في خبر نشر اليوم في صحيفة (عدن الغد) مفاده إن قيادات سياسية جنوبية بدأت في عدن مشاورات مكثفة لتشكيل كيان سياسي جنوبي جديد وان المشاورات السياسية انطلقت مع قطاع واسع من القيادات الجنوبية لبدء تشكيل كيان سياسي جنوبي جديد. وأشاروا إلى إن قوى وطنية بالحراك الجنوبي في العاصمة عدن ستشرع في لقاءات مع كافة الطيف الجنوبي للوصول لرؤية مشتركة تهدف للحفاظ على ثورة شعب الجنوب وأهدافها النبيلة التي ناضل من أجلها شعبنا والتعاطي مع الانفتاح على قضيتنا من قبل الدول الإقليمية المجاورة والدولية وتعزيز الشراكة بما يخدم المصالح المشتركة كلام (كوبي بيست). منذ فترة وأنا أتابع عن كثب ما ينتجه العقل السياسي بالجنوب من فعل ورد فعل, وأرى المخاضات الفكرية و السياسية فينتابني الفزع من إعادة كتابة التاريخ بهذه الطريقة التقليدية واسمع بعض الأطروحات لبعض المتسّيسين الذين لا يميزون بين المكون كوسيلة للوصول إلى الهدف للجنوبيين وهو بالتحرر والاستقلال وبين المكون كوسيلة للوصول إلى المناصب والفنادق والمطامع الشخصية. فتطل علينا هوايات جديدة لهؤلاء وهي تشكيل كيانات جديدة الأسماء, قديمة ُ الاستراتيجيات, والبعض منها فاقد لأية مشروع إلا اللهم من الشعارات المتشابه بين الجميع والتي لا يكاد المرء يميزها عن بعضها البعض فهي كالأرانب لشدة تشابهها أو هي أقرب من ذلك. هذه الكيانات ذات الأسماء الجديدة والشخصيات القديمة التي على ما يبدو ألفت عملية التنقل من كيان إلى كيان آخر, وكأن التاريخ القريب جدا يعيد نفسه في الجنوب , ففي عام 2007م شهد الجنوب ولادة أول مكون سياسي هو ( جمعية المتقاعدين العسكريين ) , و (جمعية الشباب العاطلين عن العمل ) سارعَ آنذاك المتسيِّسين الجنوبيين وهواة الشهرة والمنصات للإنضواء تحت مسميات وكيانا سياسية جنوبية حتى سئم الشارع الجنوبي. ألا يحق لنا كمواطنين أن نتساءل عن أسباب ودوافع ظاهرة التفريخ هذه في الكيانات الجنوبية ؟ ومن يقف وراءها ؟ وسميتها ظاهرة تفريخ لأنها تحمل نفس الأجنة الوراثية السابقة دون تطوير , ثم هناك سؤال مهم هو ما هي البرامج السياسية الجديدة لهذه الكيانات التي تقدمها لشعب الجنوب غير دقدقة العواطف ومضيعة للوقت؟ وعلى أي قاعدة جماهيرية تعتمد ؟ فالجنوب اليوم بحاجة إلى مفكرين سياسيين وليس إلى سياسيين مفكرين والفرق بين الأثنين كبير, وهناك أعتلج في قلبي سؤال مهم وهو : هل نحن بحاجة إلى كيانات جديدة ؟ ولماذا هذا الكم الهائل من الكيانات ؟ وهل تأسيس الكيانات إقتضاء مرحلة سياسية أم ردات فعل عن ممارسات خاطئة أم خلافات مناطقية وتقاطع للمصالح ؟ يا قوم !! فليس بالسياسي وحده يبنى الوطن وليس الوطن هو حقٌ للسياسي فقط , وليست العقول هي أدوات للعب بل هي مسؤولية كبيرة ووسيلة مهمة لتطوير البلدان ورقيها.