على ناصية شارع عتيق ومتسخ وسط بلدة الشيخ عثمان بعدن يقف شخص اسود اللون مفتول العضلات أمام كومة من الأجهزة الكهربائية والمنزلية ، يمسك خلاطة كهربائية بيده اليسرى ويرفعها عاليا ويصيح بصوت عال فيما حبات العرق في المدينة ذات الأجواء الحارة ترتسم على جبيه. يهتف:" الفين ريال من يزود ؟ الفين ريال يصمت قليلاً ثم يصيح بصوت أعلى الفين ريال . بالقرب من الرجل يتجمع العشرات من الأشخاص يصيح احدهم بصوت مبحوح الفين ومئة .
ينظر الرجل صوبه ويعاود الصياح مرة أخرى ألفين ومائة ألفين ومائة ويصمت مطولا ثم مايلبث ان يقول ... مبروك عليك. على أطراف الخلاطة الكهربائية لاتزال أثار عصارة حبيبات بن تبدو ظاهرة يحملها الرجل ويغادر المكان.
منذ أسابيع يتكرر المشهد كل ليلة وكل شي يعرض هنا للبيع بعد ان شهد سوق شعبي يطلق عليه "سوق الحراج بالشيخ " عثمان تزايدا مهولا للأدوات المنزلية المعروضة للبيع وكل هذه الأشياء تم جلبها بواسطة عصابات متخصصة لسرقة المنازل التي تركها أهلها جراء ظروف الحرب التي عصفت بزنجبار.
يقول احد العاملين بسوق الحراج بالشيخ عثمان ل"عدن الغد" ان عصابات متخصصة قامت بنهب الكثير من أدوات وحاجيات السكان المحليون بزنجبار وجلبتها إلى عدن حيث يتم بيعها إلى تجار الخردوات في المدينة وكل ذلك في ظل ظروف أمنية هشة ساعدت إلى حد كبير في رواج هذه التجارة. يقول صابر وهو احد العاملين في السوق ان عصابات متخصصة قامت بنهب المدينة بعد ان سمحت لهم الجماعات المسلحة بذلك .
يشير بيده إلى كومة أدوات منزلية وسط سوق الحراج بالشيخ عثمان ويقول :" لقد جلبوا كل شيء هنا ستجد كل شيء سرائر نوم وغسالات والعاب أطفال وملابس أيضا وأحذية . يرى الكثير من نازحي زنجبار الذين استوطنوا عدد من المدارس بعدن ان قيام عصابات مسلحة بسرقة منازلهم زاد من مأساتهم وقضى على آمال كبيرة بالعودة إلى هذه المساكن.
الخضر عبدالله وهو احد نازحي زنجبار قال ل"عدن الغد" انه شاهد عدد من أدواته المنزلية تباع عيانا وسط سوق الحراج بالشيخ عثمان.
يحكي القصة قائلاُ :" حينما غادرنا زنجبار على عجل في ال28 من مايو الماضي تركنا كل شيء خلفنا وسكنا بإحدى المدارس بعدن وبسبب حرارة الجو وجدت انه لزاما علي ان اشتري مروحة صغيرة وذهبت إلى الحراج هنا بالشيخ عثمان ولكن لافاجئ بان الكثير من أدوات منزلي هنا تباع بينها مروحة صغيرة كنا نستخدمها في منزلنا بزنجبار.
يصمت قليلاً ثم يتابع :" قلت لهم ان كل هذه الأشياء هي حاجياتي وكل ما نملك بهذا الوجود لكنهم رفضوا السماع لي .. ذهبت إلى قسم الشرطة هنا بعدن هز ضابط الشرطة رأسه لي وقال :" لانستطيع ان نفعل لك شيء.
امين عام المجلس المحلي بزنجبار غسان شيخ فرج قال ل"عدن الغد" ان مايحدث شيء مؤسف بالفعل ، متهما عصابات قال انها من البلاطجة واللصوص تقوم بعمليات النهب هذه مطالبا جهات الإختصاص في عدن التدخل لوقف عمليات المتاجرة في ممتلكات النازحين بزنجبار