لقد استفادت دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية والجنوبيون أيضاً من شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة المد الفارسي الإيراني بالمنطقة ، والتصدي لعدوان حلفائهم الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح على الجنوب ، بهدف السيطرة والتحكم بأهم الممرات الدولية في البحر الأحمر وتهديد الأمن القومي العربي ! وقد تم وقف هذا العدوان بل وطرد قوات صالح والحوثيين من معظم مناطق الجنوب والعاصمة عدن ، وذلك بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة ، في هذه المعركة المصيرية إلى جانب أبطال المقاومة الجنوبية ، إلا أن المعركة في المناطق الشمالية قد تعثرت بسبب الحاضنة الشعبية للحوثيين وصالح هناك. المؤسف جداً أن الشرعية اليمنية تقع تحت تأثير بعض القوى الظلامية الشمالية من عصابات عفاش ، وحزب الإصلاح الأخواني خصوصآ !. وما حادثة مطار عدن الأخيرة وما تلاها من مواقف بترقية وتعين رجل الأحمر الأخواني مهران القباطي إلى رتبة لواء وقائداً للواء الرابع حماية رئاسية إلا دليلاً على ذلك . لهذا نرى بأنه قد حان الوقت لوضع حداً للانقلابيين والشرعية اليمنية المزدوجة ، يبدا باستبدال علي محسن الأحمر بدولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس ليصبح نائباً للرئيس ومن ثم الرئيس المؤقت لليمن بدلاً عن هادي في اطار التسوية القادمة الذي يسعى بها ممثل الأممالمتحدةباليمن . ونرى بأن التمسك بالسته الاقاليم هي مضيعة للوقت وقد كانت سبب انفجار الوضع باليمن ! كونها مرفوضة من قبل الشمال والجنوب معاً ، وعلى المملكة العربية السعودية إن تدرك ذلك جيداً ، وإن حل القضية الجنوبية هو المدخل الرئيسي لحل أزمة اليمن المعقدة والمركبة .. وبالتالي لابد من معالجة حقيقيه تستمد قوتها من الشعبين في الشمال والجنوب ، وصولاً لحل نهائي للأزمة بما يضمن السلام الدائم . الجنوبيون تواقون للحرية بل ومصممون على انتزاعها ، وليس بمقدور أحد إن يقف أمام إرادة الشعوب الحرة .. وفي حالة أن المجتمع الدولي والإقليمي لم يستطع دعم عملية الفصل بين الدولتين في الوقت الحاضر ، فأن مشروع الاقليمين مع استفتاء شعب الجنوب بعد المرحلة الانتقالية وبضمانات دولية ربما يكون الأقرب للحل ستقبل به معظم الأطراف المتصارعة باليمن .. يتم فيه تحديد اقليمي الشمال والجنوب وفق حدود عام 1990م مع اختيار شخصيات سياسية مقبولة شعبياً ، يكون حولها أجماع وطني لرئاسة كل اقليم ، شرط أن لا تكون من القوى الظلامية المرتبطة بالإرهاب والفساد أو الملطخة بالدماء.. وبحيث لا يكون هناك انفرد بالسلطة في الشمال من قبل حزب الإصلاح الأخونجي أو الحوثيين . وبالنسبة للجنوب سيستقر الوضع وينتهي دور القوى الإرهابية تماماً بتولي اقليم الجنوب من قبل قيادات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية الشريفة ، وتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على مصادره ، في ظل بناء دولة مدنية حديثة (دولة النظام والقانون) يسودها العدل والمساواة بين الناس ، ليعم الأمن والاستقرار والسلام في الجنوب واليمن والمنطقة . وفي اعتقادي الشخصي بأن التركيز على بناء وتعزيز القدرات الدفاعية في المحافظات الجنوبية المحررة في غاية الأهمية بالوقت الحاضر ، مع عدم الزج بالمقاومة الجنوبية والقوات الإماراتية أكثر في مناطق الشمال وخاصة الزيدية لعدم وجود حاضنة شعبية في تلك المناطق ، وذلك تجنباً للخيانات المؤكدة من قبل من يدعون وقوفهم إلى جانب الشرعية والتحالف في ظل التراخي وعدم اثبات أي نوايا لقوات على محسن الاحمر والمقدشي من دخول الحرب ! لأن هذا سيكون بمثابة فخ يتم بعده الالتفاف على المقاومة الجنوبية والإماراتية. وهناك مخاوف جنوبية باتت مؤكدة من اتفاق بين الأطراف الشمالية المتصارعة وإمكانية مفاجئة التحالف بهجوم مشترك على الجنوب من كافة الجبهات على الحدود يتزامن ذلك مع محاولة إسقاط عدن من الداخل ، حيث وعلي محسن الأحمر يحتفظ بأكثر من ثلاثة الوية في عدن وحدها معززا إياها باللواء الرابع حماية رئاسية الذي يقوده الاخونجي ماهر القباطي الذي تم استدعائه من البقع ، يضاف إليه فرق الموت والطابور الخامس والخلايا الإرهابية النائمة المنتشرة داخل الجنوب تحت غطاء حزب الإصلاح والشرعية . ما يؤكد هذه المخاوف إعداد جيش متكامل في مأرب بكل أنواع الأسلحة وعدم اشراكه في الحرب ، غير استنزاف التحالف ! وكذلك ما جاء في دعوة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الأخيرة في سياق كلمته أمام حشد كبير من رموز القبيلة في محافظة صنعاء ، والتي خص في دعوته الشمالين وحدهم للتوجه الى الحدود ! قائلا أن المعركة الآن على طول .. الشريط الحدودي . يبدو واضحا أن كل القوى الشمالية مجتمعة - الانقلابية في صنعاء وتلك التي مازالت تلعب باسم الشرعية في الرياض قد أجمعت وهى الآن فقط تلتقط كل الإشارات للبدء بحرب واسعة على التحالف والجنوب معاً، لذلك يتطلب من التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية ودولة الإمارات ، العمل بشكل جدي وسريع مع الرئيس هادي و قيادات المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي بقيادة اللواء هيثم قاسم طاهر واللواء عيدروس الزبيدي واللواء بن بريك وكل شرفاء الجنوب لهزيمة المشروع الإيراني والإرهابي معا، وذلك من خلال تعزيز القدرات الدفاعية الجنوبية وإعادة بناء وتأسيس جيش وأمن جنوبي قوي ، يستطع ردع أي عدوان جديد لتحالف قوى الشر والإرهاب الشمالي ، بهدف السيطرة على الجنوب و خليج عدن ومضيق باب المندب ! لتهديد الجيران والمنطقة والملاحة الدولية ، والتي ستظل هدفاً مؤجل لأطماع إيران التوسعية.