نشأت في ظروف استثنائية وحملت على عاتقها (وطن) وخرجت من بين الأزقة والإحياء والمدن والقرى " وظهرت في ظرف طارئ " وكانت الممثل العفوي التلاقي الوحيد الذي طغي على المشهد العسكري في ظل تبخر الجيوش الجرارة والشخصية والعائلية في البلاد ... المقاومة الجنوبية الشعبية بعيد عن كل الملبسات والاختلافات والتضحيات والملاحم العظام و اللوحة الأسطورية و الحسابات والانتماءات وبلغه الرابح والخسران " أضحت المقاومة الجنوبية تتخبط بين تعقدات ومطالب واقعية حتمية فرضتها معطيات ومطالب المرحلة والوضع والسياسة السائدة التي عصفت بها بين تهميش وإقصاء وحسابات المرحلة .
كل ذلك وضع المقاومة الجنوبية بين مفترق الطرق وسندأب ومطرقة المرحلة.
إن المقاومة الجنوبية أضحت(كبش الفداء) وأضحية ( إبراهيم عليه السلام) بسبب العديد من العوامل والمعطيات التي شاركت في بعضهم بطريقه مباشرة وغير مباشرة وبعلم وغير دراية بنية وقصد كل ذلك وضعه في وضعيه رقم على الهامش وكيان غير مرغوب في المرحلة.
واليوم أضحت المقاومة رهينة مرحلة تهميشية اقصائية مفروضة.
فالمقاومة الجنوبية الشعبية لا استطاعت إن تطول بلح الشرعية ولا تجني عنب الانتقالي ووقعت في سوط الإخوان.
وتعيش اليوم على بطولات الأمس وحنين الماضي الأسطوري ومستقبل ضياع الزرع والجنى وسوط المجهول ..وسوف نستعرض بشكل مبسط من مرحلة الزرع الى الجنى الى السوط وكل ذلك على النحو التالي :-
بلح(الشرعية) الرطب
أردت المقاومة ان تطول بلح الشرعية الرطب من خلال بعض الولاء والطاعة(طاعة ولي الأمر واجب ) والتنازلات والانتماءات والمميزات الشخصية " فكانت عواقب ذلك تصدع المقاومة واختلافها وتفرقها بين معارض ومؤيد " بين المصالح العامة والمصالح الشخصية فما كان نصيب تلك التحالفات إلا ضيع الرطب الشرعي وفقدان البلح من نخلة( الشرعية) .
عنب (الانتقالي)
جني العنب يحتاج إلى ممارسة ومزولة والحنكة والذكاء(السياسي) هذا ما كانت تفقده المقاومة الجنوبية في جني محصول ( الانتقالي) من العنب ( السياسي ) والاحتواء في الأحضان الانتقالية فقد كانت لغة التنافر والتخوين هي السائدة في عملية الجني مما أدى إلى تلف ( لملمه اللحمة) وسد الثغرات وتمثيل قوي وفاعل يضمن الحضور الداخلي والدولي وأضحت المقاومة الجنوبية بعيدة كل البعد عن جني عنب الانتقالي التي أثمرت ونضج محصوله شعبياٌ .
سوط ( الإخوان)
بعد إن عصفت بها رياح المرحلة وضياع الفرص وأصبحت لا هي من بلح الشرعية وعنب الانتقالي " أصبحت اليوم المقاومة الجنوبية أمام سوط الإخوان الذي يعتبر أمر الخيارات وأصعبها كونها تعتبر الهاوية التي تعصف بتضحيات ونضالات السنين والسوط الذي يضع أوزاره بعد مخاض عسير!
وخاتمة القول إن مازال هناك متسع لترتيب الأمور وجني العنب واكل الرطب !