مادام يستمر الفاسدون والانتهازيون والمنافقون من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير وحتى لا نكون مثاليين زيادة فإن السياسة عموماً بطبيعتها تحمل التضليل والكذب والازدواجية . الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء وانتهازيين باتفاق الأدلة يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب "الناصحين" بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى السياسة ويطالب بالتطهير والمكاشفة بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم هو أولاً .. وفى حال فوز أمثال هؤلاء ووصولهم إلى مناصب تنفيذية أو تشريعية يعنى أن فيروس الفساد يسكن القلب وأنه (مافيش فايدة) . وفى عالم السياسة من الصعب أن تعثر على سياسى يقول الحقيقة إلا لو كان سابقاً ويشمل نفسه بالحديث وهذا الامر صعب جداً . ستجد الوزير أو المسؤول أو الفاسد السابق يتحدث مثل ملاك بأجنحة وينتقد الفساد ويقدم رؤى عميقة للمشكلات وحلولاً عبقرية بينما وهو فى موقع المسؤولية يكون بليداً وعاجزاً .. وبنفس الوقت متورطاً فى كل ما ينتقده بعد مغادرة مناصبه . ومن الواقع لن تجد فاسداً يبرر الفساد ولا انتهازياً يمتدح الانتهازية بل إن الفاسدين والمنافقين هم الأكثر قدرة أحياناً على إنتقاد الفساد والدعوة للتطهير . "المضحك اليوم هو أن "بوحه" أصبح يتحدث عن الفساد" ! ويقدم نفسه وكأنه من رجال أجهزة الرقابة ومكافحة الفساد والصحيح هو ان نحذر من ذلك الفاسد الذي يتحدث كثيراً عن مواجهة الفساد على شاشة مواقع التواصل والتي ظاهرها الحرص على "الوطن" وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة . "بوحه" اليوم يحاول إظهار قدراته ب"النفاق" للبقاء و الفوز .. وهذا ليس عيبه ولكن عيب الشرعية التي لا زالت تسمح لأمثال هؤلاء الفاسدين بالبقاء في شرعيتها لمحاولة الوصول إلى ماهو أكبر مما هو عليه الآن في منصبه . هل يعلم "بوحه" ان اللصوص أيضاً هم أفضل من يتحدث عن الأمانة وحفظها؟ هل يعلم "بوحه" ان الناس تفضل الاستماع للصوص وهم يتحدثون عن الأمانة وأخلاقياتها .. هل يعلم "بوحه" ان الفاسد الذي يحاول الحديث عن الأمانة وكيفية حفظها أنه فاسد "محترف" في اللصوصية ويجيدها لانه يحاول أن يغسل نفسه أمام الناس كغسيل ألاموال ليظهر نفسه أمامهم بمظهر كله حرق وأمانة كذلك المتحدثات عن الشرف ليظهرن أمام الناس بأنهن شريفات جداً .
