كان للمراحل الصعبة والاضطرابات و المعاناة التي مر بها شعب الجنوب العربي الاثر الواضح على السلوك والحالة النفسية التي يمر بها الناس الان وفي الغالب مانراه من انفعالات وتوتر وعدم الاتزان في النقاش لكل المسائل وفي كل جوانب الحياة وعدم التصرف بشكل هادئ ومثمر سواء على المستوى الشعبي او على مستوى القيادات كان انعكاس لمراحل صعبة وسنوات شدة كان لها الفعل المؤثر على السلوك بشكل عام ، منطقيا يصعب احلال الثقة في مثل هذه الظروف التي يمر بها الناس او الدعوة الى التفكير او النقاش بصفاء وهدوء عندما يكون الغالبية غارقا في الخوف والقلق من الحاضر والقادم الامر الذي يتطلب معه خلق اجواء مناسبة لتهدئة النفوس . ومن اهم الحلول المناسبة وافضل الطرق لتهدئة الشارع في مواجهة الضغوط النفسية وعدم السيطرة على الذات وفي مواجهة الوضع الراهن هو بالابتعاد عن الجدل السياسي في مستوى القيادة اكان فيما يتعلق بالمواجهة عبر وسائل الإعلام او المواجهة المباشرة في اللقاءات والاجتماعات . عند القلق من حدوث شئ ما او من احداث تجري او تصرفات سلبية في المجتمع غالبا مايساعد على دفع التفكير على مستوى القاعدة الشعبية الى تخيل نتائج كارثية تؤدي الى الهلع وهو مايجب العمل على تبديده كواحدة من عوامل التهدئة باعلان بعض المعالجات وعرض نتائجها للمجتمع ، ربما ينبغي على الكتاب والقيادات ان تكون رسائلهم واضحة وذات مضمون فيها طمأنة النفوس وتوصيلها الى قناعة بها تتقبل فكرة انه اثنا الثورة تحدث الكثير من الاخفاقات ليس بسبب نشاطها او وجودها ثنا عملها على استعادة الدولة وان هذه العقبات لامفر منها تأتي قبل الحديث عن الرخا والرفاهية وانه يجب ان يتحلى الناس بالصبر والثبات مهما كانت المعاناة لان سلاح العدو يتربص بهذه البوابة ليوهم الناس ان الثورة قد سببت لهم الكثير من المعاناة ... اكيد ستتعطل الكثير من المرافق الحيوية والخدمية لان العدو سيفعل ذلك كي تزيد النقمة على الثورة . اذا تمت تهيئة الشارع لكل الاحتمالات والمخاوف وايام الشدة لن يكون من السهل اختراقه بدعاية المقارنة بين خدمات العدو والفوضى التي حلت مع تصاعد نشاط الثورة . لذلك سيكون الناس على معرفة مسبقة بالنتائج اثناء الثورة وان الرخا سيأتي بعد اقامة الدولة والقبض على كل موارد الدولة التي يتكون منها الدخل الوطني الذي يصنع الرخا ... ايضا سيكون من السهل عليهم التعامل معها بدون خوف من الحاضر والقادم ، حتى لاتصبح هذه مشكلة بحد ذاتها تسبب الفشل للثورة ونقطة الاختراق التي يستغلها العدو يجب مواجهة الخوف وبعد ذلك إظهار التحدي له حتى يصبح امر معتاد لامشكلة فيه ثم يتلاشى من ذات نفسه تدريجيا من النفوس وبذلك لن يعد وسيلة اختراق فعالة بيد للعدو . واسوا مايواجه الثورة من مشكلات هو التفكير المبالغ فيه على مستوى القاعدة الشعبية بدولة لامثيل لها ورخا شامل يبدا قبل اكتمال استعادة الدولة اوقبل المرور بالمرحلة الانتقالية لمجلس قيادة الثورة ..ايضا المخاوف غالبا ماتكون اسوا بكثير من الواقع لدى الناس التي تأتي لعدة اسباب اهمها اما نتيجة الخطاب المبالغ فيه الذي يصور الامور مستقبلا على غير حقيقتها او يتحدث عن رخا لامثيل له خلال عام مثلا ، او نتيجة تحليلية فردية خاطئة فيكون الناس على عجلة في قطف ثمار لارض لم تزرع بعد بمعنى انهم يريدون ثمار الثورة قبل تمامها وعند عدم حصولهم على ذالك او بسبب تردي الوضع يصيبهم الاحباط فيلجاؤن الى المقارنة في مستوى ابسط الخدمات والحقوق والامن في الفترة السابقة ومايحدث اثناء الثورة فينقلب حالهم كحال راعي الغنم والثائر جيفارا التي يروى موجزها في انه بعد القبض على جيفارا بمخباه الاخير بوشاية من راعي الغنم سال قائد الضباط الراعي الفقير لماذا وشيت على رجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم . اجاب الراعي : كانت حروبه مع الجنود تروع اغنامي . لذلك يجب ان يتقبل الناس ان الحياة ملئة بالضغوطات وان كل الناس يأملون ان يعيشوا حياة كريمة ومثالية ولكن حتى في الظروف العادية وفي المجتمعات التي استقرت فيها الدولة وتقدمت نجد من يعاني من الضغوطات والخوف والقلق بشان المستقبل وليس عيبا ان يطمح الانسان الى افضل نموذج للعيش الكريم والرفاهية لكن يجب ان يكون ذلك بشكل عقلاني يلتمس العذر للثورة وقيادتها في الظروف الحالية وهي ظروف الثورة حتى تخرج الدولة للعلن مستقلة قابضة على كل مواردها مصدر الرخا المأمول لانه بعدم التماس العذر بسبب ظروف المرحلة سيتسبب الكثير من الناس لانفسهم الكثير من المعاناة او ينعكس سلوكهم على الثورة بالتشكيك فيها واضهارها غير قادرة على صنع الرخا ثم يصبح هذا التصرف ظاهرة تسود مزاج الغالبية فيكون بوابة الاختراق لان مشاركة المخاوف والتهويل منها تزيد من احتمال تأثيرها السريع على المجتمع كذلك مثلما بدات الثورة بالتشكيك الهادف الى التخلص من العصابات و الاستبداد والاحتلال لكن في الاتجاه الايجابي .