احتفلت قناة الجزيرة القطرية بما زعمت أنها وثيقة صادرة عن فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية على اليمن، غير أن متابعين ومهتمين أكدوا أن الوثيقة المفبركة صنعتها المخابرات القطرية، فيما أكدت مصادر أمنية في تعز أن التنظيمات الإرهابية التي زعمت الجزيرة القطرية أنها ممولة من الإمارات، يديرها ويشرف عليها القيادي الإخواني البارز حمود المخلافي المدعوم من قطر، ويقودها ميدانياً أحد أقربائه ويدعى غزوان المخلافي. وقالت المصادر الأمنية ل24: "إن أغلب العناصر التي قتلت برصاص القاعدة في تعز هم من الموالين للقيادي السلفي (أبو العباس)، الذي ذكرت القناة القطرية أنه هو من موّل عملية انتشار القاعدة في تعز". وقتل العديد من عناصر القيادي السلفي برصاص عناصر يقول الموالون له إنهم من داعش والقاعدة، ويقودهم موالون لحمود المخلافي القيادي البارز في الإخوان والمقيم حالياً في تركيا، والذي كان قائداً للمقاومة الشعبية المناوئة للحوثيين قبل أن ينتقل للإقامة في اسطنبول. تناقض الجزيرة ووقعت قناة الجزيرة ومراسلها في اليمن في فضيحة مهنية جديدة، حيث نشرت تغريدات قالت إنها من وثيقة سرية حصلت عليها من لجنة العقوبات الدولية، وأوردت القناة في تغريدات نشرتها على موقع تويتر اسم أحد قيادات المقاومة في تعز "أبو العباس"، حيث قالت القناة إن أبو العباس "أحد قيادات جبهة عدن ويعزز وجود القاعدة في عدن"، فيما نشر مراسل القناة القطرية أحمد الشلفي تغريدة تخالف ما نشرته قناة الجزيرة. وأضاف الشلفي أن الوثيقة ذكرت أن القيادي أبو العباس سمح بتوسع وانتشار القاعدة في تعز، عكس ما ذكرته قناة الجزيرة في صفحتها على تويتر، الأمر الذي وصفته تقارير إخبارية يمنية "أنه يبين أن معلومات القناة القطرية لم تعتمد على وثيقة حقيقية، ولكنها مجرد تسريبات من صنع أجهزة استخبارات الدوحة". واعتبر ناشطون وسياسون يمنيون التناقض في النشر سقوطاَ متواصلاً لقناة الجزيرة، بعد أن باتت أداة بيد الاستخبارات القطرية لتصفية حسابات سياسية مع خصومها على حساب الشعوب وأمنهم واستقرارهم. وقال الناشط سالم البركاني "إن اتهام التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة بدعم الإرهاب كذبة كبرى، ودليل على تخبط قطر وإفلاسها"، مؤكداً أن "دور الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الإرهاب والحرب التي تخوضها في الجنوب ضد الجماعات الإرهابية أبسط دليل يدحض كل ما ذكرته قطر". ولفت البركاني في حديث ل24: "إلى أن قطر هي المتورط الرئيس في دعم الإرهاب، وتقاريرها تعد دفاعاً عن التنظيمات التي أحرقت كل شيء في الجنوب". استخبارات الدوحة ومن جهته، قال الصحافي مختار اليافعي، "إن ما نسب إلى الوثيقة التي نشرتها قناة الجزيرة مصدره استخبارات الدوحة، وما ورد فيها من اتهامات للتحالف العربي، يندرج في إطار الحرب التي تشنها الدولة المتمردة على الإجماع العربي ضد تحالف دعم الشرعية الذي جاء بطلب من الرئيس هادي". وأكد اليافعي في حديث ل24: "أن الوثيقة غير صحيحة، فلجنة العقوبات الدولية لا تحتاج إلى تسريب مثل هذه الوثائق، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تسريب وثيقة لدولة تعد حالياً جزءاً من الصراع الدائر في المنطقة، فضلاً عن كونها متورطة بشهادات دولية في دعم الإرهاب". ولفت اليافعي إلى أن الدوحة تحاول بشتى الوسائل نفي تهم تورطها بدعم الإرهاب من خلال اتهام من يحارب الإرهاب على الأرض وهي دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال "إن المنظمات الدولية تتابع بحرص واهتمام الدور الكبير للتحالف العربي في مكافحة الإرهاب، وهناك إشادة دولية بالنجاحات التي حققتها الإمارات والقوات الجنوبية في تحرير الكثير من المدن والبلدات في جنوباليمن من قبضة القاعدة".
