إنّ ما يحصل اليوم في الافراح سواء كانت عقد قران أو زواج أو حتى الاحتفال بعودة غائب من إطلاق الأعيرة النارية في الهواء وربما إذا كان أصحاب الفرح ذو وجاهه ومكانة عالية ومحبوبين من قبل أهل الحي والمدعوين لارتفعت نسبة تسليح الفرح وبالغ الحاضرون في استخدام أنواع شديدة الانفجار ومحدثةً لضوضاّء فائقة تسمع مَن لا يسمع أن فلان أو أبن فلان أو أبنة فلان يحتفل بأفراحهم أو حتى أعياد ميلادهم0 الأفراح في أيامنا هذه أفراح معسكرة مبندقة بكل أصناف السلاح الخفيف والمتوسط ولم يبقى إلا أن نشاهد السلاح الثقيل من دبابات ومدافع وربما حاملات للصواريخ ، إذا استمر الحال على ما هو عليه اليوم من انتشار لحمل واقتناء للسلاح من غير ترخيص على أقل الاحوال منع صغار السن من المراهقين دون الثامنة عشر من حمل السلاح على الاطلاق0 الأفراح بالأمس الذي ولى ونتمنى عودته وعودة الأمن والاستقرار والطمأنينة والانضباط وقبل ذلك عودة هيبة الدولة التي انتهكت بعد الوحدة المباركة زعموا واختنقت بعد الربيع العربي وأعلنت انتحارها ووفاتها بعد حرب 2015م0 أفراحنا بالأمس فرح وطبول وغناء وأهازيج ورقص ومباركات ومراسم تبعث على الفرح والسرور وليالي ملاح في أيام ربما تتجاوز اليومين أو الثلاث وفيها مراسيم كرنفالية تبعث على الفرح والسرور ولا يسمع إلا تغريد المطربين وزغاريد النساء وهتافات الرجال والاطفال المرافقين للعروسين ومزامير أبواق السيارات والمدعون يغدون ويروحون في أمان وسلام وموائد عامرة بوجبات العشاء والغداء والذبائح وأهازيج تتمايل معها النسوة والرجال في مواكب كرنفالية مهيبة 0 أما الافراح أعراس وغيرها من المناسبات السارة تحولت إلى كوابيس وأفلام رعب يمارس فيها كل طقوس الخوف والتخويف مدعين أنهم يعيشون حالة من الفرح والسرور وهم في حقيقة الامر يعبثون بالأموال والاوقات والارواح ويسببون القلق والخوف للأمنين غير مبالين بالأطفال النائمون والمرضى الهاجعون وأصحاب الاعمال الذين هم بحاجة إلى الراحة في بيوتهم بعد قضاء نهارهم في انجاز الاعمال0 إنّ الافراح اليوم تحولت إلى ساحات لعرض صنوف الاسلحة والذخائر واستعراض لمهارة الرمي من مختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة من قبل شباب لا يعون معنى استخدام السلاح في قلب الاحياء السكنية المزدحمة بالمواطنين0 اليوم إذا شرع في حي من الاحياء البدء في التهيئة لا قامة فرح انزعج سكان الحي وتوجسوا بل اصابهم الخوف والهلع من المخاطر التي قد تنجم عن اقامة الفرح أقلها الازعاج الذي قد يطول إلى قرابة الفجر ناهيك عن الخوف الناجم عن استخدام الاسلحة واطلاق الاعيرة النارية في الهواء غير مبالين إلى أيِّ مكان سيكون راجع ذخيرتهم0 واذا قرب موعد حضور العروسين اشتدت الضائقة بالمواطنين لانّ لحظة حضور العروسين تتحول إلى ساحة تسليم للأسرى من قبل الطرفين المنظمين للمعركة عفواً الفرح وأعني بهم أهل العريس والعروس، نعم أنّها ساحة قتال وتسليم للأسرى فترتفع وثيرة اطلاق الاعيرة النارية على صورة جنونية غير مسبوقة 0 أيها الاباء والامهات والاقارب والاصحاب نعم من حقكم أن تفرحوا بعرس من تحبون ولكن بما هو مألوف ومعقول فبدل انفاق النفقات في شراء الذخيرة والعبث بأروح الناس أقيموا الموائد ولو في أضيق الحدود فهذا من الكرم ومن الاشياء التي فيها نفقات في وجوه الخير ولربما استضفتم جائع أو جار ما ذاق طعم اللحم منذ فترة بذلاً من اخافته وازعاجه وادخال القلق والخوف إلى نفسه وأطفاله0 أما الجهات الامنية ممثلة بالشرط فدورها ضعيف ومحدود وهي تستأثر الانكماش والبعد عن مواطن الاحتكاك في ظل ما تعيشه البلاد من انفلات أمني واستخدام واسع للسلاح دون رقيب أو حسيب في ظل ثقافة العسكرة التي تعيشها البلاد بعد الحرب الغاشمة التي استطاع الجنوب الخروج منها ولكنه لم يتخلص من أثارها إلى اليوم0 فهل من يعقل ويعيد الامور إلى نصابها كي تعود السكينة إلى الغالية على قلوبنا وتاج رؤوسنا عدن، هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟