أعذرنا أيها (البورمي) المسلم،فنحن أمه لاتستحي،أتدري لما لانستحي؟ لانه ماعادت بداخلنا نخوة تذكر،أو ضمائر تتوجع،أو قلوب تتألم،ماعاد فينا ذلك الدم (العربي) الأصيل،ماعدنا أمة تهابها الأمم،أو تخشاها الشعوب.. نحن أيها البورمي بتنا (صغار) المقام والقيمة،الكل يتناوحنا،الكل يمتهننا،الكل يعبث بنا، بتنا أشبة بذلك الغريق الذي يبحث عن طوق نجاة،وأنى له أن يجده؟ بتنا نبحث عن من يخلصنا من بطش الأمم، ويحمينا غطرس الشعوب،ويعيد لنا الحقوق.. نحن ماعادت بداخلنا قلوب (تتوجع)، أو أرواح (تتألم) ، أو مقلٌ (تذرف) الدموع،تعطلت لدينا لغة الكلام،وأثكلت أناملنا،وتصحّرت دواخلنا،وأدخلنا ملكاتنا وحواسنا ومشاعرنا في (سبات) عميق وإلى أجل غير (مسمى).. أتدري لما نحن هكذا؟ لاننا أمة تبحث عزتها في مجلس (الذل) الدولي،وتستجدي الرحمة من عتاولة (الكفر) فيها، وتطلب الرأفة من زنادقته، وتبحث عن لملمتها في أحضان من (يفرقها)، وتوحدها في دستور من يسعى (لتمزيقها)، ونهضتها في أفواه من يرمي (لدمارها).. نحن نقق أمام (عهر) الماجنات فاغري (الأفواه)، شاخصي الأبصار، شاردي الأذهان، سيل لعابنا (لفتاة) تهز خصرها يتناغم وشهوة، وتنكسر (رجولتنا) أمام مائعات (الهوى) ومنحلات الأخلاق.. فأي (نُصرة) ترجوها ممن خذلوا أنفسهم؟ وأي عزة تتمناها ممن فقدوها؟ وأي مؤازرة تريدها ممن لايقوون على رفع رؤوسهم أمام زعامات العالم الزائفة،ورعاة الظلم والفساد، وتجار الحروب.. أيها (البورمي) المسلم يكفيك شرفاً أن تُقتل من أجل دينك،ويكفيك فخراً أنك تُحرق من أجل (إسلامك)، ويكفي علواً أنك لم تنكسر، ولم تخضع،لم تُهزم،لم تضعف، يكفيك أنك تموت من أجل دينك الذي أمتهنه البعض، أما أمتنا المسلمة فقد تملك (الهوان) والذل والخوف مفاصلها،وباتت أوهن من بيت (العنكبوت).. لديك ربٌ لن يخذلك، أرفع أكفك إلى وناجه بصمت فاضح، وقف بين يدي ذليلاً،وأنطرح أمامه خاضعاً، وأنكسر له مستسلماً، قف في غسق الليل ولاتشتكي ضعف حالك، بل هوان أمتك،وتخاذل قادتها، وذُل زعاماتها، ولا تبتئس فورب محمد لن يخذلك،فهو الحق، ولن يحق إلا الحق..