( في دبي قلنا لهم أفهموها قبل أن تفتحوها، قالوا أنتم جنوبيون عندكم ثآر مع الشمال ) أما أن يغلقونها فهذا لم يعد ممكنا الآن بعد أن فتحت على مصرعيها فمن فتحها يتحمل شرورها! اليمن تنتظر(( عملية إعادة الأمل)) مش الاغلاق يا طويلين العمر؟ ما هكذا كان العهد والالتفاق؟ هذا لعب عيال وعبث أطفال عيب وحرام ولا بجواز في الإسلام! وماذا ابقيتم للشرعية اليمنية وماء وجهها المراق! إذا اغقتوها والقوى الانقلابية التي حاربتوتها هي التي تتحكم بالعاصمة؟ لم يعد شيء في اليمن يستحق الاغلاق! وماذا عن حلافائكم بالحرب الذي ضحوا بالغالي والرخيص في التصدي للملشيات المدعومة من إيران هل هذا هو جزائهم بعد ثلاث سنوات من الحرب والضحايا والتدمير والدمار؟ الا تأمنون بدعوة المظلمون ياعرب اليوم ؟ لو اغلتوها قبل أن تبرو بوعدكم وعهدكم وتعيدون لها الأمل سوف تصيبكم دعواتها ! افهموا المعنى ولملومها بدلا من هكذا قرارات خائبة مثل العاصفة التي طلعت فشنج ! إغلاق اليمن ليس حلاً لازمتها بل يزيد من اشعالها وطالما وقد فتح صندوق باندورا مرة واحدة فلا جدوى من اغلاق ابدا. وحينما يكون الحصان على شفا الهاوي فلا جدي من شد اللجام! والسلام ختام واليكم الحكاية من منبع الحكمة والذكاء والعلم والفراسة اثينا العظيمة واليكم حكاية صندوق باندورا الأسطوري الشهير في الميثولوجيا اليونانية لمن يعتبر بالأساطير طبعاً! قال أغلقوها قال بعد أيش يغلقونها؟! ما هو صندوق باندورا ؟ صندوق باندورا في الميثولوجيا الإغريقية هو صندوق كانت تملكه باندورا و كان مليئا بكل الشرور كالجشع و الغرور و الإفتراء و الكذب و الحسد و الوهن و الرجاء. بعد سرقة بروميثيوس النار أمر زيوس ابنه هيفيستوس بخلق المرأة باندورا كجزء من العقوبة للبشرية. و تم إعطاء باندورا الكثير من الهدايا من طرف أفروديت و هيرميز و الكارايتات و هورى. لكن بروميثيوس حذر أخوه من أخذ أي هدية من زيوس حتى لا تكون طريقة انتقامية. لكن إبيميثوز لم يصغ لأخيه و تزوج من باندورا التي كانت تملك صندوق الشرور الذي أهداها إياه زيوس، وفِي ليلة الدخلة فتح الصندوق وخرجت منه كل شرور باندورا! وعندما خرجت كل الشرور حاولت باندورا إغلاق صندوقها لكن يا للأسف بعد أن خرجت منه الشرور ويستحيل إرجاعها ولم يتبقى في قعر السحارة إلا قيمة واحدة لم تخرج وهي الأمل. وهذا هو كل ما بقي لليمن الأمل الذي ظل بالقاع ولازال ولكن لم يأتي أو يستعاد من أي مكان خارجه هو في الداخل باقي على الدوام رقم شرور باندورا التي تحاصره من كل مكان! قالنا لكم أفهموها قبل أن تفتحوها قلتوا أخرجوا من البلاد! واليكم ورقتي التي قدمتها الى مجلس التعاون الخليجي ومؤتمر الرياض ومركز الشرق لصناعة القرار في الإمارات قبل العاصفة بأسبوعين، في ندوة اليمن الى اين ؟ الذي نظمها مركز الشرق للأبحاث في 18مارس 2015م كنا هدى وسمير وفتحي وأنا قدمت دراسة بعنوان: رؤية اليمن من داخل النفق وفِي أوسع الأفق .. عصبية السلطة والولاء بالجنوب والشمال من خمسين صفحة من القطع الكبير، ونشرتها قبل أيام من مؤتمر الرياض، وسلمت نسخة منها الى إبراهيم مرعي في فندق رنسيس حينما كان وحدوياً عروبياً قومياً أكثر من علي محسن الأحمر ذاته! إذ عرفته عبر وساطة جزائرية وحاولت تفهيمه حيقية الأزمنة اليمنية ومعنى القضية الجنوبية العادلة! ولكنه كان في سكرة العاصفة وقناعتها المسبق شديد الإصرار عن عدم الفهم واتذكر الآن أنه رد علي حينها بعد حوار مضي قائلا يادكتور الله يحفظ أنسوا الآن الجنوب تلك قضية جزئية صغيرة ولدينا قضية قومية كبيرة هي اليمن والجزيرة والمنطقة العربية في مواجهة الهيمنة الإيرانية، قلت له باللهجة الجزائرية لابأس عليك! كان ذلك اللقاء اليتيم بعد اسبوعين من العاصفة ثم توادعنا وكل منا ذهب الى حال سبيله؛ هو ذهب الى القنوات الأخبارية يتحدث عن اليمن التي لم يفهمها وأنا ذهبت الى مكتب الهجرة والجوازات في الرياض أبحث عن وسيلة لتجديد الإقامة التي أنتهت قبل تمكني من العودة الى عدن بسبب الحرب والعاصفة ولكنني للأسف الشديد لم أجد السبيل مما أضطرني الى دفع الغرامة كل عشرين يوم عن كل دقيقة تأخير! وهكذا كانت بداية الحكاية فكان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر. والشهود احياء. وهكذا هو الحال دائما: نادراً ما فهمتوني ونادراً ما فهمتكم أما حينما نسقط كلنا بالوحل حينئذا فقط يمكن أن نتفاهم! وهل هناك وحل أوحل من هذا الذي سقطنا فيها ياطويلين العمر؟! والله من وراء القصد