كثر اللغط هذه الأيام حول أعمال المجلس الانتقالي الجنوبي وتشكيل بعض هيئاته التنظيمية وخرجت أصوات لا شغل لها غير الانتقام من المجلس والتحريض عليه بقصد افشاله وزرع الفرقة والانقسام بين أبناء الجنوب فقد أتى المجلس ملبياً لطموحات الشعب الجنوبي ونتيجة لنضاله طيلة عشرات السنوات فكان الالتفاف والتفويض المطلق لقيادة المجلس الانتقالي حدث اشبة ما نقول عنها بالمعجزة التاريخية في مسيرة هذه الثورة الجنوبية وقضيتها العادلة التي طالما خذلتها المكونات الثورية والقيادات السياسية ،
حيث وان المجلس الانتقالي أتى أيضا من خلال ألتفاف الشعب على مشروع الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ذات الهوية الوطنية والتي لطالما أراد المحتل اليمني أن يطمسها بشتى الوسائل والطرق إلا ان هذا الشعب قاوم بشكل كبير فدفع قوافل من الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين لإبقاء قضيته حية في نفوس أبنائها فشكلوا حراكا" شعبيا" ثوريا" على مدى سنوات طويلة من النضال ولم يخضع المناضلين لقمع واضطهاد المحتل الذي قتل الكثير وعذب الكثير وجرح الكثير وشرد الكثير الى الخارج والى دول أجنبية وأوروبية فكانوا على العهد بالوطن والثورة وعملوا على خدمتها وتكوين جمعيات وتنظيمات سياسية جنوبية تطالب بحقوق الجنوبيين وإيصال صوتهم ، فالمجلس الانتقالي أتى ليكون ممثلا" شرعيا" للشعب الجنوبي ولكل هؤلاء المناضلين الذين تصدوا لطغيان المحتل اليمني في داخل الجنوب وخارجه، لا يمكن ان نعيد العجلة إلى الخلف ونعمل على افشال المجلس الانتقالي لأسباب الأخطاء في بعض من يختارهم المجلس ومن لم يختارهم ولا نجعل من هذا الأمر مشكلة فلكل فريق وجهة نظره ويجب ايصال الفكره والمشورة الى قيادات المجلس بالطرق الحضارية الحريصة على بقاء هذا المنجز العظيم لا أن نصبح أعداء فنهدم المعبد على من فيه , سنتمسك بالمجلس كمنجز ثوريا" وسياسيا" آملين أن يستوعب جميع الكفاءات والخبرات الوطنية للتمثيل السياسي فلا ننجر إلى ما يريده الأعداء من جعل المجلس الانتقالي مكونا" يمثل مكونات معينة دون الآخرين أو اشراك شخصيات من مناطق معينة دون الآخرين لإيجاد المعارضة وممارسة الضغط والتحريض عليه لتضيع الفرص وتمضي الأحداث والمجلس منشغلا" بالمكونات والمناطق والمحافظات دون استغلال المرحلة ودن تحقيق أي مكاسب سياسية ولا ضمانات دولية في استعادة الدولة وفي البناء والتنمية ،
وعليه فالمسؤولية التاريخية تقع على عاتق المجلس الانتقالي الذي فوضه شعب الجنوب من كل المحافظات على تمثيل القضية الجنوبية واي أخطأ لقيادات المجلس في تشكيل هيئات المجلس وخطوات عمله سيكون لها أثر سلبا" على الثورة الجنوبية واصابتها بمقتل
ولهذا ندعو قيادات المجلس إذا لم يصبح مثل عشرات المكونات الجنوبية مجرد اسم يطوي عليها الزمن بالنسيان، أن يأخذ بالصلاحيات الموكلة إليه من قبل الشعب بما يواكب احداث وتطورات المنطقة وان لا يكون مجلس انتقالي اسم يضاف إلى عشرات المكونات الجنوبية ، وخاصة ونحن في مرحلة أصبحنا فيها حلفاء مع التحالف العربي وهناك مصالح لكثير من الدول مع الجنوب العربي وفي نوعا" من التفهم واستيضاح ما عمل عليه النظام اليمني سابقا" من خلط الاوراق والتي بسببها مرت القضية الجنوبية بمنعطفات وتخاذل صمت عنها الكثير من الدول العربية والعالم ,