في الثامن والعشرين من سبتمبر 1970م كانت فاجعة الأمة العربية والإسلامية والإفريقية وغيرها من الشعوب في أمريكا اللاتينية أعلن عن وفاة الزعيم خالد الذكر عبدالناصر رئيس جمهورية مصر العربية والرمز الثوري العربي الذي كان أيضاً رمزاً لكل الشعوب التواقة للتحرر من هيمنة الإستعمار الأجنبي ... رحل بشكل مفاجئ وخرجت الملايين من المصريين والعرب وغيرهم غير مصدقين لحبهم وتقديرهم لشخصه ودوره الفاعل والمتميز في دعم الشعوب التواقة للتحرر ... رحل قبل أن يحقق حلمه في وحدة الأمة العربية والإسلامية وانتهاء عصر الاستعمار والاحتلالات ...رحل إلى لقاء رب العباد ولكن لم يرحل من قلوب وعقول الأمة فتاريخه سيظل مدونا في كل كتب التاريخ العربي والإسلامي والأفريقي والأمريكي والأوروبي ومن الصعب نسيانه ولو بعد مئات السنين . سيظل عبدالناصر خالدا وحيا في ذاكرة وقلوب كل الأمم لأن بصماته تجاوزت حدود مصر ومنذ رحيله افتقدت الأمة العربية والإسلامية وغيرها لقائد و رمز ثوري حلق في كل سموات الدنيا وبالذات العربية التي أصبحت تفتقد لزعيم وقائد يتمتع بكاريزما خالد الذكر عبدالناصر ووصل الحال بالعرب إلى قمة المهانة والإذلال كما أصبحت أوطانهم إلى ميادين للحروب فيما بينهم ومرتعا لكل مافيات الإرهاب والفساد والجهل والفقر ... برحيل خالد الذكر عبدالناصر تكشفت كل أقنعة أعداء الأمة الذين تمكنوا من إختراق النسيج الوطني والقومي والإجتماعي والثقافي وحققوا مكاسب لم يكونوا يحلموا بها وهو على قيد الحياة . برحيل خالد الذكر عبدالناصر حقق أعداء الأمة العربية والإسلامية الكثير واهمها خنوع غالبية القادة العرب لإرادة ومصالح أعداء الأمة التي تمتلك مقومات قوة أقوى الدول الكبرى من ثروات بشرية ومادية وطبيعية بل وصل بنا الحال إلى عدم قدرتنا في السيطرة على تلك الثروات وبتنا مجرد حراس لثرواتنا الطبيعية والمادية وأيضاً إلى طاردين لأبناءنا أي أوطاننا أصبحت طاردة والغرب يستقبلهم ويستفيد منهم بطرق متعددة بما فيها معارضة لاوطانها وكل معارضات الغرب قابعة في أوطانها . نعم رحل ولن يعود لكنه لم ولن يرحل من ذاكرتنا وقلوبنا التي ستظل تنبض بتاريخه وأدواره التحررية وعلاقته بالشعب العربي ... وبرحيله تراجع الدور العربي في أفريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية بل وعلى الارض العربية .