ليلة البارحة صدمت كغيري من أبناء المحافظة عند سماع خبر هروب سجناء من السجن المركزي بعاصمة المحافظة عتق .. في البداية تمنيت أن يكون مصدر الخبر غير صحيح .. لكن مافيش فائدة توالت الأخبار من مصادرها تؤكد الخبر .. حقيقة كانت جميع المؤشرات اليومية تؤكد بأنها ستحدث كارثة أمنية في شبوة .. لن أزايد على وضع إمكانيات الأمن لكن هذا لن يعفيهم من جهة ولن نسمح لأطفال يعبثوا بأمن المحافظة ومصير أبناؤها ونحن نتفرج من جهة أخرى.. مايحدث ياسادة خطير جدا .. التركيبة الأمنية والعسكرية في شبوة لم تبنئ على أسس علمية حديثة .. مايحدث اليوم هو أن الأمن جمع القيادات المتهالكة الغير قادرة على قيادة المرحلة وخطورتها وتركت الحبل على الغارب لمجموعة عسكريون جدد مستجدة لاتفقه في العمل الأمني شي .. نعم هناك قيادات أمنية جيدة قديمة وجديدة لاننكر هذا لكنها مهمشة او بعيدة عن موقع القرار ...الحاصل أن قياداتنا الأمنية اهتمت بالعدد لم تهتم بنوعية وبكفاءة رجال الأمن والجيش .. اهتمت بتجميع هؤلاء الشباب للحصول على رواتب ولم تدرك أن هؤلاء هم صمام أمان المحافظة .. لم تمكنهم من التدريب البدني والعلمي ولم تقم بترسيخ العقيدة العسكرية وتثبيتها في صدورها .. من المؤسف والمخزي لهيبة الأمن مايقوم به بعض العناصر المنتمية اليه .. موقف واحد شاهدته أمس عند بوابة مركز شرطة عتق وهو أن عسكري من المستجدين الجدد يقوم بأطلاق أعيرة نارية عند بوابة الشرطة بكل استهتار بعد مزاح مع زملاؤه وعند سؤاله من قبل الأخوة عن سبب قيامه بهذا كان جوابه أشد وقعا" من سلوكه حيث قال بالحرف الواحد (مزاج وانا أضرب عند بوابة أدارتي) .. هكذا قالها لانه يعرف أن هناك لن تكون محاسبة .. ماذا تريدون ياسادة من هؤلاء الغير المؤهلين وطارحينهم في أماكن حساسة يتعاملون مع المواطنين ويحمون أرواحههم وممتلكاتهم .. ماذا تريدون ياسادة من قيادات مهملة ولم تحسب عواقب هذا الهروب الكبير لمجاميع لديها مشاكل أمنية كبيرة .. لماذا لا تكون هناك متابعة للأفراد جميعا" في كل موقع أمني حتى يحس العسكري بأن هناك قيادات أمنية مخلصة وصادقة وستحاسب المخطي وستكرم المحسن .. التركيبة الأمنية بحاجة لمراجعة أمنية حازمة من خلال تشكيل لجنة أمنية نزيهة تعمل على تحقيق شفاف ومستقل وبعيدا" عن التأثيرات السلبية وتكون قوية في أظهار نتائج التحقيق للرأي العام ومن ثبت أدانته كان من كان يحاسب ويتم أقالته وأبعاده .. يجب التركيز على تثبيت العقيدة العسكرية في صدور جميع العسكريين في المجال الأمني والعسكري حتى نجد العسكري ولاؤه لله ثم للوطن .. لانريد عسكري يسقط أمام أول أختبار له في نقطة عسكرية لانه يعتبر البوابة الرئيسية لسقوط الأوطان .. نريد لجان تفتيش ومتابعة لجميع رجال الأمن ويكونوا مراقبين سريين لمتابعة الضباط والأفراد حتى يكون تقييم شامل لأماكن الخلل .. نريد القيادة الأمنية تدرك خطورة وعواقب هروب المساجين على السلم الأهلي والأجتماعي .. حيث ستكون مشاكل قبلية كبيرة وانعكاساتها خطيرة على التنمية في المحافظة .. نريد القيادة الأمنية تدرك خطورة أهمالها في عدم الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقها .. دماء وأرواح الناس في رقاب القيادات يجب أن يفهموا هذا .. نريد العسكري يؤكل من الشجر ولا يمد يده في المرافق او النقاط .. نريد القيادة الأمنية تجوع قبل العسكري وتشبع بعد العسكري وتكون قادرة على محاسبة نفسها قبل محاسبة المجرمين .. المراجعة الأمنية يجب أن تكون صريحة وشفافة لكل الجوانب المتعلقة بالكادر الأمني .. مافيش مشكلة يتم تأهيل من تم أستيعابهم بطريقة علمية وترتيب في المواقع الحساسة الخطيرة لضباط وأفراد مدركون لمهامهم الجسيمة حتى لو وضعت لهم مثل جبال المحافظة كنوزا" من الذهب لم يفرطوا في أمانتهم هؤلاء هم الذين نريدهم . أتباع معايير شفافة في أعادة ترتيب وغربلة الأفراد في المواقع وعدم ترك مجموعات بدون متابعة بمعنى أعملوا على تقسيم الضباط والأفراد الى فئات ودمج هذه الفئات مع بعض لتصحيح بعض المسارات الخاطئة الحاصلة اليوم ... دعوا العسكريين يخضعون لتدريبات بدنية وعلمية قوية.. اجعلوا العسكري في أي مرفق أو نقطة يقوم بمهامه بوعي وإدراك .. لاتجعلوا هناك أزمة ثقة بينكم مع أفرادكم حتى لايكونوا ضعاف عند تنفيذ أي مهمة .. بمعنى أن تكون وضوح في المرجعية .. وهي أن العسكري هو أبن الدولة في الأول والأخير .. بمعنى أوضح انه لو تم قيامة بتنفيذ مهمة في اي وقت وأحسن تنفيذها تحميه الدولة وبالمقابل لو أخطئ في تنفيذ المهمات او اساء أستخدام سلطاته تحاسبه الدولة وفق القوانين المتبعة في هذه الأمور .. رسالتي للقيادات الأمنية هي أن تكونوا عند حسن الظن بكم من قبل الناس .. لاتخذلون من تعشم فيكم خيرا" .. فالمرحلة مرحلة تاريخية بأمتياز والفرصة لن تأتي الا مرة واحدة لكم .. وعليكم أن تختاروا أي من صفحات التاريخ تريدوا تدوين أنجازاتكم أو فشلكم لان هناك صفحتين في التاريخ تكتب دائما" صفحة صناع التاريخ وصفحة سوداء للخائنين .. فهذا يكفي رسالتي لكل فرد من المستجدين في الأمن والجيش .. لو كان هدفك المال عند دخولك العسكرة والحصول عليه بطريقة أو بأخرى على حساب مستقبل أهل محافظتك كامل فأنت غلطان .. فالراتب وسيلة وليست غاية لخدمة بلدك .. لو كان هدفك حفنة من المال والحصول عليها عن طريق الجباية فأشرف لك أن تكون في بيتك بين أهلك وعشيرتك ممكن تنفعهم في أي موقع أخر.. فالراتب هو مصدر دخل فقط مثل أي مصدر أخر ليس عيبا أن تستلمه وتحسن من مستوى دخل أسرتك .. العيب كل العيب انك تنخرط في شبكة تدمر محافظتك بسلوكياتك وأنت لاتدري أنك تقتل شعبا" بهذا الجمود والأعاقة الفكرية لعدم الفهم للمسؤولية .. كن حارسا" لعقيدتك الدينية والعسكرية تحب الشرف العسكري . وتحافظ عليه حفظ الله شبوة من كل المؤامرات والمكايدات..