عقب تولي الأخ المفلحي قيادة عدن ، كنت قد كتبت عنه انه شخصية ادارية بحته ، وقد وقع الاختيار عليه ليس لأن عيدروس فشل في إدارة عدن ، ومن المعلوم أن عيدروس قيادي عسكري ، فقد كانت مهمته في عدن أمنيه بحته هو والأخ شلال شائع ، وعندما نجح الاثنان في تثبيت وتدعيم ركائز الأمن ، تطلبت المرحله المقبلة أن يكون هناك شخصية ادارية لها المقدرة علئ التعامل مع المشكلات والمعضلات التي تواجه المحافظة ، والتي من أبرزها الكهرباء والماء وأزمة المشتقات النفطية والطرقات والصرف الصحي ، وأنا أتجول اليوم في عدن حقيقةً لاحظت اشياء ملموسة ، وواقعاً وليس من مخيلتي أو حباً في شخص المفلحي ، ولعل أبرزها ساعات الكهرباء تحسنت أفضل من السابق ، وهذا لا يمكن لأحد نكرانه حتى عندنا في ردفان تحسنت الكهرباء تحسناً ملحوظاً ، وأنا ليس أعتبر كل هذا نجاح للمفلحي ، وإنما كان هناك خللاً معيناً ، وهناك ايادي عابثة تحاول تركيع قيادة المحافظة عن طريق الكهرباء ، واثبات للمواطن بأن هذه القيادة لا تصلح لقيادة قطيع من الخرفان ، ولكن كل تلك فشلت بسبب حب الشعب لقيادته والتفافه حولها ، وعند يأس كل هذه الايادي العبث بالكهرباء ، وعند قدوم المفلحي خافت أن تنكشف كل ألاعيبهم ، ولكون الرجل ناجح إدارياً ، عمل على معالجة المشاكل والنزول الميداني لمعرفة الخلل ، وبالتالي نجح في حل هذه المسألة ، ولكون البشر تخطأ ، ولكن استمراريتها بالخطأ يعني فشلها أو تعنتها ، لذلك لجأت لتقديم العون والمشورة والتخلص من كل العادات السيئة التي كسبتها من سابق والتي من خلالها تريد الضغط على السلطات في المحافظة ، والشيء الثاني الذي لاحظته شارع الكثيري وأمام سوق الخضره في المنصورة هذا الشارع كان مرتعاً ومسبحاً للمجاري والحفريات ، وكل الطريق كانت مكسره وغير صالحه ، وعندما شاهدتها اليوم وجدتها قد تم ترميمها من جديد وكذلك المجاري لم اعد اشاهدها في ذاك الشارع ، وتم معالجتها هي الاخرئ ، وهذا أن دل علئ شيء فإنما يدل علئ أن شخص المفلحي أتي في ظل ظروف إدارية صعبة تطلبت أن يكون هو رجل المرحله خلفاً للزبيدي الذي نجح هو الآخر بتأمين عدن وحمايتها من قوى الارهاب والتطرف ، ولعل البعض ينتقدني بسبب ما قلت وانأ أؤكد مجدداً أن بداية الميل تبدأ بخطوة واحده ، ولهذا يجب علينا الوقوف الى جانب المحافظ الجديد والتعاون معه ، ونحن نعلم أنه اختير من أفضل 500 شخصية ادارية في العالم فهذا لن يأتي من عبث ، وإنما لمعرفة من أختاره كيف أن الرجل يتمتع بحس إداري قادراً على التغيير للأفضل ، وفي ختام حديثي أؤكد بحسب دراسة في علم الاجتماع اخذتها من زميلي د العراشي عندما اخبرني بأن تعظيم الأشخاص والخطابات الثورية والحماسية لا تصلح ابداً في بناء الاوطان ، وإنما التعاون والتكاتف في ظل قيادات إدارية متعلمة قادرة علئ التغيير للأفضل هو أفضل من تعظيم اشخاص أو مراهنة على خطابات لم نحصل منها على خير ، وفي الاخير نصيحة لمن يشكك في مقدرة الرجل أرئ بأنه يختزل في جوفه الكثير من الاهداف والتي يسعى من خلالها لبرهنة قدرته على حزم الامور إدارياً وللأفضل ، فلنقف الى جانبه ونساعده ، ونسمع منه ، فهو في الاخير مننا وفينا وأبن هذا الوطن .