جولة جديدة من المفاوضات ومساعي يقول بها المبعوث الدولي إلى اليمن ولد الشيخ لإنعاش عملية السلام المتعثرة منذ ما يزيد عن عام عبر جولة جديدة من المفاوضات أطلقها هذه المرة من عمان والتقي فيها بوزير الخارجية عبدالملك المخلافي وعدد آخر من الشخصيات السياسية في حكومة الشرعية . قبل إن يتوجه اليوم إلى العاصمة الأردنية عمّان، في ثاني محطات جولته الإقليمية الجديدة، تحركات ولد الشيخ في المنطقة تترافق مع تحرك أوروبي في اليمن وذلك عبر زيارة لرئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي "ماريا انتونا" التي وصلت صنعاء أمس الاحد في زيارة تستغرق عدة أيام وفقا لوكالة الانباء اليمنية سبأ التي يسيطر عليها الحوثيين وصالح . تأتي هذه الزيارة ربما بهدف إقناع المتمردين بالقبول بخارطة الطريق الأممية الخاصة بميناء الحديدة والقاضية بالانسحاب من الميناء وتسليمه إلى الأممالمتحدة كطرف ثالث محايد، لتجنب أزمة إنسانية كارثية حقيقية في حال احتدام المعارك في محيط الميناء والتي قد تؤدي إلى اغلاقه فترة طويلة وهو الشريان الوحيد الذي يزود المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيين الحوثيين بالمواد الضرورية للحياة ، فإغلاق الميناء في ظل وباء الكوليراء المنتشر في البلاد سوف يؤدي إلى كارثة صحية كبيرة لن تستطيع أي اطراف إنسانية دولية بعد ذلك السيطرة عليها . تعنت الانقلابيين الحوثييين وصالح يدفع جانبنا الإنساني الذي نتمتع به كجنوبيين، إلى إرسال مناشدة عاجلة لهم بأن يستجيبوا للمبادرة الإنسانية الأممية حول تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة وإن يتوقفوا عن تعنتهم على الأقل من اجل الأطفال والنساء والشيوخ، الواقعين تحت أيديهم والذين سوف يكون مصيرهم الموت المحقق إن لم يستجيبوا لصوت العقل عبر هذه المبادرة الإنسانية . لقوات التحالف الحق في فرض حصار محكم على دخول الأسلحة لقوات صالح والحوثيين التي يتم تهريبها عبر السفن التجارية التي تدخل ميناء الحديدة بشكل يومي كما تحدثت عن ذلك بعض التقارير، للحد من إطالة الحرب فترة طويلة أخرى ، كما أنه ليس لهم الحق بفرض حصار خانق على شعب "الجمهورية العربية اليمنية" تحت ذريعة وقف الاسلحة المتدفقة للحوثيين عبر ميناء الحديدة بضربهِ او فتح مواجهات دائمة فيه تؤدي إلى اغلاقه فترة طويلة بسبب تعنت الحوثيين وعدم رضوخهم لدعوات السلام الإنسانية التي جاءت من أعلى منظمة دولية وهي الأممالمتحدة لتسليم الميناء ليكون تحت إشرافها، حتى تضع الحرب المستعرة أوزارها وتعود الأوضاع إلى الاستقرار مجددا. مناشدة كذلك نطلقها لقوات التحالف العربي بالتريث واعطاء الوقت الكافي للمساعي الإنسانية التي تعمل في هذا الاتجاه، علاوة على مطالبتنا لهم بفتح مستشفيات السعودية ودول الخليج الأخرى لاستقبال بعض الحالات المرضية المستعصية التي مصيرها الموت إن بقيت في اليمن، وإن يعملوا بهذا الاتجاه بالتعاون مع "اتحاد الأطباء العرب" الذي سوف يعقد جلسة خاصة طارئة لهُ بعد غدا الأربعاء 9 أغسطس 2017م، بمقر الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب في القاهرة لمناقشة الوضع الصحي الكارثي في اليمن، والذي جاء بعد إن دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر وأعلنت وصول أعداد المصابين بداء الكوليراء باليمن إلى أكثر من 400 ألف حالة وعدد الوفيات إلى 1900 حالة خلال الثلاثة أشهر الماضية. . وقد تحدثت تقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية إن أكثر من مليوني طفل يمني وأكثر من 60% من اليمنيين يعانوا من أمراض سوء التغذية الحادة وهم الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا، كما تشير أحدث تقاريرها عن انتشار لأمراض أخرى مثل الالتهاب السحائي وحمى الضنك (الحمى النزفيه) وأمراض أخرى قد تزيد الوضع أكثر تعقيدا ومأساوية .