لو لاحظنا بشكل دقيق الى الحال فيما يسمى يمن ودققنا النظر بشكل جيد لو جدنا ان هناك تماسك لنظام قوي تقوده عصابة مافيا تجارية سياسية كبيرة متجذرة. هذه العصابة أسست نفسها بشكل جيد ووضعت لها جذور في كل حزب وكل مكون يوجد فيما يسمى يمن بل استطاعت هذه العصابة ان تقود السلطة والمعارضة في ان واحد بل حاولت اعاقة الجنوبيين في استنساخ مكوناتهم وعمل عائق بين القاعدة الشعبية والقيادة. هذه العصابة استطاعت ان تستخدم الكوارث والاحداث والتقلبات في المنطقة في تسيير مصالحها واستمرار بقاءها في حكم اليمن واحتلال الجنوب. استطاعت هذه العصابة ان تسيطر على ثورة التغيير الشبابية في صنعاء بحكم جذورها المتفرعة و نجحت في اخراج رئيسها عفاش من هذه الثورة التي قامت ضده بحصانة دولية وكذلك انضمام جناح من النظام الذي قامت الثورة لإسقاطه اليها. ظهر الحوثي ونعرف ما حصل جيدا وكيف استفادت هذه العصابة منه، ما لبثنا الا و عاصفة الحزم أتت بدون حسبان لكن العصابة المتجذرة استطاعت ان تتأقلم مع الوضع بشكل كبير واستطاعت ان تجر المجتمع الدولي الى قضية الحفاظ والإبقاء على الجنوب تحت الاحتلال. اليوم تعمل هذه العصابة المسيطرة تماما على ما يسمى شرعية وهمها الوحيد ليس طرد الانقلاب بل الحفاظ على احتلال الجنوب وبقاءه تحت وصايتها. يتم حصار الجنوب وتجويع شعبه والتنكيل به لكي يستسلم لهم حتى ينهبون ثرواته ويعبثون بخيراته بدون ان يزعجهم احد، لكن الجنوب لهم بالمرصاد ظل يناضل ويشق طريقه للتخلص منهم ومن أعمالهم القذرة. بتساؤل من هو بعيد عن الشأن اليمني من اخواننا العرب و العجم وعلامة الاستغراب والاستهجان والاستفسار تكسوا وجوههم "طيب اين الخلل"؟؟ سأجيب عن هذا التساؤل حتى نزيل الغشاوة من العيون.... يا اعزائي المناطق المحررة فيما يسمى يمن هي الجنوب وهذه البقعة تحررت لوجود هدف التحرير الحقيقي الذي يحلم به ابنا هذ الوطن العربي الغالي وبناء دولتهم العربية المستقلة واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية كما كانت بل أفضل. العصابة التي سيطرت على الحكم في صنعاء وتسيطر على المعارضة أيضا هي الان تسيطر على ما يسمى شرعية ولها نفس النهج والنظرة تجاه الجنوب باعتباره غنيمة وأرض اغتنموها في حرب مقدسة يقيمونها كغزوة بدر. هذا الفكر لم يتغير ولَم يتبدل لان الأشخاص التي أوجدته مازالت كما هي ولَم يتغير شيء. فلا تستغربون من الوضع الحالي في الجنوب فكان من الاحرى بنظام مايسمى شرعية ان يوفر الخدمات بأسهل شكل للمواطن الذي يعيش في المناطق المحررة حتى يقدم نموذجا يجعل المواطن في المناطق الغير محررة ان يغير ويثور على من يتحكم به ليسهل لهم تحرير ما تبقى من مناطق مسيطر عليها من الانقلاب. ففي كل مرة يسعى بها الجنوبيين الى تنظيم أنفسهم وإيجاد ممثل شرعي لهم ينوبهم في الحوارات السياسية القادمة لايصال مطالبهم الحقيقية وطرحها بشكل جدي على طاولة المفاوضات نرى غضبهم وشدة حصارهم وافتعال الأزمات ودعم الاٍرهاب يزداد بوتيرة عالية لإقلاق امن الجنوب وارهاب مواطنية بحيث يمكنهم من العودة مجددا ودحر القيادات والكوادر الجنوبية وزرع نوع من عدم الثقة بهم محليا ودوليا. ياعالم انه احتلال لا غيره