يسيرون ببطئ على طول شارع عام بالقرب من جولة كالتكس بمديرية المنصورةبعدن صباح يوم الثلاثاء ،يحمل كلا منهم كيس ضخم على ظهره . لاتتجاوز أعمارهم ال12 أو 13 من العمر ،يجولون بنظراتهم في كل اتجاه بحثا عن قنينة مياه معدنية أو بلاستيكية ، أنهم اطفال "القناني" وهي ظاهرة باتت تتعاظم خلال السنوات الماضية . ظهر اطفال القناني في عدن تحديدا في العام 2011 عقب مابات يعرف بثورة 2011 ويمتهن هؤلاء تجميع القناني المعدنية والبلاستيكية وبيعها مرة أخرى لتتم إعادة تصنيعها مجددا. صباح كل يوم يتجول المئات من هؤلاء الاطفال في شوارع المدينة فيما يقود آخرون عربات تدفع باليد بشوارع عدة ويمرون بمكبات النفايات بحثا عن هذه القناني . قبل سنوات من اليوم كان العشرات فقط من الاطفال هم من يمتهنون هذه المهنة لكن العملية توسعت لاحقا لتضم المئات من هؤلاء . يقول "محمد سليم" وهو طفل يبلغ من العمر 13 عام وينحدر من حي "المحاريق" انه يعمل لاجل اعالة اسرته المكونة من 6 أشخاص ، حتى اندلاع الحرب كان سليم يدرس بمدرسة حكومية مجاورة وخلال الحرب قتل والده بقذيفة هاون اطلقتها ميليشيا الحوثي واستهدفت سوقا عامة بدار سعد وهو ما تسبب بمقتل والده. ومنذ ذلك الحين امتهن الطفل الصغير العمل في مجال تجميع القناني إلى جانب عدد من اطفال الحي الذي يقطن فيه. تدر هذه الأعمال على كل طفل مبلغ لايتجاوز ال 1000 ألف ريال يمني فقط في حين يعمل هؤلاء في ظل ظروف صعبة للغاية. قبل شهر من اليوم اطلق مسلح مجهول النار بحي انماء على طفل من هؤلاء بينما كان يقود عربته الصغيرة وسط الحي خلال نهار رمضان. قال متابعون ان القاتل ربما يكون من الجماعات المتطرفة وان الاتهام ربما يكون لهذا الطفل على انه يفطر بشهر رمضان بسبب سوء عمله وشدة الحرارة . قيدت القضية ضد مجهول حتى اليوم وقالت اسرة الطفل لعدن الغد أنها دفنت جثته دون ان تتمكن من معرفة القاتل . ولم تفتح الشرطة تحقيقا في الواقعة واكتفت بتسجيلها . يعيش هؤلاء الاطفال في ظروف عمل بالغة التعقيد وصعبة ويتعرضون يوميا لمخاطر الاصابة بامراض مختلفة ورغم ذلك يواصلون "العمل". *من مروة عبدالخالق