في ظل استمرار الألاف من المتقاعدين العسكريين الجنوبيين بلا مرتبات منذ أكثر من خمسة اشهر يتفاجئ الشارع بتوجيهات حكومية بصرف مرتبات مقاتلي الحوثي وصالح في محافظات تقع نحت سيطرتهم منذ انقلابهم على الشرعية ومخرجات الحوار قبل عامين تقريبا , كان المتقاعدون ومثلهم عسكريون حرموا من صرف مرتباتهم قد دشنوا فعاليات واحتجاجات بمدن جنوبية وبالتحديد في عدن في محاول للضغط على الحكومة الشرعية تسليمهم مرتباتهم، لكن دون فائدة، وعلى الرغم من التصعيد قبل يومين من خلال قطع طرقات رئيسية كطريق الجسر البحري وشارع المعلا الا برود الحكومة وتجاهلها لهم أتى بوزير النقل مراد الحالمي للتفاوض معهم كموفود من رئيس الحكومة بن دغر نتج عن ذلك مواعيد كسابقاتها والى اجل غير مسمى .
حكومة تستجدي شمالاً..
ويقول متقاعدون عسكريون أنه وبينما كانوا ينتظرون انفراج ازمة الرواتب فاجأهم رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر بإرسال مرتبات العسكريين الموالين للانقلابيين الى صنعاء وصعدة وعمران، دون قيد او شرط وعبر وكالات الصرافة، في حين ترفض الشرعية وحكومة بن دغر صرف رواتبهم رغم استعداداتهم لكل اجراءات لجان الصرف الروتينية وملحقاتها الغير مسؤولة حسب قولهم.
مؤسس جمعية المتقاعديين يحذر.. رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين الدكتور عبده المعطري وجه بدوره تحذيرا شديد اللهجة لحكومة بن دغر معتبرا مماطلة الجهات المختصة بصرف مرتبات ألاف المتقاعدين منذ اكثر من 5أشهر إذلال لا يمكن السكوت عليه –حسب قوله –مؤكدا في ذات الوقت تواصلهم المستمر وعبر الاطر القانونية وحصولهم على وعود كثيرة الا ان "للصبر حدود حسب تصريح أدلى به في اتصال هاتفي .
لم يكن الأمر على ما يبدو شكوك تراود المتقاعدين الجنوبيين بل حقيقة محضة حيث أقدمت حكومة بن دغر على توقيع اتفاقية مع شركة الكريمي للصرافة التزمت بموجبه بتسليم الشركة مرتبات عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين بمحافظات الشمال التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وقوات صالح, عل أن الاتفاق نص : ان تقوم وزارة المالية الشرعية وبتوجيهات من رئيس الحكومة بن دغر بتسليم مصرف الكريمي مبلغ يجاوز المليار ونصف المليار كمرتبات لموظفي الحكومة في محافظاتصنعاء، عمران ، صعدة، ذمار، الحديدة، حجة، المحويت، البيضاء، ريمة ، الحديدة, وتسري الاتفاقية لمدة اربعة أشهر الأمر الذي يعني ان الحكومة بصدد صرف مرتب اربعة أشهر لموظفي هذه المحافظات وهو ماعده البعض خبراء استجابة لضغوطات صندوق النقد الدولي والرباعية الدولية التي مازالت تصر على ان تقوم حكومة الشرعية ممثلا ببن دغر بصرف مرتبات الشمال والجنوب فكان لزاما من الظهور ولو في هذه الحالة من التوسل والبحث عن كشوفات الموظفين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيبن بطريقة مهينة أججت مشاعر من لم يستلم من الجنوبيين والمناطق المحررة.
خلط أوراق .. وينظر كثير من المراقبين إلى هكذا "إرباك" في مسألة صرف مرتبات المتقاعدين والعسكريين والمدنيين في المحافظات المحررة وبالذات الجنوبية إلى عدم وجود جهات محاسبية وتنفيذية بيدها القرار وتنفيذه عوضا عن تحكم شبكات هي من تقرر وتنفذ من خلف الكواليس ربما لها اجندتها الخاصة خدمة لمشاريع ترى ان تستثمرها في الوقت الحالي لتجعل الواقع تحت سيطرتها ولو عن طريق إشغال الشارع الجنوبي بالذات بمسألة المرتب والترقيم والدمج .
