نُظمت صباح اليوم المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في عدن وقفة تضامنية تلفت نظر المجتمع المحلي بأفراده ومؤسساته وسلطاته، ومكوناته كافة، إلى معاناة ضحايا هذا المرض الذي يفتك بالمجتمع، ومن الواضح أن معدلات تسجيل حالات السرطان تشكل مؤشرا ينذر بالخطر إلى جانب بقية مؤشرات تدهور أوضاع الخدمات الصحية، ما يجعلنا ضحايا محتملة للتعرض لا سمح الله لأخطاره، فلا يظن أحد منّا أنه بمأمن منه، وليضع كل مواطن أو صاحب قرار نفسه في موضع المصاب، وذلك يتطلب يقظة في مواجهة أسبابه والتقليل من آثاره.. وغني عن البيان أن التلوث والسموم التي تحملها المبيدات الزراعية والأسمدة التي تستخدم دون رقابة الأجهزة المعنية أحد أهم الأسباب لانتشار السرطان في بلادنا. بالقدر نفسه الذي تبذله السلطات الأمنية والمحلية والدولية في مكافحة الإرهاب الذي يفتك بحيوات الأبرياء هنا وهناك، يتطلب منها جهودا مضاعفة في محاربة إرهاب مرض السرطان كذلك، لا سيما في الأسباب الناجمة عن غياب الرقابة على مختلف المنتجات التي تؤدي إليه، فسرطان الفساد السياسي والإداري الذي يجتاح حياتنا ويدمر مستقبلنا سبب رئيس في تفشي أنواع أمراض السرطان، وأظن أن مكافحة إرهاب السرطان والحفاظ على الصحة والسلامة العامة يجب أن تكون في سلم أولويات الجهات الرسمية، بعيدًا عن أية مسوغات تتذرع بطبيعة المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، فأوضاعنا من قبل 2015 كانت استثنائية، وزادت استثنائية، وربما تزيد أيضا، وبالتالي لا يمكن أن تكون صحة المواطن وسلامته رهينة مستمرة لسلسلة الاستثناء التي لا تنتهي!. وعلى الرغم من الشعور بالألم والإحباط الذي نشعر به في ظل واقعنا المأزوم، مما هو ليس بخافٍ على القاصي والداني، فهناك جهود طيبة لمؤسسات وأفراد تقف على ثغر من ثغور خدمة المجتمع، والذود عنه بكل ما تسخر لديها من إمكانيات متاحة، مثل المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في عدن، التي رأيت أفرادها جميعا، برئاسة الأستاذ عادل سعيد بن سعيد مدير المؤسسة، يبذلون جهودا مثمرة في مساندتهم لمرضى السرطان من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، وتوفير العلاج والتوعية، والمتابعة لاحتياجات بعض الحالات، وذلك ما يشعرنا بشيء من الفرح والاطمئنان أن عمل الخير وثقافة خدمة المجتمع لم تزل بخير، وهي تقف بثبات في مواجهة ثقافة النهب والاستحواذ والعشوائية التي تجتاح كل شيء من حولنا، فطوبي ألف مرة لمن يزرعون الأمل في حياتنا، ونسأل الله أن يمن على مرضى السرطان وكل المرضى بالشفاء وكمال العافية، وأن يكلل جهود هؤلاء الكرماء وأمثالهم بالتوفيق والسداد، وأن يجزيهم عنا خير الجزاء.