تغطي المجاري الطافحة شوارع عدد من مديريات محافظة عدن منذ أشهر، ويبدي الكثير من المواطنين في العاصمة عدن تخوفهم الكبير من انتشار الأمراض والأوبئة بين صفوفهم جراء طفح مياه المجاري في الشوارع وفي أزقة الطرقات والحارات في ظل عدم تحرك يذكر من قبل الجهات المختصة والإدارات المحلية في المديريات لشفط مياه تلك المجاري وإيجاد الحلول المناسبة لحل معضلة صفح المجاري المستمر. كثير من المواطنين الذين ألتقينا بهم قالوا لنا: نقرأ ونشاهد في القنوات ان مدراء المديريات والمسئولين يتحركون ويعملون ولكن الحقيقة لم نشاهد هذه الأشياء إلا في وسائل الإعلام أما على الارض فلا نرى إلا فشلهم الكبير. "عدن الغد" زارت عددا من مديريات العاصمة عدن، والتقت بعدد من المواطنين الذين تحدثوا عن مشكلة المجاري الطافحة منذ أشهر في أحيائهم وأمام مداخل مساكنهم.. متسائلين: لماذا السكوت عن هذه المشكلة التي قد تسبب كارثة بيئية بين اوساط الأهالي.. مطالبين بسرعة التحرك لإيجاد الحلول المناسبة.
في مديرية المنصورة يجلس الحاج احمد علي امام منزله ينظر الى طفح المجاري الذي يحاصر منزله وهو غير قادر على إزالته.. يقول الحاج أحمد: "كيف لي أن أتخلص من هذه المساحة من مياه المجاري التي تنتشر أمام منزلي وتهدد أسرتي بالأمراض؟!!". ويضيف الرجل المسن قائلا : "ناشدنا وقدمنا الكثير من الشكاوى إلى مكتب المديرية، وعبر صحيفة "عدن الغد" إلا أننا لم نجد آذانا صاغية وتحركات جادة لمعالجة هذه المشكلة التي تؤرقنا، وكأن ما قد يحصل لنا لا قدر الله لا يعنيهم ولا يهمهم", متسائلا: "لماذا لا تتم علمية شفط هذه المجاري وإزالتها من الشوارع والأحياء؟!". وأشار إلى أن هذا الانتشار الكبير لطفح المجاري الحاصل خلال الأشهر الأخيرة لم يحدث منذ عشرات السنوات بل قد يكون في تاريخ محافظة عدن لم يحصل هكذا إهمال". وعبر "عدن الغد" ناشد الحاج أحمد الجهات المختصة ومدير عام المديرية وكل من يهمه الأمر سرعة التحرك وإنقاذ المواطنين.
الشيخ عثمان .. طغيان الماء على اليابسة
لا يختلف حال مديرية الشيخ عثمان عن حال المنصورة، بل يرى أهالي المدينة أن حال مديريتهم أسوأ من غيرها بسبب الانتشار الكبير للمجاري. تقول مريم أحمد (من أبناء المديرية): " إلى متى هكذا شوارعنا ومنازلنا محاصرة من المجاري ولا نرى تحركا للسلطة المحلية.. لا نستطيع التحرك في الشارع ولا في السوق بسبب هذه المجاري". وأضافت: "كل من يزور مديرية الشيخ عثمان يصاب بالإحباط من شوارعها وأحيائها التي تتغطى بمياه الصرف الصحي". وأردفت مريم : "نناشد إدارة المديرية النظر بعين الاعتبار إلى هذه المشكلة وحلها وعدم السكوت عليها وسرعة التحرك وإيجاد الحلول التي تنهي المعاناة وعدم الانتظار حتى يموت الناس من الأمراض".
خورمكسر .. المجاري فيها حدث ولا حرج
حال مديرية خورمكسر هو الآخر لا يسر من يعيش فيها أو يزورها، حيث يشتكي سكانها مرارا وتكرارا من طفح المجاري التي قالوا إنها قد وصلت إلى منازلهم. عبدالنبي أحمد من أبناء حي السعادة بخورمكسر يقول في حديثه ل"عدن الغد" شكونا عشرات المرات من أن مياه الصرف الصحي قد انتشرت في احياء المديرية ووصلت الى منازلنا ولكن لم يتحرك أحد. وأضاف إن أكثر من 5 مواطنين من أبناء خورمكسر تم نقلهم إلى أحد المستشفيات بعد إصابتهم بحمى الضنك وهذا ما جعلنا نتخوف من وجود هذه المياه الخطيرة وانتشار "البعوض" الذي يتسبب وينقل الكثير من الأمراض نتيجة طفح المجاري.
دار سعد.. أشهر من المعاناة ولا تزال مستمرة
في إطار نزول " عدن الغد" إلى مديريات عدن التي تعاني من طفح كبير في المجاري وصلنا الى مديرية دارسعد وشاهدنا كيف تنتشر مياه الصرف الصحي وكيف تغطي شوارع المديرية . التقينا بالشاب أحمد ناصر (صاحب بقالة) وتحدث بحسرة وألم عند سؤالنا له عن معاناتهم من المجاري حيث قال : "نعم منذ أشهر نعاني من انتشار مياه الصرف الصحي في المديرية ولم نرَ أي تحرك جاد لشفط هذه المجاري وإعادة الشوارع الى نظافتها". وأضاف: "إلى متى تظل الإدارة المحلية والجهات المختصة في سبات جراء ما يحصل لنا ؟ لماذا لا يتم التحرك الفوري وإنقاذ المواطنين من هذه المشكلة ؟ّ!!".