الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    وزير الشباب والرياضة يبحث مع المعهد الديمقراطي الأمريكي (NDI) تعزيز العلاقة بين الجانبين    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    34 ألف شهيد في غزة منذ بداية الحرب والمجازر متواصلة    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    الخميني والتصوف    الريال ينتظر هدية جيرونا لحسم لقب الدوري الإسباني أمام قادش    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    غارسيا يتحدث عن مستقبله    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تعرقلت جهود توحيد المكونات الجنوبية؟
نشر في الجنوب ميديا يوم 01 - 04 - 2014

تضيق صدورهم بكل شيء حتى بأنفسهم .. بهذه العين ينظر الشعب في الجنوب لبعضه البعض و لقياداته المختلفة دوما ليوازن بها بين أقدارهم ومنازلهم .. وتشبعت الأجيال بذات المفهوم جيل بعد جيل .. ويبقى شعب الجنوب في ذات الفلك يدور .. تخوين .. فقدان الثقة .. لوم وعتاب وتبادل الاتهامات وتشكيك في الوطنية وعدم القبول بالآخر وتقاذف بنيران العمالة وافتقار لأبجديات التحاور والنقاش وتشبث بالرأي وتمسك برؤى تلفها أنسجة الغموض طالما كانت نتائجها عقيمة تحرق بعضها وتتفحم معها جهود التوحد ورص الصفوف ويخفق الجميع ويتطاير الجنوب رمادا في أعين أبناءه والكل يدعي انه صاحب اليد الطولى في القضية وفي امتلاك القرار.. فأين تكمن مشكلة عرقلة جهود توحد الأطراف الجنوبية ؟ وفيما الاختلاف إذا كان الكل ينشد ذات الأهداف ؟ ولماذا فشلت المبادرات الجنوبية في لملمة الشتات ؟ هل توجد أياد خفية تغذي الصراع الجنوبي الجنوبي ؟ وما العوامل المؤثرة التي تحول بين توحد الجنوبيين ؟؟ وما هي السبل الناجعة لتقريب الرؤى وتوحيد الأطراف الجنوبية تحت مظلة الوفاق الوطني وبناء دولة الجنوب الجديدة ؟
كثيرة هي المؤشرات والأدلة والشواهد التاريخية بما في ذلك احتمالات وفرضيات عدة تصب جميعها في مسار غياب الوحدة الجنوبية الحقيقية للمكونات السياسية وبينها القيادات الجنوبية حيث يبرز الصراع الحاد الآخذ طبيعة الاختلاف والخلاف وسط كل المكونات الرئيسية على الزعامة واحتكار تمثيل الشارع الجنوبي كل على حساب الآخر فالكل يحرص على تقديم نفسه كممثل للشعب في الجنوب مقابل التقليل من حجم وشعبية منافسيه ولا يتوقف الخطر عند ذلك وحسب بل يمتد ليصل في عدم اعتراف كل مكون وفصيل بأخيه ورفيقه الآخر في النضال على الرغم من توحد الشعب الجنوبي كشعب تواق لاستعادة كرامته والتي جسدها في مليونيات عدة إلا أن ذلك لم يكن ليحد من حدة الخلافات بين قادة ومكونات الجنوب السياسية فهناك من جهة معارضة الخارج حركة تاج والقيادة الموحدة لمؤتمر القاهرة وتيار المستقلين ورؤساء الجاليات في الخارج ومن جهة أخرى المكونات السياسية حديثة النشأة كالعصبة الحضرمية وتيار عدن للعدننين واللجان الشعبية والهيئات الجنوبية المشاركة في الحوار الوطني بصنعاء وغيرها كل ذلك يضاف إليه تأثيرات الدول الإقليمية والدولية على الشأن الجنوبي مما يشكل تحديات كبيرة أمام الوصول إلى اتفاق موحد بين الجنوبيين ما جعل التوصل إلى رؤية موحدة شاملة أمر شائك على رغم المحاولات العقلانية والمنطقية التي يتبناها بعض عقلاء الجنوب في سبيل لملمة الشتات الجنوبي المبعثر محليا وخارجيا .
المصداقية
هيئة رئاسة البرلمان الجنوبي وعلى لسان الدكتور عبد الرحمن الوالي الذي تساءل عما إذا كان الجنوبيون يريدون أن يتوحدوا فعلا أم أنهم لازالوا يتوغلون في رفض بعضهم البعض تحت وهم أن كلا منهم صاحب اليد الطولى في الجنوب ؟ مشيرا إلى أنه لا يمكن إلقاء اللائمة على أي من الأطراف الجنوبية مؤكدا على أن الجميع أخفق في إيجاد الطريقة المناسبة لرص الصف الجنوبي وأضاعوا فرصا تلو الأخرى لافتا إلى أهمية تبني بحث معمق لمعرفة أين تكمن مشكلة عرقلة جهود التوحد بين الأطراف الجنوبية ؟ موضحا بأن فشل الكثير من المبادرات الساعية التوحيد الصف يكمن في كونها لا تحمل في طياتها آليات واضحة تؤسس لنقاش جاد بين الأطراف الجنوبية حيث تفتقد كل المبادرات إلى المصداقية في تبني قضية الشعب في الوقت الذي يردد الكل شعار ( ندعو الجميع ) إلا أن حقيقة تلك الدعوة في الواقع يشير إلى معنى ( لا نريد أحد ) حسب تعبير د الوالي الذي قال إن المنطق يؤكد على أنه لا يمكن دعوة 5 مليون جنوبي للتوحد دون تحديد وجهة محددة أو جهات مقصودة .
وأكد الوالي على أن البرلمان الجنوبي الذي ينضوي في إطاره أكثر من 40 مكون وفصيل إضافة إلى مجموعة المستقلين وجه دعوات لعدة أطراف جنوبية لرص الصف والتوحد تحت إطار عمل موحد إلا أن تلك الدعوة لم تلق تفاعلا من قبل تلك الأطراف على حد تعبير الوالي الذي اعتبر أن عبارة ( وحدة الجميع بالمطلق ) غير منطقية لغياب نقطة البداية التي تنطلق منها أسس التحاور مشددا على ضرورة إيجاد برنامج أو لائحة عمل موحدة على ضوئها ترص الصفوف وأهم من ذلك أن تسمي المبادرات الداعية للتوحد كل الأطراف المعنية .
صراع الألقاب وسياسة الإلغاء
الأمين العام للجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي ( مؤتمر القاهرة ) د سيف علي حسن أوجز جملة من الأسباب الكامنة خلف التشتت الجنوبي الحاصل اليوم قائلا :
عندما نهض الجنوبيون لمقاومة الاحتلال كانوا يدا واحدة..رغم قلتهم الا أنهم كانوا قوة بوحدتهم ..لم يكن هناك شي يفرقهم..وحدهم الظلم والمعاناة....واليوم ما الذي حدث ولماذا هذه الفرقة وأسبابها.؟ موضحا بأنه في البداية ظهر صراع المنصات والميكرفونات ..ثم صراع الالقاب .. قائد الثورة ..ومشعل الثورات..والهامة الجنوبية ..وبطل الجنوب ..ومؤسس الحركة الفلانية .. . .وضمير الجنوب. .وووو ... وهلم جرمن الألقاب ..ثم ظهر المال..والمال فتنة... فكان سببا رئيسيا في وجود الاختلاف . وأضاف د سيف : وللأسف لقد تضخمت الذات عند البعض إلى حد أن البعض بدأ يشعر أنه هو الثورة وبدونه لا يمكن للجنوب أن يتحرر ..وبدأ الاقصاء والإلغاء ..وبدأ القفز على الواقع..والاستحواذ على الشعارات ..وبكل وقاحة يقول لك البعض رفعنا الشعار على شان نكسب الشارع..وكأنه يقول ليس لدي هدف نضالي خلف الشعار..بمعنى آخر مغالطة : ثم بدأت تتدخل أيادي الاستخبارات التي لعبت دورا في زرع الفتن وتوزيع التهم والتخوين بين قيادات الحراك..وتم اختراق الحراك..وأصبح البعض يخدم نظام الاحتلال بوعي وبدون وعي. وبالرغم من أن جميع المكونات هدفها طرد الاحتلال واستعادة الدولة الا أن البعض يحاول تشويه الاخر ليبقى هو ..وكلما اتفقت بعض قيادات المكونات على توحيد الصف. .يطلع واحد بفكرة إنشاء مكون جديد أو جبهة أو اتحاد لغرض إفشال الناس الجادين. .وهذا لن يكون الا عمل استخبارات. . والأزمة السياسية تكمن في أن الشارع هو الذي يوجه القيادة السياسية والمفروض العكس .
العجز
القيادي الجنوبي المهندس بدر باسلمه في حديثه عن الأسباب الحقيقية وراء فشل مساعي التوحد الجنوبي أكد على أن القضية الجنوبية قضية عادلة بشهادة العالم لكنها بيد محام فاشل.
مشيرا إلى أن سبب شتات الصف الجنوبي هو جهل وفشل وتخلف قيادات الجنوب الفكري والسياسي في جميع المراحل وعجزها في تسويق القضية الجنوبية وكسب التأييد الإقليمي والدولي موضحا بأن القيادات الجنوبية لم تكن تمتلك رؤية واضحة في كيفية إنجاح القضية الجنوبية وكسب التأييد الإقليمي والدولي لها وطمأنتهم إلى مستقبل الجنوب وبدلا من ذلك عمل كل منهم إلى استثمار القضية الجنوبية والصراع على زعامتها.
وشدد باسلمه على أهمية التغيير في الفكر والقيادات الجنوبية وامتلاك الفكر السياسي الناضج بما يتناسب مع طبيعة المرحلة الجديدة، معتبرا أن قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2140 جاء ليرسم ملامح مرحلة جديدة . مما يستدعي عدم الاعتماد على القيادات التي أثبتت فشلها في إدارة ملف الجنوب في المراحل المختلفة طوال العقود الخمس السابقة بسبب تمسكها بزعاماتها للجنوب والاستمرار في نهجها الفكري المتخلف الذي لم يطمئن الأطراف الإقليمية والدولية إلى الاعتماد عليها.
وأكد باسلمة أن خيارات الجنوبيين باتت محدودة اليوم وأن الجنوب لا يمتلك في الوقت الراهن القيادة السياسية والرؤية الموحدة والبناء المؤسسي والأمني,داعيا إلى الانتقال إلى مرحلة بناء البيت الجنوبي من الداخل, فما لا يمكن إدراكه كله يجب عدم تركه كله.حسب تعبير باسلمه الذي نوه إلى أن على الجنوب اليوم المشاركة بفعالية في صناعة المستقبل وتعزيز قوة الجنوب وإبقاء الباب مفتوحا لمستقبل حلول القضية الجنوبية, مشيرا إلى أن المرحلة تحتاج إلى فكر سياسي جديد عقلاني وواقعي وليس إلى فكر يعمل فقط على العواطف وعلى تأجيج ورفع تطلعات أبناء الجنوب إلى حلول لا تتوفر لها مقومات تنفيذها حاليا ولا رؤية واضحة لكيفية تحقيقها مستقبلا.
النظرة المغلوطة
عضو المكتب التنفيذي لملتقى أبناء الجنوب / هاجع الجحافي أعزى أسباب إخفاق التوحد الجنوبي إلى تخلف أدوات وأساليب العمل السياسي والتنظيمي ووجود شخصيات تتصدر المشهد الحراكي الثورية أثبتت وعلى الرغم من وطنيتها أثبتت عجزها في استيعاب المتغيرات حسب تعبير الجحافي الذي أوضح بان تلك الشخصيات ركنت إلى الحراك التفاعلي الثوري في الشارع الجنوبي واكتفت بإصدار البيانات والتصريحات والخطابات وإلى التسابق على تسجيل المواقف ضد بعضها وضد نفسها أحيانا انطلاقا من نظرية الحرص على البقاء في واجهة المشهد لافتا إلى أنها بذلك تسحب من رصيد الشارع الجنوبي لصالحها معتقدة أن ذلك سيوصلها إلى بغيتها وأكد الجحافي على أن المشكلة تكمن في تلك النظرة المغلوطة بحيث لا تدرك تلك الشخصيات أنها بتلك الأساليب إنما تعيق حركة وحراك الشارع بل وتعمق الانقسامات المستندة إلى خلافات شخصية وغير جوهرية في الوقت الذي أشاد فيه الجحافي بالإرادة الشعبية التي قال بأنه ليس لها نظير في المنطقة مبينا أن الخلل في الإرادة السياسية الجنوبية التي وصفها بالمتخلفة والعاجزة بسبب عدم اعتمادها على كفاءات وقدرات متخصصة قادرة على الأداء المهني المواكب لسرعة المتغيرات والأحداث المحلية والإقليمية والدولية إلى جانب عدم التوفيق في اختيار الخطاب السياسي والإعلامي والاجتماعي المناسب .
غياب التنسيق والشفافية
عد الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي / هاجع الجحافي أن من أبرز فشل قدرة الجنوبيين على التوحد الركون إلى اجتهادات فردية هنا وهناك اختلطت بلغة استعدائية وتخوينية منفرة للقدرات والطاقات وصانعة للأعداء والخصوم وغير جاذبة للمتعاطفين محليا وخارجيا. مما لا يدع مجالا للشك على تأكيد حقيقة مفادها المطبخ السياسي الجنوبي -رغم كثرة الطباخين - لم يستطع تقديم أصنافا جديدة إلى مائدة السياسة تواكب ما يجري في المطابخ الأخرى .. حيث يغيب فيه التنسيق التنظيمي الجاد بين من يتزاحمون داخل المطبخ السياسي الجنوبي والنتيجة دوما أن الطبخة إما غير مستوية أو ناقصة للمعايير المهنية الكفيلة بجعلها مفيدة وذات قبول عام. مستخلصا أن الجنوب بات بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في مهنية وقدرات من يعملون في المطبخ السياسي الجنوبي واستيعاب قدرات وكفاءات متخصصة قادرة بالفعل أن تواكب ثورة وحراك الشارع بأداء تنظيمي راقي وإدارة سياسية محنكة وبخطاب سياسي وإعلامي يجلب التعاطف و لا يصنع الخصوم. .والسعي إلى تحقيق سلسلة من الإجراءات والبرامج الممنهجة ترتكز على خارطة هدفها استيعاب شراكة الجميع في بناء جنوب جديد يقوم على التعدد والتنوع والشراكة ويحترم الخصوصيات والكفاءة ويشجع الشفافية والمنافسة. محذرا من أن أي تأخير في الارتقاء بأساليب العمل السياسي والتنظيمي والإعلامي من قبل النخب الجنوبية – ( القيادات التي بيدها الإمكانات والمرتبطة بتحالفات داخلية وخارجية -) سينعكس سلبا ولن يخدم الجنوب بل سيضاعف من المعاناة.، كما أن استمرار الانقسام الشخصي للقيادات الجنوبية سيتحول الى انقسام جوهري في الشارع الجنوبي لا يمكن السيطرة عليه إذا لم يتم تلافيه سريعا من الآن. حسب تعبير الجحافي .
الذاتية وحب التصدر
من ناحيته اعتبر / علي الأحمدي الأمين العام المساعد لحركة النهضة اعتبر أن المشكلة تكمن في الذاتية وحب التصدر والزعامة وإلا فجميع المختلفين في الأصل متفقين على نفس الغاية والهدف . لافتا إلى أن أبرز أسباب فشل مبادرات توحيد الصف هو اعتمادها على تلك الأطراف التي تغلب أهدافها الشخصية ورغباتها وخصوصيات مكوناتها على الصالح العام للجنوب . غير مستبعد وجود تدخلات أو اختراقات للثورة الجنوبية كون أي ثورة حقيقية ستستهدف من خصومها وأعدائها وسيستخدمون كل الوسائل الممكنة سواء الإغراء بالمال أو المناصب أو غير ذلك . منوها إلى أن مصالح الغير الرامية إلى تفكك الجنوب هي في الأساس مشكلة الجنوبيين أنفسهم لا مشكلة الغير الذين قال إنهم يتعاملون وفق المعطيات الموجودة أمامهم ووفق مصالحهم الخاصة ولفت الأحمدي إلى أن الحراك لم يستطع تقديم شكل جاذب أو مطمئن لتلك الدول لحد الآن . حسب تعبير الأحمدي الذي قال : الوقت والظروف الحالية لا تحتمل تأخير التوافق والاجتماع الجنوبي فعلى الجميع الترفع عن أي أهداف شخصية أو حزبية وتغليب مصلحة شعب الجنوب على رؤية المكونات وبرامجها وينبغي التنازل لبعضنا والتواضع إذا كنا نثق أننا كلنا نهدف لصلاح الجنوب والحصول على حريته وأعتقد أنه من المهم جدا في هذه المرحلة المصارحة التامة وتحديد المعرقلين لأي توافق جنوبي وتجاوزهم لو لم يذعنوا للتوافق العام .
استفحال التناحر
الناشط السياسي عمر سالم عبدا لله بن هلابي المقيم في كندا أعطى تفسيرا لمشكلة إخفاق التوحد الجنوبي أبدا فيه نظرة تشاؤمية نوعا ما فهو وكما قال : مع احترامنا لجميع مكونات ما يسمى بالحراك السلمي ، إلا أنه من المستحيل أن تتوحد القوى المتنافسة تحت أي ظرف من الظروف وهذا هو السبب الحقيقي لفشل جميع المحاولات التي سعت لتوحيد تلك القوى المتنافسة إن لم نقل المتناحرة سياسيا فيما بينها. كما أن الثقل الحقيقي والعمق الجنوبي وهو حضرموت وأبناؤها لا يمكن أن يقبلوا بالانضواء تحت أي وحدة مزعومة وخادعة جميع قياداتها ولجانها هم عبارة عن إخطبوط متناسل من النظام البائد وأتباعه وأضاف بن هلابي : منذ عام عام 2008م ونحن نقول إن من أراد التأسيس للوحدة الجنوبية الصادقة والقابلة للنجاح والاستمرار عليه العمل على توحيد الكيانات الجنوبية وليس المكونات الهلامية وإلا فان الوحدة الجنوبية لن تتم إلا في ظل مشروع يخاطب ويعترف قبل ذلك بالكيانات الجنوبية وهي هنا المحافظات الست المكونة للجنوب الأرض والإنسان. وليس المكونات الستة والستين المستثمرة للجنوب الأرض والإنسان لافتا إلى أن من
أراد النجاح في توحيد الجنوب عليه أن يسعى لتوحيد تلك الكيانات الست بتمثيل وطني نسبي وعادل . عدا ذلك سيظل الجميع كالذي يحرث في البحر.حسب تعبير بن هلابي .
انعدام الحامل السياسي
من جهته يرى الكاتب الصحفي رائد صالح النينوه أن غياب العمل التنظيمي هو نتيجة عدم وجود تنظيمات ومكوّنات حقيقية، لها أعضاؤها ونشاطاتها واجتماعاتها ومؤتمراتها وامتدادها على مستوى الجنوب , ولديها رؤى وبرامج سياسية واضحة, ومشاريع وأهداف تسعى إلى تحقيقها عبر طرق وأساليب منهجية بحيث تتمكن من التأثير .مؤكدا على أن غياب مثل هذه المكوّنات التي تمتلك مثل تلك المواصفات جعل الجنوب في ما يشبه حالة من انعدام الوزن , كما جعله في حالة صعود وهبوط , تارة يصل إلى قمة الزخم الثوري وتارة أخرى يسترخي في هدوء وسكون.متسائلا :
إلى متى سيصمد الجنوب بدون فاعلية حقيقية؟ ,موضحا بأن عامل الوقت مهم جداً لاسيما وأن أبناء الجنوب يحتشدون في الساحات بشكل طوعي يحرّكهم إيمانهم بعدالة قضيتهم من أجل الوصول إلى أهدافهم المنشودة وتحتاج إلى التنظيم من أجل توجيهها إلى مسارها الصحيح والاستفادة منها , وإلّا تحولت إلى مجرّد فعاليات ومناسبات وتفريغ شحنات .منوها إلى أن
ما هو موجود الآن من مكوّنات تفتقد إلى جوهر العمل التنظيمي وإلى أبسط صفات المكوّنات السياسية والنضالية , وهي تعتمد على شخص أو مجموعة أشخاص, تشتت نضال الجنوب. لذا فإن أهم ما يحتاجه الجنوب وحراكه السلمي وجود حامل حقيقي لقضيته يتمثل في مكوّن سياسي ونضالي أو تكتل جبهوي بقيادة موحدة , يقود نضال شعب الجنوب ويكون ممثله الشرعي , ويدير قضيته على مستوى الداخل والخارج , مرتكزاً على عمل سياسي ونضالي وتنظيمي ومنطلقا من رؤية سياسية ونضالية يتم وضعها والاتفاق عليها من كافة الأطياف السياسية والاجتماعية الجنوبية
فرملة العواطف وإطلاق العقول
الكاتب الصحفي عبد السلام مسعد السقلدي من وجهة نظره يرى أن كثرة المكونات الجنوبية الحالية وأخرى في الطريق هي بالإجمال حالة تعبير عن أزمة قيادة وأزمة رؤية سياسية للقضية الجنوبية .
وأشاد السقلدي بوطنية الجماهير الجنوبية التي قال إنها تقدم تضحيات عظيمة مسكونة بتحقيق يوم النصر ، وتؤدي واجبها ولكن دون متلقف . وأحيانا تدفع إلى الهشيم دون احتساب العواقب وفي ظل غياب قيادة تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن تبعات وحجم التضحيات حاضرا ومستقبلا . مشيرا إلى أن سلاح الحديث عن المظالم التي لحقت بالجنوب بعد حرب 94م هذا السلاح تم نزعه بإقرار النظام في صنعاء والمجتمع الدولي بوقوع تلك المظالم . وتم وضع خارطة طريق لمعالجتها بغض النظر عن مصداقيتها و عن الوقت الذي سيأخذ لحلها وتحظى بدعم إقليمي ودولي لافتا إلى أن الجزء الأهم المتبقي للجنوب هو الشق السياسي في حل القضية الجنوبية وهو الأهم بل وموضوع الساعة ، لا يعرف أحد مآله محذرا من استمرار نهج القوى التي لا زالت تتعامل مع حلول القضية الجنوبية تعامل عاطفي وتقدم نفسها باعتبارها صاحبة الحقيقة المطلقة في قول الفصل لحل القضية الجنوبية حسب تعبير السقلدي الذي لفت إلى أن الجنوب بحاجة ملحة إلى حوار عقلاني وواقعي للبحث عن حلول سياسية للقضية الجنوبية فالسياسة تبنى على أساس الواقع و المصالح وتوقع الاحتمالات و معرفة موازين القوى وبناء التحالفات المحلية والإقليمية والدولية . وفوق ذلك فهي ذات طابع ديناميكي . مؤكدا على أن الشعوب تنهض بالعلم ومثقفي الجنوب بما فيهم العاملين في الحقل الأكاديمي تقع عليهم المسؤولية الكبرى للقيام بعمل بحثي فكري وتنويري كونهم يمتلكون أدوات اكتشاف وتحليل وتفسير مختلف الظواهر في المجتمع ويقدموا محددات تغييره ، لا أن يتحولوا إلى تابعين للعواطف والمزاج الشعبوي أو موظفين لدى بلاط السلطان حسب تعبير السقلدي. مشددا على ترك التعامل مع قوالب جامدة وبدء كسر الجمود الفكري أولا ومن ثم تدارس الأمر بجدية حقيقة الوضع الحالي للجنوب وأفاق المستقبل استنادا إلى العلم ، وان بقينا اتكاليين ومتفرجين أو مذعنين للإدارة السابقة للقضية الجنوبية فنخشى القول على الجنوب السلام .
الخلاصة
يتفق الجميع على ضرورة صياغة ميثاق شرف جنوبي تشارك في إعداده كافة القيادات الجنوبية في الداخل والخارج وكل الكوادر الجنوبية يتضمن نصوصا واضحة ومحددة الرؤية والمعالم لمعالجة كل التحديات التي تواجه قضية الجنوب ويتم وضع برنامج نضالي موحد لكل المكونات السياسية والمنظمات الجماهيرية تحدد فيه الأساليب النضالية على صعيد العمل السياسي والدبلوماسي في الداخل والخارج مع ضرورة الاستفادة من كل التجارب السابقة وتصحيح الإخفاقات التي واجهت القضية الجنوبية وأدت إلى تشرذم القيادات وتعدد المكونات بما فيها الخلافات الهامشية التي رافقت مسار التجربة الجنوبية خلال المراحل التاريخية للجنوب .
تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.
ل "الأمناء نت" الحق في استخدام التعليقات المنشورة على الموقع و في الطبعة الورقية ".
الامناء نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.