الرفض الممزوج بهستيرية على المجلس الانتقالي الجنوبي من قبل اليمنيين سواء أكانوا ممن هم أتباع لهادي أو الذين يتبعون سيدهم و زعيمهم ، هذا الرفض العالي الصراخ وشديد الانفعال يمثل انعكاس نتاج وحجم الألم ، نعم حجم الألم من صفعة موجعة تلقوها ، رفضهم الهستيري يهيئ لصراع قادم ، وفي معادلة الصراع القادم الجنوب لن يكون ضعيفا ، وسيتحرك على أرض صلبة حتى يصل الى هدفه . منذ متى كان لصالح إرادة في تطويع الجنوبيين تحت غطرسته وجبروته حتى تقتفي الشرعية اليوم نفس آثار صالح ، وتضن أن بمقدورها تطويع الجنوبيين لانتهازيتها ، القضية في الأساس قالها بأنه سيكون آخر زيدي يحكم اليمن ، بهذه الكلمات فتح صالح باب المدد وسالت الدماء قربانا للزيدية حتى يمنع أفولها ، إلا انه وقع في شر أفعاله ، وتسليم الجنوب من قبل هادي لجماعة إخوان اليمن سيصب أيضا في مصلحة الحكام الجدد وهم الزيود ، وبهذا فقد وقع هادي بأخطائه ، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد اثني وشكر دور الإصلاحيين عند زيارته لمحافظة إباليمنية قبل أيام ووجه أتباعه الاعتناء بهم . الأمور اليوم تتجه إلى سياقها الحق ، لان الشعوب الحية ترفض الاستعباد ، الحل السياسي الذي تسعى إليه الشرعية تعجز عن فرضه ، في الأصل هي جزء أصيل من منظومة فساد وبطش ، بل إن تأريخ معظمهم محمل بعظيم الأوزار ، والتسوية السياسية التي يؤسسون لأجلها ستوصلهم فقط إلى شهيتهم من المقاعد ، وبهذا تكون الحرب عبث ، ودماء لا قيمة لها ، وصراخ الشعب لن يعدو إلا نغم يرقص على إيقاعاته طرفي الصراع وهم أصحاب صنعاء ومن في الرياض . وجود حامل سياسي للجنوب وشعبه هو الخنجر المسموم في خاصرة الشرور اليمنية ، في كل المراحل يستدعون كل ما من شأنه فرقتنا وإشعال فتيل صراعنا واختراق صفوفنا وصفوتنا ، كل أصواتهم التقت اليوم ، بل تقاطعت كل من توجهات الانقلابيين والشرعيين ومن خلفهم كثير من كتابهم ومشايخهم وساستهم حتى البسطاء فيهم ، جميعهم اتفقوا وأصدروا بياناتهم المتهكمة والمستصغرة لنا ، ومغلفة بالوعيد علينا ، هذه الأفعال وهذا الانتفاض السريع يدلُ أننا في الطريق الصحيح . من المعيب اختزال قتال الجنوبيين الذين يسعون لتطهير أرضهم لتركب الشرعية المنبثقة من ضلع صنعاء الأعوج على رأس موجة النصر ، وتساوم من أجل إشباع احتياج لعابها النتن ، الشرعية أثبتت إنها تحمل مشروع اصغر من احتياج الشعبين ، وكذلك الإقليم ، بل المنطقة برمتها ، ولا تقوى إلا على الحركة في غرف الفنادق ، إلى هذه الغرف هربت سابقا واليها عادت اليوم ، هي بعيدة عن الشعب ، مرفوضة ممن يقاتلها وممن قاتل معها ، كل قرارات ما تسمى بالشرعية تسهم في زيادة معدل الاشتعال والإرباك ، لذا لا غرابة أن تنبثق مقاومة من القوة الفاعلة على الأرض ، أي القوة التي تقاتل ، وتصنع النصر ، وتبذل الغالي والنفيس من أجل الاستقرار والنماء واحترام الإنسان . الالتفاف الكبير اليوم ليس حول شخص الزبيدي ولكن خلف المشروع الذي يعمل من أجله الزبيدي و من معه ، لا يهم توقيت فرض هذا المشروع بقدر أن الأهم هو اختطاف الفرصة التي تحقق هذا الحلم بتوقيته المناسب ، تناغم الجنوب اليوم هو في الأساس انعكاس لتناغم قياداته المؤثرة من عدن إلى المهرة و سقطرى وكل شبر من أرض الجنوب وامتزاجها في صيرورة استعادة الحق المشروع أولا في مجلس انتقالي يتبعه مجلس عسكري بوحدات تحمي الجنوب ، وثانيا ترتيب البيت الجنوبي بغرفه الست والجزر ، الجنوبيين يتفهمون واقعهم الجديد وسيؤسسون الانطلاقة الحقيقية لنهوض كل الجنوب بتناغم أحلام الكل ، وعلى أساس من هذا انطلقوا بوثبة واحدة ، وبوركوا من الكثير ، فوضناك كلمة صرخ بها شعب الجنوب لتتزلزل أركان الظالمين بعدها بأيام معدودات ، 11 مايو فارقة على أرض الجنوب لقادم ستتحقق عليه كل الأهداف أولها أن للجنوب اليوم قيادة تحميه .