لعل الجميع اصبح اليوم يدرك ان المشهد اليمني على غاية من التعقيدات وان محاولة فهم مكونات ذلك المشهد يستوجب قدرآ كبيرآ من المتابعة والجهد والموضوعية وبعيدآ عن الانحياز.. لهذا الطرف او ذاك .. وبعيدآ عن المنطلقات الايدلوجية والسياسية كأدوات للتحليل ذلك هو ما نراه اليوم طاغيآ على سطح اغلب الرؤى والقراءات المتناولة للشعب الجنوبي. وقد لعب الاعلام بعد الحرب دورآ كبير في تأجيج الأوضاع في البلاد وفي تحريك الرأي العام الجنوبي وتوجيهه عبثاً ويتحمل الاعلام مسؤولية كبيرة عن الحالة التي وصل اليها شعب الجنوب انه اعلام بلا رقيب ولا حسيب يعمل وفق أجندات حزبيه ومناطقية لا يحكمها الحد الادنى من المهنية والاخلاق. وكان احرف كلمات الاعلام اشد وطئاً على الشعب من رصاص البندقية. حيث انتشرت القنوات والاذاعات الفضائية والصحافة المتخفية كالفقاقيع. واغلب القنوات الفضائية والصحف المحلية هي ملك احزاب ورجال اعمال مشاركين بالتدخل السياسي. حتى ان المواطنين اليوم في عدن لم يعد يدرك حقيقة ما يجري في البلاد واصبح مصاب بإحباط شديد تجاه التحرير والاستقلال التي اصبحت تطفو كأحلام اليقظة. ويتحدثون عنها بسلبيه شديده وهذا هو الخطر المحدق.. فالشارع الجنوبي اليوم اختلطت عليه الأمور واصبح محكوما بها جسد الخوف والحيرة على مصير البلاد امام الاوضاع الحالية.