أربعة أيام أكثر من كافية لتعرّي جماعة إسقاط الحكومة والفدرلة في عدن وتكشف زيف أصحاب الأقاليم والحوار اليمني ومخرجاته في عدن أيضاً . أربعة أيام في زمان الشعوب الثائرة فترة طويلة تجري فيها تحولات أساسية وتحدث فيها تغييرات جذرية نحو الأفضل في مسيرة النضال لتحقيق الانتصارات على أرض الواقع . الأرض جنوبية عربية في عاصمتنا عدن ساحة الشهيد خالد الجنيدي فيها أقامت اللجنة العليا للتصعيد الشعبي الجنوبي خيمة ومسرح ورفعت شعارات التغيير للحكومة اليمنية الفاسدة والإسقاط لحكومة بن دغر الفاشلة ، ودعت الناس للاحتشاد فقط وليس للاعتصام والتجمهر حسب برنامج على مدى أيام نوفمبر . فعلت ذلك من أجل أن لا تقصي أحد ولا تهمش أي فئة أو مكوّن وأصدرت بياناً وسطياً كي يتداعى المواطنون بكل أطيافهم إلى التصعيد الشعبي تحت راية الخروج من الأزمات المستفحلة المتزايدة يوم عن يوم ولكن ، منذ الجمعة الثالث من نوفمبر وحتى ليلة الاثنين أربعة أيام كانت ساحة الشهيد الجنيدي خالية إلا من أعضاء دوائر التصعيد ومن أعضاء الحراك الجنوبي ، في الوقت الذي توقع الجميع أن الساحة ستمتلئ بأنصار الفيدرالية اليمنية والأقلمة ويتقدمون المسيرات مرددين شعاراتهم لإسقاط الحكومات الفاسدة وتغيير الفاشلة مهما يكن الذي وراء هذا التصعيد كما تشير بعض المعلومات على أن المجلس الانتقالي هو وراء هذا التصعيد طالما يهدف إلى تحقيق مصلحة الجميع تأكيداً بأن يده ممدودة للجميع .فماذا وراء هذا الخذلان والتغيب لأصحاب الفدرالية والأقلمة عن الاحتشاد وامتناعهم عن الاحتجاج ؟ هناك تفسيرين اثنين أولهما أنهم يدعمون حكومات الفساد اليمنية ، وثانيهما أن لا وجود لهم بالخالص في عاصمتنا عدن وفي جنوبنا العربي ، ولا داعي للتطبيل لهم عبر الأبواق المأجورة يصدّعون رؤوس الناس بالأقلمة ومخرجات حوار وطني يمني . فمن يوم غد الثلاثاء أولئك الجنوبيون الأحرار في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لتحرير واستقلال الجنوب قرروا إسقاط شعارات إسقاط النظام والتغيير ورفع شعارات الاستقلال واستعادة دولة الجنوب العربي ذات سيادة ، سنرى إن كان هناك فرق للاحتشاد في الساحة وتوافد الافواج من كل مديريات عدن تصعد احتجاجاتها وأن الحشود مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي سواء إن كان وراء التصعيد أم لا الذي عليه أن يترك أن هؤلاء هم من فوّض القائد عيدروس قاسم الزبيدي . وعلى اعضاء رئاسة المجلس ودوائره الغير حراكيين أن يدركوا أن لا طريق يسيرون عليه سوى طريق إرادة الثورة الجنوبية العربي ممثلة بالحراك الجنوبي وأن لا خيار إلا خيار قيام دولة الجنوب العربي عاجلاً وليس آجلاً .