يمر نادي برشلونة، بفترة صعبة للغاية، وذلك رغم امتلاكه أفضل لاعبي كرة القدم، إلا أن سوء تعامل إدارة النادي الكتالوني مع الأزمات، جعل جدرانه تهتز من توالي المصائب. الإدارة متهمة بشكل مباشر بالفشل في قيادة النادي سواء من أفراد داخل الكيان الكتالوني أو خارجه، وهي فقط من ترى أنها بحاجة للوقت لإثبات العكس والخروج من عنق الزجاجة. النادي لم يستفق بعد، من صدمة رحيل واحد من أبرز نجومه، البرازيلي نيمار، الذي لم يتفق مع الإدارة وقرر الرحيل إلى باريس سان جيرمان، ودفع قيمة الشرط الجزائي في عقده (222 مليون يورو). بالتأكيد تقع المسؤولية في رحيل نيمار، على عاتق مجلس الإدارة، برئاسة بارتوميو، الذي أعلن عدم وجود مفاوضات جديدة مع البرازيلي لتحسين عقده. رحل نيمار، ولكن يبدو أن الإدارة لم تتعلم بعد من الدرس، بل ومستعدة أيضا للاستغناء عن واحد من أهم أعمدة النادي، وأحد أبرز اللاعبين الذين قادوه للألقاب، القائد أندريس إنييستا. اللاعب صاحب ال 33 عاما والذي لا يعرف فريق آخر طوال مسيرته الاحترافية باستثناء برشلونة، أقر في تصريحات له مؤخرا، بأنه قد يضطر للبحث عن مستقبله للمرة الأولى خارج أسوار الكامب نو، لعدم توصله لاتفاق بعد، حول تجديد عقده الذي أوشك على الانتهاء في الصيف القادم. قد تتعلل الإدارة بتركيزها في الفترة الحالية بالتعاقد مع لاعبين جدد لتعويض رحيل نيمار، لكنها حتى في هذا الجانب تواصل الفشل. فما بين تفاخر مسؤولين بالقلعة الكتالونية بقرب ضم لاعبين بعينهم كالبرازيلي كوتينيو وعثمان ديمبلي، يظهر النفي التام من قبل ناديهما ليفربول وبوروسيا دورتموند، اللذين اتهما إدارة البارسا بالعبث والركض خلف الأوهام. ووسط هذا وذاك، تظهر كارثة أخرى قد تحل على البيت الكتالوني، وهي شائعات الرحيل المحتمل للأسطورة وصاحب الكرات الذهبية الخمس ليونيل ميسي، بعدما كشفت تقارير إنجليزية عن اجتماع دار بين إدارة مانشستر سيتي وممثلين عن "البرغوث" للتفاوض بشأن مستقبله. ميسي، قد يقطع شريان الحياة في الفريق الكتالوني، إذا ما قرر هو الآخر الرحيل، ولم لا وقد فتح مدربه السابق والحالي للسيتي، بيب جوارديولا، الباب لقدومه بتأكيده أن أي فريق مستعد لدفع الشرط الجزائي في عقد ميسي. السيتي وإدارته، لن يجدا صعوبة في دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد ميسي، التي ستتراوح بين 250 إلى 300 مليون يورو، مثلما فعل البي إس جي مع نيمار. انطلاقة الموسم خيبت أيضا ظن الجماهير، التي أحبطها الفريق بمستوى متواضع أمام الغريم التقليدي ريال مدريد ليخسر أمامه لقب السوبر الإسباني ويسقط في مواجهتي الذهاب والإياب بإجمالي 1-5. المدرب فالفيردي، لم يجد مفر من الاعتراف، بأنه لايزال ينتظر اكتمال قائمة الفريق، في إشارة للصفقات الجديدة، لإنهاء المعاناة، التي بدت واضحة في مباراتي الكلاسيكو. وتفاجأ اللاعبون، الذين لم يتأقلموا بعد مع أفكار المدرب وتغييره أكثر من مرة لخطة اللعب، بعدم وقوف الإدارة إلى جانبهم عقب خسارة السوبر المحلي، بعدما حمل المدير الرياضي الجديد، بيب سيجورا، المدافع الدولي بيكيه المسؤولية عن خسارة لقاء الذهاب بسبب الخطأ الذي ارتكبه في الهدف الأول الذي سجله في مرماه. الرد جاء سريعا بعدما خرج بوسكيتس، رافضا لوم المسؤولين للاعبين، مشيرا إلى أنها ليست طريقة صحيحة من جانب أي فرد بالنادي للتعبير عن أفكاره. الأزمات تتوالى ولم تحرك إدارة برشلونة ساكنا، مما يشير إلى أن عنق الزجاجة الذي تتمنى الخروج منه قد يصبح صعب المنال. فهل سيكون الحل في حجب الثقة عن مجلس الإدارة الحالي، أم سيكون هناك مخرج آخر للأزمة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.