هذه الايام؛ تشهد اروقة جامعة عدن، ومواقع التواصل الاجتماعي الاكاديمية،نقاشاً حول قرار مجلس الجامعة في اجتماعه الاخير،المنعقد في مايو الماضي، المتعلق بضرورة التحاق الطلاب المقبولين لبعض الكليات؛ كالطب والصيدلة والاسنان والهندسة ،لسنة تحضيرية قبل التحاقهم بتلك الكليات...وفي الحقيقة، فتجربة السنة التحضيرية معمولاً بها في عدد من جامعات العالم لتهيئة الطالب للدراسة الجامعية...ومن المعروف ان الخطط الدراسية والمقررات الدراسية بكليات جامعة عدن،تم وضعها على اساس ماتم دراسته في مرحلة التعليم العام؛ الاساسي والثانوي...وللتدني الكبير في مستويات طلابنا؛ خريجي الثانوية العامة،فانهم بحاجة الى ردم الهوة الموجودة بين مستوياتهم العلمية الفعلية ،والمستويات العلمية المطلوبة للالتحاق بتلك الكليات،وذلك من خلال التحاقهم بالسنة التحضيرية،والتي سيكون النجاح فيها بمثابة الفلتر الثاني والفيصل في قبول الطلاب بتلك الكليات بعد الفلتر الاول والمتمثل في امتحان القبول الذي سيُعقد مباشرةً بعد اعلان نتيجة الثانوية العامة. وبحكم ان التجربة جديدة؛ فهناك عدد من الاسئلة والاستفسارات لا بد ان تُثار منها: ★ هل الامكانيات موجودة لدى جامعة عدن ؛ قاعات، ومدرسين ،ووسائل وغيرها ، ام انها مجرد عبء جديد يزيد من اعباء الجامعة. ★ هل ستكون مجانية؟ واقصد بمجانية؛ ان يدفع الطالب الرسوم السنوية فقط،التي يدفعها الطلاب المنتظمون بهذه الكليات..لان الكثير من الطلاب ظروفهم صعبة،ويكفي لو تحملت اسرهم نفقات سكنهم وغذائهم ومواصلاتهم،التي تكلفهم الكثير،بل فوق طاقتهم المادية. ★ هل ستكون الدراسة باللغة الانجليزية،كما هو في تلك الكليات،او باللغة العربية كما هو الحال في مدارس التعليم العام؟ ومن الافضل ان يكون باللغتين كمرحلة انتقالية،كما هو الحال في الاقسام العلمية بكليات التربية. ★ هل الخطة الدراسية الخاصة بالسنة التحضيرية جاهزة او لا زالت في اطار الاعداد والتجهيز؟ حيث انه من المهم وضع خطة دراسية لكل مقرر دراسي تفي بتكوين خلفية كافية بمتطلبات هذه الكلية او تلك في ذلك المقرر الدراسي..فالفيزياء كمقرر دراسي،يجب ان تختلف خطته الدراسية من كلية الى اخرى. ★ اشرافياً؛ هل ستخضع ادارة السنة التحضيرية لنيابة الشؤ ون الاكاديمية اولنيابة شؤون الطلاب،اوسيتم التعامل معهاكباقي مستويات هذه الكلية اوتلك من حيث الاشراف. ★مكان الدراسة؛ هل ستكون في مكان واحد ،خاص بالسنة التحضيرية،او في الكليات المعنية نفسها ،اي طلاب الهندسة بكلية الهندسة،وطلاب الطب بكلية الطب....وفي تقديري عندما تكون الخطط الدراسية جاهزة ؛ فبالامكان ان تكون الدراسة بكليات التربية بحكم وجودها في كل المحافظات من ناحية ومن ناحية ثانية لتخفيف الاعباء على الطلاب المتواجدين خارج محافظة عدن ،ومن ناحية ثالثة لوجود الاقسام العلمية للمواد الاساسية كالفبزياء والكيمياء والرياضيات والاحياء والانجليزي ووجود الكادر المؤهل علمياً وتربوياً لتدريس تلك المقررات،على ان يتم اجراء الامتحانات بشكل موحد وفي مكان واحد بالنسبة لهذه الكلية اوتلك. # من المهم جداً الاستفادة من تجارب الجامعات الاخرى في هذا المجال مع مراعاة خصوصية جامعتنا وامكانياتها. # بالاضافة الى التصورالسابق؛ فما هو الراي في التصورين التاليين: الاول: يتم اجراء امتحان القبول في مارس لاعطاء الطلاب فرصة للتحضير لامتحان القبول وبعدها يخضع الناجحون لدورات تقوية، بمراكز التقوية التابعة لكليات التربية ،التي يتم انشاؤ ها لهذا الغرض، لمدة اربعة اشهر وفقاً لخطة دراسية موحدة وبعدها يتم عقد امتحان موحد في كل كلية من تلك الكليات للطلاب ومن اجتاز ذلك الامتحان يعتبر مقبولاً قبولاً نهائياً ومن لم يجتازه فاما يُعيد دورات التقوية ويتقدم العام القادم للقبول او يقوم بتغيير القبول الى كلية اخرى. الثاني: ان يتم التحاق الطلاب الراغبين بالالتحاق بتلك الكليات بمراكز التقوية بكليات التربية بنفس الاسلوب المتبع في مركز التعليم المستمر بجامعة عدن ،وفقاً لخطة دراسية موحدة،على ان يتقدموا في الاخير لامتحان القبول كما هو المتبع حالياً. # والاهم في نظري اعطاء اهتمام خاص بالمناطق الريفية ،التي لم تنصفها سياسات القبول في الجامعة في السنوات الماضية ،وبامكانكم اجراء عملية مقارنة ،باعدادلمقبولين في كليات الطب الثلاث والهندسة، من المحافظات التابعة لجامعة عدن لمعرفة الاختلال الكبير في سياسة القبول.