سطرت المقاومة الجنوبية بكافة أطيافها السياسية (الحراكية والسلفية) بطولات رائعة ومواقف شجاعة ومشرفة .. حيث تصدت لقوات الرئيس المخلوع صالح ومليشيات الحوثيين الغازية للجنوب ولقنتهم دروساً لن ينسوها على مدى التاريخ، بدعم ومساندة صقور الجو لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. لقد أختلط الدم الجنوبي بالخليجي في هذه المعركة المصيرية، وكان هناك دورا مميزا لدولة الإمارات العربية المتحدة ليس فقط بالتصدي لقوات الحوثي وصالح بل في محاربة الإرهاب والتطرف المصدر أصلا من صنعاء إلى عدن والجنوب بشكل عام لأهداف سياسية أصبحت مفضوحة ومكشوفة للجميع. الموقف الجنوبي كان مميزاً وحاسماً تجاه العدوان الحواشي، بل أكثر صلابة وصموداً ليس دفاعاً عن الشرعية اليمنية كما يحاول البعض تصويره، بل دفاعاً عن النفس والعرض والدين والوطن؛ في سبيل التخلص من الإحلال اليمني للجنوب، ونيل الحرية والاستقلال وإستعادة كرامة الإنسان الجنوبي المسلوبة من قبل قوى كهنوتية جاهله ومتخلفة تديرها عصابات مافيا تمثل القبيلة والعسكرتريات والمتأسلمون الجدد زوراً (ثالوث أسود خبيث) يمتص دماء اليمنيين وينهب ثرواتهم ويعبث بمقدراتهم العلمية والفكرية لعقوداً من الزمن. بعد هزيمة القوات الغازية وإخراجها من معظم مناطق الجنوب كان يحدونا الأمل والتفاؤل معاً بعودة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق المحررة والإهتمام بها خدمياً، لما قدمته من تضحيات وشهداء، تعويضاً للمعاناة والبؤس والحرمان الذي تجرعه الجنوبيون خلال فترة حكم عفاش السابقة وما سادها من ظلم واستبداد؛ نهب الثروات، فساد، تطفيش للكوادر وتجهيل للشعب، إضافة إلى محاولة تدمير الأخلاق والقيم وطمس ثقافة وهوية وتاريخ الجنوب العربي.! وأعتبار الجنوب فرع من الأصل اليمني، تابعاً لعصابة الحكم في صنعاء. وبطرد قوات الاحتلال العسكرية والأمنية من عدن ومعظم المناطق الجنوبية عام 2015م، تخلص شعبنا من كابوس مرعب كان جاثماً على صدره، منتهجاً مبدأ القوة والعنف والبطش بالجنوبيين منذ أنطلاقة الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م، المطالب برحيل القوات اليمنية من الجنوب وما رافق ذلك من تعتيم إعلامي وتشويه لصورة الثورة الجنوب السلمية التحررية. وفي ظل الشرعية اليمنية المزدوجة يكتشف الجنوبيون بقايا أذناب ومخلفات الاحتلال، اللعنة التي مازالت تلاحقهم حتى اليوم في كل مكان وزمان.. يصعب التخلص من هذا الوباء الخبيث بليلة وضحاها ، وقد يحتاج إلى وقت طويل للقضاء النهائي على أمراضه المزمنة .. بشروق شمس الحرية وبزوغ فجر جديد، ينجلي فيه الظلام القاتم وتنقشع السحب السوداء من على سماء عدن والجنوب عامة. المؤسف جداً ما نشاهده اليوم من أستمرار المعاناة والغبن والظلم الذي لحق بشعب الجنوب بإسم الوحدة اليمنية (السيمفونية) التي يعزف عليها القومجيون والواهمون اليمنيون بعواطفهم.. بعد إثبات فشلها وقتلها في المهد من قبل عفاش ونظامه البوليسي .. ومازالت القضية الجنوبية مغيبة حتى اليوم وبعد المتغيرات الجديدة على الأرض .! في ظل صمت عربي ودولي مطبق وتجاهل متعمد لايمكن تفسيره إلا بالخذلان والتواطؤ على حساب الشعب الجنوبي، المكبل بقيود مصالح الدول الكبرى ومن يدور في فلكها. حيث يسود جو قاتم ومخيف يشكو منه أهل الجنوب والعاصمة عدن على وجه الخصوص، بما آلت إليه الامور من تدهور دراماتيكي في كافة مناحي الحياة، بطريقة مستفزة للعقل البشري ومنافية للقيم والأخلاق.. أصبحت تهدد الحياة والمجتمع وتنذر بكارثة إنسانية في تلك المناطق المحررة .! وما يرافقها من ضبابية في المشهد السياسي اليمني .. ودول الخليج يبدو وكأنها للأسف لم تستوعب بعد مطالب الجنوبيين السياسية في إطار المشكلة اليمنية المعقدة والمركبة، والذي يعتبر الاستمرار في تجاهلها مزيداً من تفاقم الأزمة وديمومتها. لقد وصل الأمر إلى معاقبة هذا الشعب العظيم في معاشه وأمنه وخدماته الضرورية بطريقة مماهجة، وعقاب جماعي للجنوبيين، بشكل يجعلنا نضع أكثر من علامة استفهام وبخط أحمر؟؟ ونعيش القلق والألم معاً على مصير هذه الأمة وما يلحق بها من اذى مادي وتعذيب نفسي، يهدف إلى خلط الاوراق وخلق فوضى خلاقة، لإرغامها على التنازل عن حقها في الحياة الكريمة خدمة لقوى ظلامية ترتبط مصالحها بالإرهاب الاسود الذي يتحرك بالريموت كونترول من المركز المقدس في صنعاء، ويسعى إلى زعزعة الأمن والسكينة الاجتماعية في هذه المناطق المحصنة بثقافة أبنائها وأنفتاح شعبها على كل جديد وتطلعاته الى مستقبل أفضل وآمن وحياة كريمة. أن ما يتم تنفيذه اليوم من سياسات التعذيب والتجويع للمواطن الجنوبي في العاصمة عدن (حرب الخدمات) هو مخطط خفي تقف خلفه قوى شمالية حاقدة على الجنوب ، تدعمه بعض الدول المشبوهة بعلاقتها مع التنظيم الدولي للأخون المسلمين ممثلا بفرعه في اليمن (حزب الإصلاح) ، لأهداف سياسية ورغبات شخصية مريضة لمعاقبة الجنوبيين والأنتقام منهم ، لعشقهم للحرية ورفضهم للتطرف والإرهاب وتصديهم لقوى الشر والعدوان اليمنية(الحوثية –العفاشية).)
حيث يأتي حزب الإصلاح في مقدمة القوى القبلية الظلامية التي تعمل ضد الجنوب ، وتحاول ذر الرماد على العيون لتوهم المملكة العربية السعودية ودول الخليج في معادات إيران ، وهم في الحقيقة أمتداداً للحوثيين وعفاش وتربطهم مصالح مشتركة بالسلطة في صنعاء والثروة في الجنوب .. وهنا يكمن سر خذلان وفشل التحالف العربي من تحقيق أنتصارات حقيقية بالمناطق الشمالية (تعز ومأرب) لأكثر من عامين! أن حزب الإصلاح وعصابات عفاش هم من يقف اليوم خلف معانات أبناء الجنوب في المناطق المحررة والعاصمة عدن، من دون خجل أو تأنيب للضمير بما يقترفونه بحق هذا الشعب الذي أبى إلا أن يقول لا لتكريس الأحتلال للجنوب، وتصدى بقوة وبسالة لوقف المشروع الإيران التوسعي بل وقطع يده في المنطقة، والذي كان يسعى للسيطرة على مضيق باب المندب وخليج عدن لتهديد الأمن القومي العربي والتحكم بأهم الممرات المائيه الدولية في البحر الأحمر. لقد حان الوقت لدول التحالف العربي وعلى وجه الخصوص الخليجية منها بالوقوف إلى جانب شعب الجنوب ودعمه مادياً وعسكرياً وأمنياً وسياسياً ومعنوياً باعتباره الحليف الإستراتيجي الوفي لدول الجوار (الخليج) الذي يمكن ان يراهن عليه في تأمين المنطقة بكل منافذها البحرية ، وأخراجه من المحنة السياسية والاقتصادية التي يعيشها اليوم ، ليلحق بركب دول مجلس التعاون الخليجي ، بما سيشكله من إضافة جديدة وهامه لتعزيز وتقوية هذا المجلس في التصدي للمخططات التي تستهدف الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية والأمة العربية بشكل عام ، بحكم موقعه المطل على أهم الممرات الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن المشتركة مع المملكة العربية السعودية ودولة عمان. كما يتميز الجنوبيون عن اليمنيين ليس فقط بالشجاعة والرجولة والإقدام بل والوضوح والأمانة والوفاء بالوعود، وقد أثبتوا ذلك على أرض الواقع من خلال وقوفهم إلى جانب عاصفة الحزم بكل صدق وإخلاص وكانوا لها خير سند.