ليس أمامنا سوى أن نقول ما قاله الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (نبتدي منين الحكاية ). فهي حكاية مأساويه بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. فهل هناك ما هو مأساوي أكثر من أن تزهق روح إنسان بسب ناس لا يقدرون ولا يفهمون معني المسؤولية . أي نعم يقال أن الشاب احمد عبد الله عبده الشهير ب ((احمد دبه)) عليه شكاوي كثيرة كشخص ((سارق)) وتحديدا سرقة ((الدراجات النارية)) لكن ذلك لا يعطي الحق لأولئك الجنود المرابطين في قمة جبل خنفر في (أطراف مدينة جعار)) أن يقبضوا على هذا الشاب بتهمه سرقته لأحد الدراجات النارية مؤخرا من ثم انقياده إلى الجبل ليتم تعذيبه والذي يقال انه فارق الحياة بسبب التعذيب . وللتوضيح أكثر فقد تم القبض على الشاب ((احمد دبه)) من قبل الجنود التابعين ل ((عبد الرحمن ناصر الشنيني )) قائد الحزام الأمني تم القبض مساء الثلاثاء الماضي ليتم تسليم جثته لمستشفى الرازي بجعار صباح الأربعاء ولم يتم أشعار والده ((عبد الله عبده)) إلا ظهر الأربعاء .. والد الضحية رفض استلام جثه ولده بعد أن شاهد عليها علامات الضرب والتعذيب. ومع احترامنا وتقديرنا للجهود الكبيرة التي يبذلها ((الشنيني)) لأستباب الأوضاع في مديريه خنفر وردع كل من يسعى إلى نشر الفوضى وبث الخوف والرعب إلى قلوب المواطنين في مدينة جعار خاصة ومديرية خنفر عامة. ومع ذلك لابد من القول أن ما يجري في سجن قمة جبل خنفر لا يمكن السكوت عنه فأثار التعذيب والضرب التي بدت على جثه الشاب ((احمد دبه)) تنم عن نفوس عدوانيه وعقول شيطانيه ليس في قلوبها ذرة من الرحمة ثم نريد أن نفهم كيف لدينا في جعار مبنى للأمن في مديرية خنفر ومركز شرطة وسجن و أيش داعي انه يكون لدينا سجن في قمة جبل وخنفر وسجن أيضا في معسكر 7 أكتوبر في مدينة الحصن؟! يجب أن يكون السجان لديه من الحب والإنسانية ليتعامل بها حتى من (عتاوله) المجرمين والبلاطجيه إما أن يكون السجان لديه روح تنضح بالوحشية والحقد فعلى الجميع أن يعلم أن الشاب ((احمد دبه)) لن يكون آخر ضحاياه هذه السجون و ((وحوش الجبل)). الآن وقد صار ((الدبه ضحية التبة)) فمن ينصف والد الضحية ويفض الاشتباك الحاصل بينه وبين المسئولين في ((تبه)) خنفر فيجب أن يكون هناك عقوبات رادعه إذا اثبت أن الشاب ((احمد دبه)) قد فارق الحياة بسبب التعذيب. ما لم والله سيصبح الجميع في خوف ورهبه فالنفس الخطاءة والإمارة بالسوء قد تجعله في يوم من الأيام ((ضحية)) لأخطاء الأمن فلابد من وازع ورادع لمثل هؤلاء الناس حتى لا يصبح أولادنا ضحية ((التبة)).