العياشي هو إحدى الشخصيات المحبوبة لدى سكان حارتنا، خاصة الشباب منهم. وهو، إلى جانب ذلك، رياضي قديم وأحد مؤسسي نادي الشعب اللحجي في نهاية خمسينات القرن الماضي . جلسات العياشي ممتعة خاصة عندما يحكي لنا عن الماضي الجميل للحج، ويتنقل في حديثه من الرياضة إلى الفن والطرب، ولا ينسى ذكر القات، مولعته منذ الصغر.محبتنا للعياشي تجعلنا لا نغضب منه حين يعبر عن غضبه، هو الآخر، من أحدنا فيستخدم تعبيره المعهود بنطق اسمه مضافاً إليه، أعزكم الله وصان قدركم، كلمة (...)، وتعني (...) .
عندما نسمع أن العياشي قد استخدم ذلك الوصف مع اسم أحدنا نعرف أنه علاقته به ليست على مايرام، وأن عليه أن يصلح ما أفسده، وإلا سيستمر ذلك الوصف يلاحقه.
وعندما نأتي إلى العياشي نشكو إليه قلة أدب، أو أذىً لحق بنا من أحدهم، فإن أول ما يخرج من فيه هو" شوه قال (أو شوه فعل) فلان (...)".
ورغم أن رائحة ما يكتبه ويقوله المدعو أنيس منصور عن الجنوبيين وقضيتهم العادلة تزكم أنوف كل الأحرار الجنوبيين، بما فيهم أبناء جلدته، إلا أننا لا زلنا محجمين عن الشكوى للعياشي، وذلك حتى لا ينعته بتلك الصفة المعتادة لديه والتي يؤهله ما يقوله وما يكتبه لنيلها، دون أسف عليه.
لكننا وجدنا أن صبرنا عليه، ليس خوفاً منه ولا مما يكتبه أو خوفاً من حزب خراب النفوس والعقول الذي ينتمي إليه، ولكننا نفعل ذلك احتراماً وإجلالاً لتلك القبيلة التي يقول بانتمائه إليها، والتي يسطر أحرارها كل يوم ملاحم البطولة والفداء في خطوط التماس مع أعداء الوطن وحريته، ويتساقط منهم الشهداء والجرحى دفاعاً عن حياض الوطن (جنوبنا العربي الحبيب).
حتما سنفعل، إذا استمر أللا أنيس وأللا منصور، بإذن الله تعالى، سادراً في غيه، وسنشكوه إلى العياشي ليقول حكمه فيه. وقد أعذر من أنذر.