السيد الرئيس : (عبد ربه منصور هادي) – (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) – وأنت الراعي الأول عن أحوال البلاد والعباد في ضل هذا الظرف الاستثنائي المضني , الشائك , الخطير , المعقد . أخاطبكم بصفتكم رئيساً وابناً للجنوب واحد قياداته في مراحل مختلفة من عمر الثورة والدولة . وعلية : نقرا على مسامعكم ما تجيش به الصدور وما تجود به الخواطر . لقد حدث في عدن مؤخراً ما لم يحدث من قبل من عمليات تزوير وتجنيد فاضحة واضحة وغير قانونية قام بها قادة عسكريون وأمنيون كانوا في عهد (عفاش) – فسدة صغار فصاروا في ظلكم وعهدكم فسدة كبار – قادة أسندت لهم مهمة تجنيد العسكريون والأمنيون الجدد والتأكد من هوية العسكريون القدماء فزوروا الرتب ومنحوا المرتبات لغير مستحقيها وأعادوا الموتى من قبورهم إلى الخدمة ورفدوا الجيش والأمن بكتائب من النساء والأطفال والمعتوهين والصعاليك من أصحاب الحظوة مستغلين بذلك الوضع الاستثنائي الملتهب الذي يمر به الوطن وعلية فإننا نرى انه من واجبنا وحقنا ومعنا كل الشرفاء على امتداد الساحة الوطنية الجنوبية الحالمين بوطن خالي من الفساد والمفسدين بان تشكل لجنة تحقيق تبحث مع المتورطين في عمليات النصب والتزوير والتجنيد الغير مشروع إلى المحاكمة العاجلة والعادلة . يحدث ذلك اليوم وعلى رؤوس الأشهاد وهذا ما لم يحدث في عهد عفاش حيث كان يمنح الرتب والمرتبات المحدودة لبعض من مشايخ القبائل ويحيلهم فوراً إلى مصلحة شؤون القبائل ويوزع سيارات (برادو) – عطايا وهدايا (للطراطير والمماعير ) ..!! من اجل كسب ولائهم المطلق . الأخ الرئيس : في هذا الوطن التعيس وشعبه اليائس البائس 85% يعيشون تحت خط الفقر البعض منهم يقتات مما تجود بها الزبالات بينما قادة جاءوا إلى هرم المؤسسات العسكرية والأمنية والإدارية من رحم الفاقة فباتوا اليوم يمتلكون العقارات والعمارات والأرصدة في بنوك بيروت والقاهرة وروما وباريس ولندن وفرانكفورت وجنيف – قادة كهولا أضحوا بين عشية وضحاها من أصحاب المليارات – هؤلاء في غالبيتهم المطلقة تتلمذوا في مدارس الفيد – (العفاشية والأحمرية )- يعدون انتزاع حقوق الآخرين وقوتهم جزء من قيم الرجولة - قادة كهؤلاء – جلبوا لنا آفات باب اليمن إلى بوابة بندر عدن وأضافوا عليها وتحولوا إلى لصوص من الدرجة الأولى مع مرتبة الشرف الطقم العسكري يلطشوه وغذاء الجند ينهبوه ويتم الاستقطاع الجائر من رواتب الجنود الغلابى وصل الخصم الى نصف الراتب . تكرم الأخ الرئيس هؤلاء القادة الذين يأتمرون بأوامركم من كل مائة نعال ينشلون نصفها وكل قائد من هؤلاء يريد أن يرفد وحدته العسكرية والأمنية بأكبر عدد ممكن من الجنود المستحدثين ليستقطع اكبر قدر ممكن من حقوقهم ومستحقاتهم المكتسبة , هؤلاء القادة تاجروا سياسياً بمواقفهم واثروا مادياً ثرائاً فاحشاً على حساب ألآم البسطاء ومعاناة الفقراء من أبناء الوطن . الأخ الرئيس : هؤلاء القادة جعلوا من المرافق والمؤسسات الحكومية العسكرية والأمنية إقطاعيات خاصة وعلى ما يبدوا أنهم استعموا إلى نصائح الإخوة الخليجيين بان الاستقرار الحاصل في المنظومة الخليجية مردة ومرجعه إلى الحكم الأسري العائلي المطلق وبناء على ذلك يريد كل من هؤلاء القيادات بناء إمبراطوريته وحكمه الأسري في مربعه الأمني والعسكري والإداري , نسوا وتناسوا أن منظومة الحكم الخليجية حكمهاً وراثي وتختلف عن واقعنا شكلاً ومضموناً . الأخ الرئيس : عدن ابتليت بأزمات متتالية متعاقبة كثير منها أزمات مفتعلة من قبل ولاة أمور أهلها ورعاة مصالحها , أزمات متصاعدة في الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية وأزمة مرتبات وتحولت عدن إلى كومة من القمامة انتشرت معها الأمراض الوبائية وقبلها وبعدها توجد أزمة أخلاق وضمير لدى هؤلاء المسئولين وهذه هي الآفة والطامة الكبرى . الأخ الرئيس : شعبنا الصابر المرابط في الجنوب يذوق المرارات والعذابات خلال عقدين ونيف من الزمن عجاف وما زال يعاني – إن لم يحدث تغيير جوهري وفعلي اليوم قبل الغد ينعش الآمال ويحقق بعض من الأحلام فإننا قادمون على كارثة ساحقة ماحقة ومقدماتها ومفاعيلها على ارض الواقع واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار . الأخ الرئيس : الحديث ذو شجون عن جيش وامن (ج . ي . د .ش ) – ممن تم إحالتهم تعسفاً وقسراً إلى التقاعد المبكر جراء حرب 1994م العدوانية الظالمة التي كان مسرحها الجنوب وبهذا الصدد يقال الكثير حول عناصر هاتين المؤسستين الوطنيتين ولكن على ما يبدوا أن هناك قرار منع عودة تلك العناصر إلى أعمالها والاستفادة من خبراتها فالمخطط الإقليمي والدولي يريد تغيير العقيدة السياسية والعسكرية والأمنية والقتالية لهاتين المؤسستين – نحن مع الأشقاء والأصدقاء في أطار الثوابت ومصلحتنا الوطنية العليا وأية امتهان وتجاوز بهذا الصدد قد يزيد الطين بله في ظل الوضع المحتقن وقد يتسع الشرخ على الراقع وتصبح معها الأمور أكثر تعقيداً ولهذا نأمل الضغط بهذا الاتجاه وبما يمكن من عودة العناصر الأمنية والعسكرية إلى وظائفها ممن لديهم القدرة على أداء الواجب العملي . الأخ الرئيس : وجودكم الدائم في عاصمة المملكة العربية السعودية (الرياض) – خطاء استراتيجي قاتل ونعلم أنكم واقعين بين فكي كماشة وتحت ضغط التحالف فلم يسمحون لكم بالعودة والإقامة بالعاصمة عدن لان عودتكم إلى عدن ستمكنكم من ترتيب الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية وبما لا يرغب به اللاعبين الأساسيين وصناع القرار على المستوى الدولي والإقليمي – فالطبخة تتم على نار هادئة وبعد ترتيب الأوضاع على مختلف المستويات والصعد وبما يتفق والأهداف السياسية المعلنة وغير المعلنة لتلك القوى وحال نضوج الأمور واستكمال الآليات المطلوبة والمرغوبة لتلك الأطراف معها و بها تنتهي اللعبة السياسية (فينكشف المستور ويبان المحظور ) ..!!- وسوف يتم إيقاف الحرب المسعورة بصورة أو بأخرى وتفرض الحلول – و – (اقبل يا عبد المقصود بالموجود ) ..!!. . الأخ الرئيس : عودتكم إلى عدن ضرورة ملحة كانت ومازالت بالأمس قبل اليوم ولكن للواقع أحكام فبين الواقع والممكن بون شاسع – فعندما تحدث هزةً أرضية بسيطة في أية بلد من بلدان العالم المتقدم والمتخلف وتخلف بعض الأضرار المادية والبشرية يقطع رئيس الدولة المعني بالحدث زيارته الخارجية ويعود إلى وطنه فوراً ليتابع ويدير الموقف على الأرض عن كثب وانتم منذ عامان ونيف تقيمون في عاصمة المملكة (الرياض) – والمعارك طاحنة وعلى أشدها والضحايا بالآلاف والجوع بلغ الحناجر والمجاعة ضاربة أطنابها وعلى أشدها (والله لو تعثرت بغلة على نهر دجلة لساءل عنها عمر) ..!! . الأخ الرئيس : نخاطبكم من القلب والتفكير والوجدان والضمير وكل جوارحنا وبما يمليه علينا ضميرنا – عدن اليوم أضحت متفحمة – عدن المنارة والحضارة , عدن الحاضرة والحاضنة والحضن الدافي أضحت خرابه , اليوم عدن تدمي لها القلوب وتضطرم لها الأفئدة وتشتعل لها رؤوس الولدان شيبا وهؤلاء العابثون لأمن رقيب ولا حسيب عليهم ولا وازع من دين أو رادع من ضمير , هؤلاء القيادات لم يستفيدون من عبر ودروس الماضي ولم يراعوا معطيات الحاضر ولم يستشرفون المستقبل . الأخ الرئيس: لقد كسبتم شرعيتكم حقاً من التضحيات الجسام لأبناء الجنوب التي سطروها في ميادين الشرف والبطولة فكانوا لكم نعم المساند والنصير ومن القرار الأممي رقم (2216) – ولم تكسبوا شرعيتكم من الملايين (ألسبعه) ..!! – التي ساقوها لكم كالقطعان سوقاً – (زنادقة وأوباش ) – باب اليمن لأغراض في نفس يعقوب ويعلمها الله ويدركها الراسخون في العلم , هؤلاء النماذج من البشر غدروا بكم وحدث ما لم يكن في حسبانكم وعلية فان لأبناء الجنوب وفي مقدمتهم مناضليه حق عليكم وهو الاعتراف الصريح الفصيح في حقهم في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم المسلوبة فكن رديفاً وداعماً وعضداً لقضية شعبكم العادلة فلا قضاضة في ذلك كن حكماً وحاكماً عادلاً واترك الخيار للشعبين في الجنوب والشمال يقرران مصيريها بنفسيهما . الأخ الرئيس : (لقد جاء السيل وطمى على الغيل ) ..!! – وكل حدث يجب ما قبلة والواقع اليوم مختلف وخصوصاً واقع ما بعد الحرب والوحدة أضحت (مغدورة مقبورة) ..!! – وأنت اليوم المسئول الأول أمام الله والتاريخ والمجتمع – (افعلها وأستريح ) ..!! – وهذا يعد براءة للذمة ومسك ختام لمشوار حياتك السياسية فعد الأمور إلى نصابها والحقوق لأصحابها وفي حال عدم الإقرار بالواقع المجسد على الأرض وقبلها وبعدها في العقول والنفوس قد تخرج الأمور عن نطاق السيطرة ويحصل ما لا يحمد عقباه وستكون نتائجه وخيمة وعواقبه كارثية على الوطن أرضا وإنسانا .