انطلاقاً من الحرص على التجربة الوليدة للشعب الجنوبي والمتمثلة بوحدة الصف الجنوبي لاختياره المجلس السياسي الانتقالي من بين أوساطه ومن مختلف محافظات الجنوب لقيادة المرحلة القادمة من نضال شعبنا الجنوبي وحراكه السلمي أصبح من الضروري الحفاظ على وحدة الجنوبيين بمختلف توجيهاتهم السياسية وإشراك الجميع لبناء مستقبل الجنوب انطلاقاً من مبدئ التصالح والتسامح الذي يعتبر هذا المبدأ الأخلاقي المتسامح حجر الزاوية لبناء المستقبل والخطوة الأولى لكل الخطوات السليمة التي تم تجاوزها لمعالجة بناء المستقبل والذي أرتكز عليه قيام ثورة الحراك السلمي ووحدة الجنوبيين باتجاه خوض النضال مع المحتل حتى نيل الاستقلال واستعادة الدولة على كامل حدودها وترابها المعترف بها دولياً قبل عام 1990م ومن هنا يعتبر شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه شعباً واحداً وله قضية وطن وهوية وتاريخ يناضل من أجل استعادتها وقدم من أجلها شهداء جماء وجرحى ومعتقلين طوال فترة نضاله السلمي. وما يحصل الآن من قبل شرعية الدولة المتقمصة بشرعيتها وهم بالأساس من صف نظام الاحتلال لا يهمهم أنه شعب له قضية يناضل من أجلها طوال السنين الماضية حتى توج هذا النضال بالنصر المؤزر على نظام الاحتلال في يونيو 2015م وأصبح أمراً ملموس لدى الأصدقاء والأعداء أن الشعوب هي صانعة التاريخ حيث انتقل نضالنا من النضال السلمي إلى النضال السياسي المنظم في تاريخ ثورتنا الجنوبية، وهذا أزعج الأعداء ونشاهدهم هذا يرفع علم وهذا يصفق ولكن ما معنى ذلك؟ أليس هو خوف أو استفزاز لمشاعر الجماهير الجنوبية أو تحدي لكن ماعليش الشعب هو صانع المعجزات ولن يستطيع أحداً من الناس أن يخادع الشعب أو يحيدهم عن قضايا مصيرية ناضلوا من أجلها سنين وقدموا فيها كل ما امتلكوا وهناك شرفاء ومناضلين في كل محافظات الجنوب سوف يفشلوا أي مخطط تآمري هدفه التفرقة بين أبناء الجنوب مهما حاولوا وخلطوا الأوراق سيتصدى لهم كل الشرفاء والمناضلين احتراماً وتقديساً لدماء شهداءه الأبرار وبالتالي يصبح أمامنا قيادة وقاعدة جماهيرية أن نفوت الفرصة على الأعداء المتربصين بنا وهم من حولنا يستلموا تعليماتهم التآمرية من مطابخ استخبارات نظام الاحتلال وامتداداً إلى مطابخ الاستخبارات الدولية التي هدفها التآمر على قضايا الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقلال وعلينا جميعاً وبالذات العقلاء والسياسيين والأكاديميين وجميع الشرفاء من أبناء الجنوب تجسيد مبدأ الحوار العقلاني والشفاف باعتبار أن القضية المصيرية هي هدف الجميع وأن اختلفت الرؤى ومسئولين جميعاً عن الوصول بها إلى بر الأمان والنظر إلى المستقبل والتأني والاستفادة من الخبرات السياسية المتراكمة لدى ذوي الكفاءات من أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم وتجسيد مبدأ الحوار العقلاني والشفاف وباعتبار أن القضية المصيرية هي هدف الجميع وأن اختلفت الرؤى وبهذا يكون الجميع متحمل المسئولية والانتقال بقضية شعب إلى بر الأمان والنظر إلى المستقبل بتأنّي وتجاوز سلبيات الماضي وجعل مبدأ التصالح والتسامح مبدأ أخلاقي يحتذى به في العمل والسلوك ومعالجة الاختلالات ان وجدت منطلقين من المصلحة العليا للجنوب التي تحتم على الكل احترامها وتقديسها وعدم التفريط بها مهما كان وعدم القبول بغيرها ولا تخيفنا الخطابات والزعبلات هنا وهناك ما دمنا موحدين تحت اجماع جماهيري وشعبي قدم كل التضحيات من أجل الحرية والاستقلال واستعادة الدولة.
بقلم العميد الشيخ محمد صالح عبيد شيخ مشائخ قبائل الداعري القصيلي