حين نمسك بالقلم لنكتب عن قضية أو نستعرض موقفا أو نصف أحداثا فإننا نترك لخيالنا الواسع أن يسهب وينظر بشد الظاء كما يشاء وفي الغالب نجد ذاك الخيال قد قادنا لآراء شخصية أو معتقدات ذاتية أو أهداف حزبية وهو مايجعل من الإعلام إظلام وليس رسالة سلام. اليوم نحن بحاجة إلى المهنية الحقيقية بكل ماتحملها الكلمة من معنى أكثر من أي وقت مضى وليست المزيفة تلك التي تتلون وطبيعة الواقع والإحتياج وبحسب رغبات وإملائات ساسات نحن بحاجة إلى صدق مع الذات والضمير وتصالح مع النفس والفكر والإلهام ليكتب القلم لمصلحة الشعوب لا لغطرسة الجيوب. الإعلام بمختلف مجالاته وفنونه ووسائله يشكل قوة ضاربة بإمكانها أن تعصف وتهدم في أي لحظة وبمقدورها أن تبني وتعمر وتنصنع مجدا تليدا خالدا على مر التاريخ والأزمنة. الحروب أنهكت كاهل الشعوب وأخرت نهضة أوطان وبناء عمران ودمرت الإخضرار وحولت الإيجابيات إلى سلبيات ليستنشق الشعوب رائحة البارود بدلا من الورود ليبقى مصير الأجيال القادمة مجهول الملامح قاتم اللوائح مفادها الغلبة فقط للجوارح وهذه هو الإظلام الذي نقصد. زملاء المهنة هل لنا أن نفيق ونكثرت لشعبنا الذي يؤمل عليكم إيصال صوته المبحوح لأقصى الحدود من كثرة الصياح والضيم والقهر والتعب والعجز. هل لنا أن نتوقف لبرهه نستعرض أحداثا مررنا بها وساهمنا في الترويج لها كانت نتائجها عكسية. لما لا نقدم إعلاما مهنيا محايدا أم أن الحياد لاقاموس له ولامرجعيات وإنما مجرد شعارات جوفاء وإصطلاحات نظرية للإعلامين. الوطن ينزف تحت بند السياسة والإعلام يمارس الحرب الباردة وهي الأخطر على الشعوب لأن الأذن تسمع والعين تشاهد والتاريخ يدون في جعبته تلك الحقائق. لنحسبها جيدا ونعيها ماذا حصدنا من مكاسب لحقتها دمعات قلوب متحسرة وكهول عاجزة وأسر جائعة وأرامل متخبطة وأجيال تائهة ومستقبل مجهول لايمكنا أن نجزم بأنه مشرق لأن الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن . الإعلام رسالة سامية والصحافة سلطة رابعة ومخضرمي ورجالات وشباب الإعلام جنود واثقه لتكن الأقلام منصفة والنوايا حسنة والإرادة قوية صدقوني سترون واقعا أجمل أنتم من ستصنعونه وسيفخر بكم التاريخ لأنكم قدمتم الإعلام كما يجب أن يكون.