الجيش وممن حصلوا على الترقيات بعد عدة دورات عسكرية بعدد من الدول الأجنبية. يحكي العقيد علي عن مأساة يعيشها ومعه الاف من العسكريين الجنوبيين الذين ما زالوا على الخدمة العسكرية بعد توقف رواتبهم منذ أشهر عديدة. يضيف العقيد علي أن الشرعية تناستهم رغم قتال بعضهم في صفوفها ومع ذلك لم تعمل أي حل لمشكلتهم. يؤكد العقيد علي أن الانقلابيين طلبوا حضورهم الى صنعاء لتسليم الرواتب وهو الحل الذي قام الكثير من العسكريين الجنوبيين باتخاذه وحزموا امتعتهم نحو صنعاء لاستلام مرتباتهم رغم الأخطار الكثيرة التي تحيط بهم. وشكا المتحدث ما قال أنها جور وظلم يلحق بهم وبعائلاتهم بسبب توقف المرتبات وسوء الوضع الاقتصادي لعشرات الأسر المترتب على ذلك. وتبقى مشكلة المرتبات أهم العراقيل التي تقف في وجه الحكومة الشرعية لتثبيت الاستقرار في المحافظات المحررة ولاسيما الجنوبية. وعلى كورنيش ريمي بمديرية المنصورة يفترش العشرات من العسكريين الجنوبيين الأرض أمام منزل الوزير أحمد الميسري رئيس لجنة صرف مرتبات المنطقة العسكرية الرابعة. ويعتصم العسكريين الجنوبيين للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة وإنصاف من سقطت اسمائهم من لجان صرف المرتبات. ويشكو العسكريين الجنوبيين من التهميش بسبب عدم الاعتماد عليهم في بناء الوحدات العسكرية الحديثة ضمن ما يسمى بقوات الجيش الوطني والمشكلة من قوات المقاومة الجنوبية. وتعمل الحكومة الشرعية على تشكيل وحدات عسكرية جديدة لتحل محل القوات المتمردة التي تدين للولاء للانقلابيين بصنعاء. ويؤكد رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر أن بناء قوات مسلحة نظامية أهم أولويات الحكومة في الفترة القادمة. فيما يؤكد العسكريين الجنوبيين أن صرف الرتب والمناصب العسكرية لأشخاص غير مؤهلين لا يتماشى مع كلام الحكومة في بناء وحدات عسكرية نظامية. وتبقى قضية مرتبات الموظفين والمتقاعدين بشقيها المدني والعسكري بالمحافظات الجنوبية أهم العقبات التي تواجه الحكومة الشرعية والسلطات المحلية الحاكمة لهذه المحافظات. فيما تقول الحكومة أنها بصدد الانتهاء من عمل إرشيف كامل للعسكريين الجدد والقدامى ليتم تسليم الرواتب المتأخرة والبدء بتسليم المرتبات للعسكريين مع بداية كل شهر ميلادي. *من جعفر عاتق