تحولت الطفلة اليمنية بثينة الريمي البالغة ست سنوات من عمرها إلى ايقونة النزاع الدامي في اليمن، وبدأت قصتها في 25 آب/أغسطس 2017، عندما نجت من غارة للتحالف العربي بقيادة السعودية استهدفت عمارة كانوا يسكنونها قرب جبل عطان جنوب غرب العاصمة صنعاء اعترفت فيما انها انها شنت ب "الخطأ". وفقدت على إثرها كل أفراد عائلتها الثمانية، وفي الوقت الذي كانت تتلقى فيه العلاج في المستشفى، تم التقاط صورة لها وهي تحاول فتح إحدى عينيها، لتتحول بعد ذلك إلى أيقونة تضامن لإيقاف الحرب في اليمن. واختارت بثينة أن تغني "بابا وماما يحبوني، علموني وربوني" ما أثار مشاعر الألم والتعاطف معها مجددا بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي. وتداولت الصورة على شبكات التواصل، وتفاعلوا مع حملة التضامن وسمَي #لعيون_بثينة و#بثينة_عين_الإنسانية، ونشروا صورهم بجانب صورة بثينة بذات الوضعية التي تحاول فيها بثينة فتح عينها (فتح عين وغلق الأخرى). ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا يدور بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم - القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح - والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير. وبحسب الأممالمتحدة تسبب النزاع في اليمن بسقوط أكثر من 7500 قتيل بينهم 4667 مدنيا و40 ألف جريح بينهم 8180 مدنيا. والمدنيون هم من يدفع الثمن الأكبر للحرب. فمنذ بداية التدخل السعودي، قتل أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم الاف الاطفال والنساء، وجرح 47 ألف شخص آخرين على الاقل، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. كما نزح مئات الاف اليمنيين. وأعلن المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) انطوني ليك ان وضع الاطفال في اليمن "يزداد سوءا" داعيا إلى تسوية سياسية عاجلة للحرب في هذا البلد. ولفت ليك إلى أن أكثر من نصف مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون "من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم" بسبب صعوبات في تموين البلاد وارسال المساعدات الانسانية. وأوضح "أن حالات تأخر النمو في اليمن ستزداد على الأرجح". وهذا التأخر في النمو الناجم عن سوء التغذية "يعني أن هؤلاء الأطفال لن يبلغوا القامة الطبيعية وأيضا أن ملكاتهم الادراكية ستتأثر، ما سيشكل عبئا على المجتمع برمته". وأمام هذه الكارثة الانسانية عبر ليك عن أسفه لأن "وصول اليونيسف والوكالات الأخرى والمنظمات غير الحكومية الانسانية ما زال بواجه عقبات شديدة". وشدد على ضرورة التوصل إلى "تسوية سياسية" للنزاع بشكل عاجل، معربا عن تفاؤله حيال ذلك. وتؤكد اليونيسف ان أكثر من خمسمئة طفل قتلوا منذ بدء النزاع في اليمن وأن 1,7 مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية. وبعد أكثر من ستة أشهر من تدخل تحالف عربي بقيادة السعودية أواخر آذار/مارس لدعم الحكومة في مواجهة الحوثيين قتل ما لا يقل عن 505 أطفال وأصيب 702 آخرون بجروح. وفي بلد تقل أعمار 80 في المئة من سكانه عن 18 عاما، يحتاج نحو عشرة ملايين طفل الى مساعدة انسانية عاجلة.