على هامش التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر دولي في باريس بداية الاسبوع القادم التقيت ببعض الاصدقاء القدامى من الخبراء الغربيين المتخصصين بالشرق الاوسط ومنهم من عمل او زار اليمن وعلى دراية والمام بحقيقة الاحداث في بلادنا . وخلال اللقاء الودي تساؤل معظمهم حول طبيعة شرعية الرئيس هادي واستمراره كل هذا الوقت في ادارة الامور بصورة فردية برغم ان اليمن تقع تحت البند السابع بحسب قرار مجلس الامن الدولي مما يجيز التدخل الخارجي وبالتالي تصبح اليمن في حالة حرب حيث تتعطل القوانين والانظمة ويصبح على القوى المخولة من مجلس الأمن الدولي بالتدخل في اليمن ( التحالف العربي) لمواجهة الانقلاب ضرورة انشاء تحالف وطني مشترك لادارة الامور وليس ترك الحبل على الغارب لرئيس انتهت ولايته الانتخابية قبل اعوام فشل خلالها في ادارة الامور وعزز من استمرار فشله بعدها . احد الخبراء اقترح على صورة تساؤل : لماذا لا يتم تشكيل مجلس وطني يتضمن مستشارين من التحالف العربي لادارة الامور في اليمن حتى تستقر البلاد امنيا واقتصاديا وتتوقف الحرب ومن ثم يتم الاعداد لأنتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية لقيادة مرحلة جديدة من البناء والتنمية حيث ومن الواضح ان اليمن تعيش مأساة كارثية بكل المقاييس وان الرئاسة والحكومة اليمنية كل ماتقوم به حاليا هو استنزاف التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة في حين عامة الشعب لم يلمس اي تغيير حقيقي سوى مشاهدة رئيس وحكومة يعيشون في بحبوحة من الترف والبذخ في حين تمر اليمن بأسوأ المراحل في تاريخها من الفقر والمجاعة والاوبئة التي تفتك بمئات الضحايا من الاطفال والبالغين يوميا. من وجهة نظري المتواضعة فأن الرئيس هادي لم يعد يمتلك ضمن صلاحياته المهزوزة سوى اصدار القرارات بعزل هذا وتعيين ذاك فقط ليحافظ على بقائه فوق الكرسي اطول فترة ممكنة بغرض اطالة امد الصراع واثارة الفتن والقلاقل بين من يختلفون معه ومعارضيه وبالتالي بدلا من يصنع التحالف العربي مشروعا وطنيا للبناء والتنمية استجابة للمطالب والحاجة الشعبية الملحة بعد التحرير فأنهم يساهمون في صناعة دكتاتور متسلط يقود البلاد نحو الهاوية لأن اليمن الأن تقع على حافتها .
الخلاصة وكيمني مناهض للانقلاب وعفن الفكر الحوثي المسلح يتألم يوميا وهو يشاهد مئات الاطفال تنتهي حياتهم يوميا بين احضان امهاتهم سوى ان اقول ان شرعية هادي تحتضر اذا لم يكن قدا وافاها الاجل وان على التحالف العربي ان يعي تماما ان المجتمع الدولي لن يصمت كثيرا على ان تدار اليمن بالريموت كنترول من قبل شخص واحد في غياب مؤسسات وطنية فاعلة وممثلين عن قوى سياسية خرجت تقاتل وتدافع عن شعبها في حين بقى هادي ومن معه يشاهدون عن بعد حتى تحقق النصر خرجوا في اول الصفوف يستقبلون التهاني والتبريكات .
العالم يعرٌف الشرعية بأنها من تؤخذ من الشعب او ممثليه سواء عن طريق البيعة او الانتخاب او حتى الاستفتاء . في الحقيقة وفي ختام الحديث مع الخبراء الغربيين خرجت بقناعة تامة انه لم يعد للتحالف للبقاء فاعلا في اليمن سوى خيارين اثنين لاثالث لهما :
- تنظيم استفتاء حول شرعية هادي داخل المدن المحررة - انشاء مجلس رئاسي وطني من مختلف القوى السياسية يتضمن مستشارين للتحالف العربي ويستمد قوته وشرعيته من الشارع وليس من داخل القصور والفنادق .
الاخوة الاشقاء في التحالف العربي .. اصنعوا لليمنيين حدث تاريخي يمثل منعطف لبدء حياة امنة ومستقرة لشعب يحتضر فقد كفر اليمنيين بهادي وزبانيته .