اذا بدأت تسلك بوابة مديريات يافع لرأيت شموخ الانسان الذي اتخذ من سفوح الجبال وقممها أرضاً ممهدة بنى فيها مسكنه وجعل منها أرضاً يزرعها ويقتات من خيرها ، نعم إنها عظمة الشموخ أن يغازل الإنسان الصخر ويجعلها لينةً طائعةً لحاجاته الإنسانية فلا تدري مَن طوّع مَن هل الإنسان طوع الجبل أم الجبل انقاذ للإنسان؟. مدن وقرى في كنف الجبل ومدن وقرى معلقةً على رأسه وقرى متناثرة في بطون الأودية وشعاب الجبال منحوتة من صخره في عظمة وروعة وتناسق معماري مهيب يدل على عظمة الإنسان الذي عانق الصخر وأصبح جزءاً منه 0 أرض يافع حباها الله مناخ معتدل جاف شتاءً وهو أشد الفصول قساوة ومعتدل ممطر صيفاً وخريفاً أكثر مطراً وقد أعتاد اليافعي بناء الخزانات الارضية أو في أحضان الجبال حتى يستفيد من مياه أمطار الخريف في فصل الشتاء القاسي الجاف 0 أما عن العمران اذا سألت لكانت الاجابة وأنت تتجول في قرى يافع ترى تناسق معماري فريد مباني مشيدة من الصخر في نقش بهيج وأبواب ونوافذ من الخشب المنحوت بقوالب مميزة بأشكال هندسية في تصميم للمنازل يشبه إلى حدٍ ما سفينة نوح الدور الارضي للماشية والدواجن ثم باقي الادوار يعيش فيها الانسان 0 وقد تابع الابناء البناء في تقليد الاباء مع شيء من العصرية محافظين على نسق العمران متخذين منه تراث يجب الحفاظ عليه وكأنها وصية الاباء للابناء0 في لياليها الباردة شتاء يكسوها الضباب وكأنها عروس تجر فستانها الابيض تنساق نحو ليلة باردة جافة بل شديدة البرودة0 أسواقها الاسبوعية وإن أصبحت في الآونة ا لمتأخرة طيلة الاسبوع إلا إنها في المواعيد المحددة تكون أكثر حضوراً وازدحاماً و لرأيت أنواع متعددة من البضائع ما بين حبوب محلية المحصول ومستوردة وملابس وعطور وخضار ولحوم وأسماك وكذا السلاح والذخيرة 0 أما عن أفراح أهل يافع لا تسأل لان الاجابة تكون برأي العين فما يحصل في أفراح أهل يافع مهرجان في ليليها ونهارها زوامل وأهازيج وبرع ورمي للذخيرة الحية ( النصع) ونقش للحناء وولائم عامرة بأ فخر أنواع الطعام ومجالس للقات ولقاء للقريب والبعيد وخاصة أذا كانت العروس من قرية مجاورة 0 والانسان اليافعي كحال غالب اليمنيين كريم الطبع محب للضيف مضياف يبذل كل ما يستطيع لإكرام ضيفه ، إذا مررت تنساق إليك رائحة البن المحمص الذي لا يخلو مجلس من مذاق القهوة اليافعي فهي المشروب الشائع للكبير والصغير 0 ما أجمل الموائد العامرة بالخبز المعطف والفدر ( عجينة الذرة الشامية والشعير الجافة) واللقمة ( عصيد القمح والذرة الممزوج بلبن البقر مع العسل )0 يافع كتعداد وأرض مدينة كبيرة لم تحظى على مر الحكومات السابقة بالاهتمام كأمثالها من المدن من حيث الكهرباء وماء وطرقات وصحة وتعليم وبناء شبكة مجاري لمثل هذه المدينة ذات الكثافة السكانية والعمرانية لان انتشار البيارات قد يهدد المياه الجوفية المحلية0 واذا مررت بأودية البن كأنك ماراً بأكواخ خضراء موشاه بياقوت مصفوف على جوانبها بالوان زاهية بين الخضرة والحمرة هي أشجار البن0 نعم يافع أرض تعانق فيها الإنسان والصخر فصنعا أسطورة من الشموخ والمجد والانتصار على مر الحقب التاريخية المختلفة0 عصام عبدالله مسعد مريسي