كعادتها ربة المنزل هي أخر من يتجه نحو الفراش بعد أن تقضي جميع أعملها المنزلية تتجه نحو فراشها بعد أن تفقدت طفليها في فراشيهما وضعت جسدها المنهك لتستربح حتى تعاود القيام بمهامها عند شروق شمس الغد، واذا بها تحس بدبيب أرجل في صالة الشقة تحاول أن توقظ زوجها قائلةً له : هناك من دخل الشقة ، قد يكون سارقاً نهض الزوج مسرعاً ليرى ما يدور في صالة شقته ولكن الزوجة تحاول منعه قائلة : قد يكونوا مسلحين ، وأنت ليس لديك حتى عصا نعم كان رجل مسالم منطوٍ من بيته إلى عمله الحكومي ثم في المساء يتجه نحو مكتب علاقات عامة يباشر عمله فيما تبقى من يومه حتى يتمكن من إعالة زوجه وطفليه وتسديد ايجار الشقة، تراجع وظل واقفاً خلف الباب وحاولت الزوجة ارتداء جلبابها حتى لا تداهم الغرفة وهي بملابس نومها واذا بالباب يدفع ويدخل أفراد مسلحون بل مدجّجون بالأسلحة الخفيفة فيصدر أحدهم الاوامر بصوت مدوي هز أطراف الغرفة قائلاً: استلقي على الارض ، خد وضعية الانبطاح اقترب الاخرون يدفعون الزوج بأعقاب البنادق وهو ممتثل لا حيلة له سوى الانصياع لأوامرهم حتى لا يتهور احدهم ويستخدم السلاح 0 استيقظ الطفلان مدعورين متجهين صوب غرفة الوالدين ، وهالهما ما رأيا من وضع ابوهما وامها الواقفة إلى جوار الحائط مذهولة والأب ملقى على أرضية الغرفة وأفواه البنادق موجه نحو ظهره وباقي الافراد يعبثون بمحتويات المنزل بلا مبالاة حتى صرخ أحدهم قائلاً: لم نجد شيئا 00 ليس ثمة سلاح أو ذخيرة أو أية متفجرات دخل أخر أفراد المجموعة وعند وصولة وقف الجميع وكأنه القائد للسرب وبدأ بالاعتذار الذي قبله رب الاسرة مجبوراً قائلا: نحن متأسفون تلقينا بلاغ كاذب 00 أسف 00أسف على كل ما جرى غادر زّوار الظلام الشقة من بابها رغم دخولهم من نوافذها ، وما أن غادروا حتى جمع الأب زوجته وطفليه ونام الجميع على فراش واحد حتى يشعر الجميع بالاطمئنان والامان بعد اللحظات المرعبة التي مرت على الاسرة في منتصف تلك الليلة