السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية بحجم السماء لتضحياتكم التي لن ينساها الوطن والشعب الذي قدمتم أرواحكم من أجل الدفاع عن كرامته
لا شك أنك في موقف صعب هذه الأيام فبين فرحتك بقرار الإقالة الذي خلصك من حمل ثقيل يكاد يقصم ظهرك وحزنك على حال عدن الذي بالتأكيد تتمنى ان تقدم لها كل مايمكن تقديمه للإنتقال بها من الحال الذي تعيشه قبل مغادرتك لهذا المنصب ...
نعلم جيداً ان هذا ليس مكانك وانك قبلت هذه المهمة من أجل عدن خاصة أن قرار تعيينك تم بعد إغتيال المحافظ جعفر محمد سعد والذي اربك المشهد ليس إلا لتهدئة الوضع لعلمهم بحب الناس لك وبقبولك لهذا المنصب تكون قد وضعت نفسك امام تحدي كبير لا يقوى عليه إلا صاحب شخصية قوية لما سيواجه من مصاعب بسبب الرافضين لنهوض عدن والذين يسعون دوماً لجعلها مدينة صراع ولكنها بالأوفياء لن تكون إلا كما عرف عنها مدينةً للسلام والتعايش ...
كانت الظروف اقوى من إمكانياتك وهذا يعلمه الجميع ولكن كان عليك ان تضع النقاط على الحروف قبل ان تغادر هذا المنصب وان توضح للمواطن البسيط أسباب إنعدام الخدمات ومن يقف خلفها حتى لا تصبح أنت الضحية قد تكون هناك إتفاقيات مع الإشقاء في التحالف العربي تمنع خروجكم كما كانت هناك ايضاً وعود بدعمكم ولكن هذا جعل منكم ضحية لتنصل حكومة مايسمى الشرعية من مسؤولياتها والشعب كما تعلمون لن يلتفت لهم لأنه لا يثق بهم ...
العودة للحديث عن مامضى لن يجدي نفعاً ولكن رسالتي لك هي ان تكون على قدر كبير من المسؤولية كما عهدناك وان لا تنجرف خلف اصحاب العواطف الجياشة وبائعي الوهم فأنت قائد عسكري محنك واتمنى ان تكون الظروف قد جعلت منك ايضاً قائد سياسي محنك فما جنيناه في السنين الماضية من التشرذم بسبب العواطف وبيع الوهم كافي ان يجعلنا فاقدي الثقة في كل شخص يتحدث عن مشروع دولة الجنوب لذا اتمنى ان تتعامل مع الواقع الجديد بعقلية القائد لا بعقلية المتحدي كما يحاول ان يظهرك بائعي الوهم ...
اليوم حالنا افضل من ذي قبل نمتلك جيش ماكنا لنمتلكه لولا الظروف التي مررنا بها ولكن كما قال ربنا سبحانه وتعالى (وعسى ان تكرهوا شيئً وهو خيراً لكم ) فقد وضعتنا الحرب التي لم نكن نريدها في حال افضل من حيث الجيش والعتاد والعلاقات بدول كثيرة يمكن لها ان تقدم لنا الدعم عندما نكون قد وصلنا إلى إتفاق فيما بيننا لبناء دولة وأنهينا صراع الماضي الذي مازال يتصدر المشهد الجنوبي رغم محاولاتنا لإخفائه خلف ستار التصالح والتسامح والذي لم نعيشه على ارض الواقع في الجانب السياسي ...
انا على ثقة انك تدرك خطورة هذه المرحلة وان إي قرار تتخذونه يجب ان يكون على قدر كبير من المسؤولية وان يبنى على المصلحة العامة لا على ردة الفعل وإتباع العواطف نحن جميعاً نبحث عن دولتنا ولكن ايضاً علينا ان نضع تضحيات الأشقاء ودعمهم لنا نصب أعيننا لأننا اكثر الشعوب التي عانت من سياسة من لم يكن معنا هو ضدنا لذا إجعلوا امركم شورى بينكم كم ذكر ربنا سبحانه وتعالى في كتابه لقائكم بالقيادات العسكرية والسياسية والإعلامية من جميع المحافظات الجنوبية سيكون له الأثر الكبير في إتخاذ قرار مناسب فبادر إلى لم الشمل والإلتقاء بكل من له تأثير سوا من الجانب السياسي و العسكري والإعلامي والإقتصادي والأكاديميين ليكون إتخاذ إي قرار ناتج عن تشاور وإجماع لا عن ردة فعل ...