بإتفاق الوحدة الاندماجية خسرنا في الجنوب دولة بكل مقوماتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهو أقصى مايمكن ان يخسره شعب ولم يتبقى لنا الا هويتنا وخصوصيتنا الجنوبية النابعة من عمق تربيتنا وقيمنا وكرامتنا التي أرعبها ما أرادوا لنا ان نصل اليه باسم الوحدة فثارت عليهم وعلى وحدتهم التي بإسمها ينازعوننا على هويتنا وجزء من تاريخنا ومن ارضنا وثقافتنا وبالعودة الى تاريخهم غطرسة الزيود لها عمق تاريخي عقيدتهم انهم الاصل ونحن الفرع هم اسياد ونحن عبيد في جينياتهم المكر والغدر والخديعة يبتكرون كل ما يبرر لهم الحق في سلب الاخرين حقوقهم لديهم التقية وابدي على مابدى عليك وغيرها ليكذبوا ويظلموا ، من تاريخهم استوعبنا الدرس ، لم نعد لنقبل لهم مكان في حاضرنا ولا لهم مكان في مستقبل اجيالنا ، حين أعلنت دول التحالف فزعتها للدفاع عن امنها القومي ودخلت حربها في اليمن وجدنا نحن شعب في الجنوب ان عدونا مشترك واننا جزء من هذا الامن القومي الإقليمي بل المدخل الذي تم تهيئة ارضيته لاستخدامها في ضرب الامن القومي الإقليمي والتوسع المجوسي على الأراضي العربية . لحظتها كنا قد خسرنا كل شئ لم يعد لدينا ما نخسرة لهذا ارتمينا الى ميادين القتال بكل ثقلنا ، للانتصار لعدو عدونا ومساندته لم يكن لدينا تصور للتعامل ولا ارادة جمعية لتأسيس استراتيجية مشتركة للحد من الخسائر . لانه لم يكن لدينا ما نخسرة الا ارواحنا والتي قد سأمت حياة القهر والاذلال . لم يكن شعب في الجنوب يهمة منطق المصالح وتقاسم النفوذ الذي يحكم المنطقة العربية ولا يكترث للتحالفات الإقليمية والدولية والتبعية للدول العظمى وانما كان شعب مستضعف له قضية دوله تحت الاحتلال و يسعى لإستعادتها ،جاءت اليه عاصفة الحزم هدية السماء للمستضعفين في الأرض لتصنع منه شعب محارب وحاضنة لمقاومة بقدرات قتالية عالية وبإرادته الصلبة وصمودة استطاعت دول التحالف ان تسجل انتصار مرحلي لهدفها الاستراتيجي وتمكن شعب في الجنوب من تحقيق هدفة تحرير ارضه على جغرافية الجنوب .
ما يكسبه خصمك تخسره أنت من رصيدك. والجنوب لم يخسر، بل كسب لأنه ابعد عنه الخطر الاحتلالي للشمال وأوقف مخططه التوسعي إنطلاقا من ارض الجنوب نحو دول الجوار ، وأن كان لم يتمكن من استكمال تحقيق هدفة بإعلان إستعادة دولتة الجنوبية فذلك لتعثر التحالف من تحقيق النصر على الأرض في الشمال ولإتباعه حلول سياسة في الجنوب تتوافق مع مصالحة ولا توفر أي ضمانة للأنسان الجنوبي التواق للحرية واستعادة دولتة .
يعاني شعب الجنوب في الأرض المحررة من ضعف في الإمكانيات وعدم جدية في تطبيع الحياة واستعادة المؤسسات الحكومية ومن ممارسات يقوم بها جنوبيين من مخلفات الدولة العميقة المتسللين الى حياتنا عبر شرعية صورية تمارس علينا سياسة تخريبية لامننا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي . حاول الشعب في الجنوب الصمود امامها والتكيف معها وفاءاً وإرضاءاً لدول التحالف وحفاظاً على وحدة وسلامة النسيج الاجتماعي .
لكن وبعد أن بدأت الأمور تتجه نحو تسوية سياسية مستقبلية وبوادر اتفاق سريع لإنهاء الحرب. ومع ظهور مخططات لاحزاب مرفوضة دولياً تهدف لتصفية القضية الجنوبية وبسط سلطتها على ارض الجنوب أستدعت الضرورة أن تسهم قوى في التحالف ولو بشروط ،لابد انها اتت بعد موافقة إقليمية ودولية على اعلان مجلس سياسي لقوى التحرير والاستقلال بقيادة واحدة مفوضة من الشعب تمهد الطريق للدخول في أي تسوية قادمة يقودها شخص فوضته أكثرية من شعب في الجنوب يجمعهم هدف واحد تحرير واستقلال دولة الجنوب وهذا بحد ذاتة انتصار للقضية الجنوبية ان يعلن مجلس سياسي جنوبي يتحدث باسم القضية الجنوبية يلتزم بالارادة الجمعية وبما لا يؤدي الى انتهاك أبجديات الهدف الذي قاتل و استشهد لاجله الجنوبيين ، وبمهنية احترافية سياسية تحافظ على التحالفات الاقليمية وتقبل احترام الشرعية وتقبل تواجد حكومة الشرعية على الأرض المحررة مقابل اعلان الاعتراف بشرعية هذه القيادة التي فوضتها اغلبية شعبية جنوبية اقليميا ودوليا، لنتجنب العداء وكل ما سيجر البلد إلى مزيد من المعانات وصراع داخلي او صراع إقليمي آخر ، تسليماً منا جميعاً ان الخلافات طبيعية بين أطراف تجمعهم مصالح مشتركة وهدف استراتيجي _ الدفاع عن الهوية العربية الاصيلة _ يحدث الخلاف بينها من الاختلافات في المصالح ويحق لكل دولة في التحالف والشرعية السعي لتحقيق مصالحها والتحالف مع من تتحقق معه مصلحتها، ولنا نحن شعب في الجنوب ممثلين بالمجلس السياسي الانتقالي الحق الكامل في التفاوض باسم القضية الجنوبية والوقوف مع الآخر إقليمياً ودولياً مع من تلتقي مصالحنا معه لننتصر لقضيتنا في استعادة الدولة الجنوبية دون المساس بالمصلحة والهدف الاستراتيجي للمجتمع الإقليمي والدولي .