كم كانت فرحتنا لا توصف بتأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي والذي أعطانا الأمل والحلم الجميل بعد معاناة وقهر وذل طيلة تلك السنين . واستبشر المواطن بعودة الحق لأهله ونصرة المظلوم وتحقيق الأمن والأمان للخائفين ، وعون المعوزين من تقطعت بهم السبل وصاروا ومن يعولونهم بالموت جوعاً مهددين ، فليس بالتسول بإسمهم وكأنهم شحاتين!!
ولكن بسعيكم لضمان تسليمهم معاشاتهم وحقوقهم بكرامة لا مهانين ...فهل ما ترونه اليوم في الجنوب وعاصمتها عدن يسر الناظرين!!! وهل تأسيسكم للمجلس كان دافعه ومحفزه إحساسكم بآلام الجنوبيين وتضحياته بآلاف الشهداء والجرحى والمقاومين، والوفاء بالعهد الذي لأجله باعوا أنفسهم رخيصة ليبقى الجنوب عزيزاً كريماً طاهراً من دنس المحتلين !!!
أم أن تأسيسكم لمجلس يحمل هوية شعب أصيل وقضية أمة توارثت الكبرياء جيل بعد جيل ،جاء بقرار من خارج حدود أرض الجنوب المحتل !! نعم محتل لأن مجلسكم معتل ولهذا نرى مجلسكم لكأنه مركز أجنبي للبحوث الإستراتيجية !!! فلم يتبنى قضايا وطنه ومعاناة شعبه وهمومه وآلامه !!! بل ولو افترضنا أنه مركزاً أجنبياً أليس من الواجب عليه أخلاقياً ومهنياً بحثياً واستراتيجياً سيما من خلال جولاته التفقدية لمحافظاته وهو يلامس كل يوم في الجنوب واقعاً مزرياً وظلماً متفشياً وفساداً معلناً و عبثاً واستخفافاً بمواطنيها وتعذيباً، أن ينصف هذا الشعب فيصدر بياناً وتقريراً مفصلاً عن كل تلك الجرائم القذرة والتي تطال الجنوب أرضاً وإنساناً !!!
هل ترون كل ما يحصل من تدمير ممنهج للجنوب إقتصادياً وامنياً وأخلاقياً واجتماعياً ؟ أين أنتم يا ،،مجلساً ،، وكيف أرجو ممن إسمه يدل على فعله!! وإلى متى ستظل جالساً ؟ إلى متى وهذا الشعب يأكل بعضه بعضاً والموت البطيئ يغشيهم ويفنيهم فرداً فرداً !!! وأنتم لا زلتم في برج عالٍ و عيش رغيد وقصر مشيد ، والله علينا عليكم شهيد..
إلى كل متعصب جاهل أعمته مناطقيته وسلبيته وافتقاره الشجاعة في قول الحق لمن هو أحق ، وصفق لمن خدره بأعلام وصراخ ونشيد دون تأصيل ورؤية واضحة المعالم كوضوح قضيته وحقه الأكيد.. ظللت أرسم ملامح الحرية مذ أن أعلن عن تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي وكأني مولود جديد ، وتوسمت الخير منه والفعل الرشيد ، وإذا بي أرى حلمي يتبدد وتحول لكابوس شيطاني مريد ..
رأيت ما ترونه .. وهل ترون مثلي ما أرى !!! و لا عجب إن قلتم عني بعد قولي عن ما رأيته وكأني وحدي في الوطن غريب .. خائن ، مرتزق ، عميل للمحتل ، وتلك حجة التافه البليد فلو دقق النظر جيداً لأبصر ببصيرته قبل بصره .. نعم رأيت ..
حياة وأي حياة مخيفة وتسلط مهين ممن كانوا لأسيادهم القتلة والمجرمون عبيد !!! رأيت ظلماً فاحشاً لم ولن يشهده تاريخ البشرية منذ أن بدأ الله الخلق و حتى يعيدهم من جديد!! وبالمقابل رأيت عجزاً مخزياً وصمتاً عجيباً ممن أبهرونا بخطابات الفاتحين الصناديد وكأنني أرى خالد بن الوليد !!!
وأعلم أن قولي لن يجدي مع البعض نفعاً ولن تعيه عقولكم فهماً .. فلست سوى مواطن جنوبي فقير إلى خالقه عشق تراب أرضه حد الثمالة ولا أرى أمامي أي معوقات تصدني للدفاع عن وطني بكل ما أملك .. ولا يستطيع أحد أن يسخرني فيما لا يملك.. لسبب بسيط وهو لأني محرر من كل قيد حزبي أو مناطقي أو طائفي أو فيروس قاتل لكرامتي !!
فأكرموني قبل أن تتهموني أيها الجنوبيون بالتمعن في فحوى رسالتي .. وتفضلوا علي مشكورين بإيصالها للمجلس الإنتقالي الجنوبي.. واخبروهم أن الشعوب الحرة لم ولن تكن مرهونه بالأجنبي.. ولنسأل أنفسنا ك شعب ما سبب تعثرنا إن كنا شعب حر أبي !!! وفي الإجابة عملاً أيها الشعب خلاصك وسعادتك بعد التعب.