مليونية (7/ 7/ 2017 م) يمكن تسميتها بالمثالية، فقد جسدت مبادئ وقيم الحراك السلمي الجنوبي الذي ينأى بنشطائه ومناصريه وكذلك الحال بمقاوميه من الدخول في صدامات مع جنوبيين آخرين وذلك عملاً بشعاره القديم الجديد (دم الجنوبي على الجنوبي حرام) كان ترك ساحة العروض قراراً حكيماً سحب البساط من تحت أقدام القوى المتربصة بالجنوب وقضيته، وذلك بسبب احتلال الساحة من قبل قيادات جنوبية أخطأت وتاهت في طريق النضال.
أرادت تلك القيادات أن تجرب حظها في حشد الجماهير ولكن، للأسف، كان حظها عاثر وطريقها مسدود، مسدود، إذ ليس كل من دعا الجماهير الجنوبية، تستجب له. فالدعوة يجب أن تصدر عن قيادة ارتبطت بالجماهير وتاريخها ناصع البياض. قيادة وهبت نضالها خالصاً لوجه الوطن وقضيته.
لقد نال الزُبيدي و المجلس الانتقالي في المليونيتين السابقتين شرف ثقة الجماهير الجنوبية و تفويضها له بالتحدث باسم الجنوب. وتأتي هذه المليونية كتوقبع آخير من قبل الجماهير الجنوببة على ذلك التفويض والتأكيد على أن الزبيدي والمجلس، لا سواهما، يمثلان شعب الجنوب.
لقد أعادت مليونية اليوبيل الأول لا نطلاقة الثورة الجنوبية السلمية زخم وذكريات الثورة والنضال السلمي في سبيل الهدف المنشود.
وفي مصادفة الذكرى ليوم الجمعة فقد شهدت الساحة صلاة جمعة حضرها حشد جماهيري كبير ، وجرت الصلاة تحت هجير الشمس، وحرارة الأسفلت تحت الأقدام وما تحتها وتحت السجاجيد التي أحضرها البعض من المشاركين.
لم تثني حرارة الشمس والاسفلت من حضر الفعالية من الصلاة في الساحة لأن الكثير منهم كان قد تعود الصلاة في شارع المعلا أيام النضال السلمي وفي برده وحره.
لم، ولن أنسى ذلك المنظر الذي شاهدته في صلاة الجمعة. رأيت رجلاً من أبناء شبوة، على الأرجح، وهو يحاول أن يحمي رأسه ورأس ابنه الذي اصطحبه معه بكشيدته.
إنه النضال والاستعداد للتضحية هو ما دفع أولئك الأبطال إلى تجشم عناء السفر والبيات في غير سكن، وتحمل ما تحملوه من حر وربما قلة زاد.
لن يُخذل شعب يحمل راياته ويدافع عن قضيته رجال كأولئك الأبطال الذين جاءوا من كل حدب وصوب في جنوبنا العربي ليحيوا يوبيلية ثورتهم المخملية.