تختلف الأوطان وتختلف معها التسميات وتختلف معها المعاناة من وطناً لأخر ، فهناك أوطاناً حباها الله بنعمته وتجلّت فيه سبل العيش الرقيد لمجتمعاتها ، وفي الطرف المقابل اوطاناً إبتلاها الله بالفقر والعوز وضنك الحياة التعيس ، ومما زاد من تلك المعاناة السيطرة السلطوية الأزلية التي تتحدث بلغة الفساد المتغطرس بقول الطاغية فرعون حين قال لشعبه في القرآن ( ماعلمت لكم من إلهٍ غيري ) وعلى شاكلة يقول قادة الأوطان الفاسدة ( ماعلمت لكم من رئيسا" غيري ). من هنا تتجلأ المعانة الوطنية والشعبية عندما يحدث خللٍ في درجات السلّم الوطني وخاصة" في الهرم السلطوي ، ليستشري الفساد المتعمد من ذالكم الهرم !! ليصبح سمة شعبيه اصبحت أكثر رواجا" في طبقات المجتمع السفلى والوسطى بسببها أصبح مجتمعا" متصدّر لقائمة الهجرة المعيشية في البلدان الأخرى ، دون ان تبحث تلك الفئه الشبابية المهاجرة ذات الكم الهائل في أسباب هجرانها والعمل الحقيقي على تغيير الواقع الفاسد المتعمد واقولها ثانية" المتعمد من الهرم السلطوي في البلد . رحلت وهاجرة كوادرنا العلمية والأدبية وتخلت عن ألوطن الأم الذي اُنجبت - بضم الألف - وترعرعت فيه وكسبت مهارتها العلمية والأدبية والثقافية ووطنها الأم يعج بويلات المرض والجهل والتخلف والعاهات السياسية المزمنه . صُمت واخرست بعض افواه النخبه السياسية المهاجرة والتزمت الصمت المطبق حول مايعنيه الوطن اولا" والشعب ثانية" لتنعم هي بالعيش البذخي الكبير !! جفت أحبار بعضا" من أقلام الفئه الثاقفية والصحفية المهاجرة وأصابها العطب في رمح سن أقلامها عندما غُرست في صفحات سوداء كفلها التاريخ تحت عنوان ( خيانة الأوطان ) . كوادرنا الطبية هاجرة و تركت مجتمعاتها تعج بالأوبئه وقلة معالجيها ، وانشلقت هي بمتابعة الأجهزه الحديثة والمتطورة في بلد الاغتراب .ولسان حالهم يردد قول الشاعر ( سافر ففي الأسفار خمسُ فوائدُ ). رضخت تلك الأعداد الشبابية الهائلة لنزوت الغربه المغيت وهجرت الوطن والتعليم فيه لتصبح عالة" على مجتمعاتٍ أخرى تلاقي فيه تبعات وانظمة اشد مرارة" من معاناة الوطن الأم ، ليصبح حبيسا" لتلك الأنظمة تحت وطأت الكد والنكد عشرات السنين بحجة تحسين المعيشة . وفي نهاية المطاف ليعاد إجباريا" إلى وطنه الأم الذي خانه بسفره هذا وتخلى عنه دون سابق إنذار !! كل هذا وذاك اليس بخيانة للوطن الأم ، قد اكون مجحفاً وقد لا أكون بمقالي هذا ، ولكنها رؤيتي الشخصية المتواضعة . فكيف سنبني الأوطان وكل هذه الفئات قد تخلت عن اوطانها بداء الغربه المغيت . المستشري في أوساط عقول كثيرا" من الأجيال القادمة ..ولك الله ياوطن .