الشيخ صالح با ثواب من مواليد حضرموت وقد قال الأديب والكاتب على احمد با كثير (ولو ثقفت يوما حضرميا لا صبح أيه في النابغين ) فالشيخ صالح با ثواب نابغة في التجارة والأعمال الحرة. حكي لي قصة هجرة والدة إلى شرق أفريقيا وبالذات إلى كينياوتنزانيا فقال ☹ة كان والدي في ذلك الوقت قد عزم الصفر ولكنه لا يجد من المال ما يكفيه للرحلة فطلب من احد تجار الأثاث في المكلا سلفه تعينه على نفقات الرحلة ، وركبت مع والدي- وأنا صغير السن حينذاك – على ظهر سفينة متجهة إلى ممباسا (كينيا) ومكثنا فيها بعض الوقت – حيث بدء يبيع الفحم ويعمل في متجر صغير يملكه احد أقاربه – وبعد توجهنا إلى تنزانيا وهناك بدء والدي يعمل في تجارة الأبقار واللحوم والجلود وفتح محل لبيع الأثاث وشراء العقار. ثم فتح الله عليه- واستثمر في مجال الاستيراد والتصدير)(لم ينسى والدي السلفه التي أخذها من تاجر الأثاث في المكلا بل أرسلها إليه مع هدية طقم أثاث عرفانا برد الجميل له ، وشكره على ما قدمه). صالح با ثواب إنسانا بسيطا متواضعا – يتمتع بذكاء فطري وذاكرة قوية ، رجل عصامي يحب النكتة والطرافة. استطاع ان يشق طريقه معتمدا على الله أولا ثم على ما اكتسبه من خبرات أدارية وتجارية من والده رحمه الله الذي كان يقول له (الحياة مدرسة) وعليك أن تثقف نفسك وتستفيد من تجارب الآخرين ، وقد اضطرينا للهجرة من أوطاننا بسبب الفقر ، وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه (لو كان الفقر رجلا لقتلته). استطاع الشيخ صالح أن يثقف نفسه بنفسه ويطلع على الكثير من الكتب في مجال التجارة والاقتصاد وتعلم اللغة الانجليزية ويتكلم اللغة السواحلية (لغة الشعب في كينياوتنزانيا وأوغندا ). بعد حرب 1994م توجه الشيخ صالح برفقة المحامي الشيخ طارق محمد عبد الله وعرض على المسئولين كافة الوثائق والبراهين والأدلة التي تثبت ملكيته لمصنع السجائر وان الدولة لم تساهم مع بشي وطالب بإعادة ملكيه المصنع لأصحابه الحقيقيين ولكنهم تجاهلوا مطالبة وابلغوه إنهم سيشكلوا لجنة لدراسة الموضوع . ومن ضمن لطرائف التي حكاها انه والشيخ طارق محمد عبد الله المحامي عرضوا الأمر على الدكتور عبد الكريم الارياني وزير الخارجية وعندما شرحا لدكتور الموضوع قال لهما (نحن نتعامل بشفافية ) ورد عليه الشيخ صالح قائلا(عهد الفاشية انتهى يا دكتور ) فرد عليه الدكتور قائلا ((يا شيخ قلت لك بشفافيه ولم اقل الفاشية)) فضحك الجميع. في عام 1996م عينت قائم بأعمال سفارتنا في نيروبيكينيا والتقيت به قبل سفري وشرح لي الكثير حول أوضاع الجالية وخلال فترات متباعدة كان الشيخ صالح يزور كينيا ويحضر اجتماعات الجالية اليمنية في كينيا ويتبرع للجالية في كل زيارة يقوم بها لنيروبي. كنا نعقد جلسة أسبوعية( مقيل قات)) في منزلي وأحيانا في منزل السيد سالم الحامد مع مجموعة من أعضاء الجالية للتداول حول أوضاع بلادنا ومجريا الأحداث، وكان الشيخ صالح يحضر هذه اللقاءات عندما يكون متواجد في نيروبي... وكان يقدم النصائح حول وحدة وتماسك وتعاون أبناء الجالية والعمل على حل اية إشكالات أو خلافات بينهم وحثهم على الاستثمار في بلادهم – علما بان مبنى السفارتين لليمن الديمقراطية في كل من كينياوتنزانيا تم شراؤهما من تبرعات الجالية. في عام 2001م تعرض لحادث مروري نجا منه بأعجوبة وهو في طريقة من صنعاء الى تعز مع الصحفي محمد عجلان ، ونقل إلى بريطانيا ثم المانيا للعلاج) وقد أثر هذا الحادث على نشاطه وحيويته وبدأت متاعبه المرضية تزاد يوما بعد يوم. قبل قيام الثورة الشبابية السلمية المطالبة برحيل نظام علي عبد الله صالح كان الشيخ صالح ينوي تأسيس شركة طيران اسماها (فلاي عدن ) Fly Aden وحصل على كافة التراخيص والإجراءات لإعلان الشركة وكان في طريقة لشراء طائرات حديثة لاستئناف رحلاتها- غير أن تطورات الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار ثم تفجر الأوضاع بعد الغزو الحوثو عفاشي لعدن الغى كل الترتيبات لقيام الشركة. كان قريبا للفقراء والمحتاجين ويدعم المنظمات والجمعيات الخيرية وكفالة الأيتام ومرضى السرطان كغيره من رجال البر والإحسان. برحيل الشيخ صالح با تواب خسر الوطن شخصية وطنية واجتماعيه بارزه وتم انتخابه لرئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية ورئيس الجمعية الخيرية الحضرمية ذات المشاط لخيري وعضو هيئة تنشيط الصادرات اليمنية ونائب رئيس جمعية الصناعيين اليمنيين . وفي 15 فبراير2015م غادر الى دبي لحضور اجتماعات BAT (British American Tobacco) ومعرض دبي للمنتجات الغذائية – ومن دبي توجه الى لنن للعلاج ومن لندن الى عمان – الاردن حيث وافاه الاجل ظهر يوم 18فبراير 2017م رحم الله الشيخ صالح باثواب واسكنة فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.