جماهير شعبنا اليوم تعرف جيداً أن الانتصارات أتت إلا بشق الأنفس التي راقت فيها الدماء والأموال بطريق وعرة، كان فيها الكثير من العراقيل والمصاعب التي اعترضت طريق المقاومة الجنوبية بكل خطوة كانت تخطوها في ضخم هذه الثورة المفخخة، بالكثير من الفواجع والمفاجئات .. ان الأنتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية بالطبع بدعم وأسناد دول التحالف العربي، وما أعقب بما يجري على الأرض في معظم محافظاتنا الجنوبية، من بناء المؤسسات المدنية والعسكرية بكفاءات وكوادر وأيادي أبناء الجنوب، تعتبر ليس دفعة قوية بل تقدما وضع في مسيرة القضية الجنوبية في مساق البناء للدولة الجنوبية من جديد، بما يضع قياداتنا الجنوبية في أمتحانها الذي يميز من كانت قيادات بالفعل من بينها ممن كانت ليست أهلا أحتسابها قيادات في هذه المسيرة الوطنية العظيمة، واليوم شعبنا الجنوبي قدم أوفى ما تقع عليه في مسيرة الفداء والتضحيات، دفاعا وتفانيا في تحرير واستعادة الأرض، وبقي الرهان على إقتدار وحنكة القيادات الجنوبية في البلورة السياسية للانتصارات التي حققها شعبنا الجنوبي على الأرض .. ومن هنا يجب أن ندعو إخواننا للاعتراف بالمصاعب والعراقيل والمؤامرات المشرعنة الجديدة، وإن كل هذه المسائل المعقدة هي جزأ من التناقضات الموجودة، والتي سيتجاوزها شعبنا وهو يناضل في هذا الاتجاه وسيظل يناضل فيه حتى ينتصر علية .. ويجب أن ندرك جيداً أنه لا توجد طريق مستقيمة للحصول على الحرية الا بالعزيمة والاصرار والحامل السياسي الموحد، وأن لا نطمع بغنيمة سهلة، إذ لا يمكن أن نتصور أن مغتصبي أرضنا سينسحبون بمحض إرادتهم في صباح يوم جميل، صحيح أن نظامهم هذا لديه من الصعوبات ما يكفي لتجعله عاجزاَ عن احتواء ثورتنا بكل تناقضاتها .. وهذا ليس معناه أن نتوقع استقلال مفاجئ وسريع وبأقل الخسائر، إنما يجب أن نتوقع العكس تمامًا، حتى نهيئ أنفسنا لأصعب الظروف طالما وأن النصر حليفنا عسكريا .. ما لم تتمكن قياداتنا من فرض خياراتنا السياسية على الأرض على طريق إعلان الدولة الجنوبية، حينها وللأسف يكون مستقبل الجنوب رهن الخيارات الأقليمية، وما تفرضها مصالحها على الجنوب من خيارات، وعلى كل إرادة شعبنا الجنوبي لن تسمح بالتأكيد بفرض أي خيارات تخالف خياراتها وتطلعاتها، والمؤشرات الجارية على الأرض المتمثّلة بالبناء للمؤسسات الجنوبية المدنية والعسكرية في طياتها بناء الدولة، وبالتأكيد تمثل السير في الطريق الصحيح للمسيرة التحررية وبإذن الله تعالى سوف تقود في الأخير إلى إيجاد السبل الأساسية للمضي للمسيرة الجنوبية التي تتوج برفع رأية الدولة الجنوبية وتحقيق الهدف النبيل الذي يتطلع له شعب الجنوبي وهو رافعاً رايات التصالح والتسامح والحرية, وإعلان الاستقلال بإذن الله تعالى .. الجنوب بلد العلماء والحكماء والبسطاء بلد العلم والتقوى والكرم والمروءة, لن يخيب ولن يخسر وسينتصر، ذلك وعد الله قريب والله الغالب على أمره ..