استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لإجراء محادثات في الكرملين يوم الخميس معززا علاقة مهمة لتحديد أسعار النفط العالمية وقد تكون محورية للتوصل لحل للصراعات في الشرق الأوسط.ويعد الملك سلمان أول عاهل سعودي يزور روسيا. ووصل الملك سلمان إلى موسكو على رأس وفد أبرم اتفاقيات للاستثمار المشترك تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات ليوفر بذلك استثمارات يحتاجها بشدة الاقتصاد الروسي الذي عصف به تراجع أسعار النفط وعقوبات غربية. وعلى الصعيد السياسي لم تتوافر أي علامة على تحقيق انفراجة حقيقية بشأن القضايا محل الخلاف بين موسكووالرياض ومن بينها حقيقة تأييد كل دولة طرفا يحارب طرفا آخر في الحرب الأهلية السورية. ولكن لم تظهر أيضا علامة على أي خلاف علني. وركز وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ،في إطلاعه وسائل الإعلام على سير المحادثات بين بوتين والملك سلمان، على الأرضية المشتركة بين البلدين. وقال لافروف إن الزعيمين اتفقا على أهمية مكافحة الإرهاب والتوصل لحلول سلمية للصراعات في الشرق الأوسط وعلى مبدأ وحدة الأراضي. وقالت السعودية إنها وقعت على مذكرة تفاهم بشأن شراء أنظمة للدفاع الجوي من طراز إس-400 من شركة تصدير السلاح الحكومية الروسية. وقال لافروف خلال بيان صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير إن الزعيمين أجريا ”مباحثات ودية وجوهرية على أساس رغبة موسكووالرياض في التنمية المستمرة للشراكة التي تعود بالنفع على الجانبين في كل المجالات“. وقال الجبير إن البلدين يعتقدان أن آفاقا جديدة فُتحت لتنمية علاقاتهما بشكل لم يكن متصورا من قبل. وأضاف أن ”العلاقات السعودية الروسية الآن في نقطة تاريخية وعلاقات مؤسساتية تشمل وزارات وقطاعات متعددة.“ وقال ”نحن على ثقة أن العلاقات السعودية الروسية ستساهم بإذن الله في إيجاد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم“. وتدعم الرياض معارضين يحاربون القوات الحكومية السورية في الوقت الذي تدعم فيه القوات الروسية وفصائل إيرانية الرئيس بشار الأسد. وهذا يجعل موسكو متحالفة مع إيران خصم السعودية اللدود التي تخشى الرياض من تزايد نفوذها في المنطقة. ولكن تدخل روسيا العسكري في الصراع السوري أدى إلى اعتراف في العواصم العربية بأنها تملك الآن نفوذا حقيقيا في الشرق الأوسط. وعملت موسكووالرياض معا لضمان التوصل لاتفاق بين أوبك والدول الأخرى المنتجة للنفط لخفض الإنتاج حتى نهاية مارس آذار 2018 في محاولة لرفع أسعار النفط العالمية. ووضعت لافتات ترحب بالملك سلمان باللغتين العربية والروسية على طول الطريق من المطار إلى وسط موسكو. وكان الأمير محمد نجل الملك سلمان قد زار موسكو في مايو أيار قبل أن يصبح وليا للعهد.