بعد فشل مشروع الوحدة اليمنية وهزيمة الجنوبيين في حرب صيف 94م وبعد سنوات من الظلم والقهر اعلن الجنوبيين التصالح والتسامح بين أبنائه في ذكرى 13 يناير الإليمة التي تم تحويلها إلى مناسبة وطنية يتم الاحتفال بها سنويآ في العاصمة الجنوبية عدن كموروث شعبي في مليونيات خالدة على نهج التضامن والتعاون والتصالح والتسامح . وعندما قرر الغزاة الحرب واجتياح الجنوب مجددآ بالقوة العسكرية واستعماره كما حصل بعد أنتصار عصابة 7 يوليو لم يكن في مخلدة المعتدين وجبروتهم أن الوضع أختلف والمرحلة قد تغيرت وهيهات لهم أن يوصلون إلى مايريدون، لان نهج التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب قد حقق أحد ثماره وان الحرب هي حرب مصيرية مع الاعداء، فقد هب شباب الثورة والحراك والرجال والنساء وكل فئات المجتمع الجنوبي كلآ من موقعه في الدفاع عن الارض والعرض والدم والمال والعقيدة رافضين هذا المستعمر وتوجهه العقائدي والفكري، وذلك قبل انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قبل الاشقاء في التحالف العربي .
السبب الحقيقي الذي دعاني للكتابة والحديث عن هذا الموضوع هو ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي من سلوكيات وتصرفات خاطئة تحز في النفس فيما وصل اليه الوعي عند البعض ، والتي هي ربما أنعكاس عن الواقع وتبين مدى الاحتقان الشعبي والخروج عن المألوف وما تم تحقيقه منذ سنين .
التصالح والتسامح مبدأ أنساني سامي وغايته نبيلة وهو الركيزة الأساسية للثورة والحراك الجنوبي ، لذلك علينا جميعآ واجب أخلاقي ووطني أن نحافظ ونتعامل وفق هذا المبدأ والنهج في سلوكنا واعمالنا وان يطبق ذلك فعليآ في حياتنا اليومية وليس مجرد اقوال .
بالاخير لابد لهذا المبدأ (التصالح والتسامح) أن ينتصر للقيم والخصائص التي وجد من أجلها، وفي تجاوز مخلفات الماضي وماصاحبها من اخطاء وانانية وانتهازية وبالذات الانتهازية السياسية التي ضيعت البلاد في الماضي. لذلك يجب أن يؤسس لمستقبل الوطن من الان في خلق التوازن الحقيقي بين أفراده حسب معايير الكفاءة في الوظيفة العامة والتعيينات واختيار الكوادر الوطنية بعيدآ عن المحسوبية والولاءات الحزبية والمناطقية، حتى نطمئن وترى الاجيال مجتمع تنموي يسوده العدالة والمساواة والأمن والاستقرار وهذا مانطرق له في مقال قادم .