اختتم ملتقى أريج العاشر الذي شارك فيه 500 صحفي ومدرّب استقصاء عربا وأجانب والذي تنظمه الشبكة ، بعشرون جلسة حوارية تمحورت حول تحدّي الأخبار المزيفة، التحوّل العالمي نحو الإعلام الرقمية، السرد البصري، التصوير وتجارب الاستقصاء في مناطق النزاع والحروب. عرضت في الجلسة الفروق الجوهرية بين تقديم القصص الاستقصائية بالطريقة التقليدية “Linear” والأسلوب الرقمي التفاعلي. ولخّصت محاضرتها بالقول: "إن النص الطويل قد مات". ودعت الضامن الأريجيين إلى الاستعداد للعصر الذي يتخلّى فيه الجمهور عن وسائل الإعلام التقليدية.. مؤضحا أن الانتاج الرقمي، يستهدف تطويع التكنولوجيا لخدمة المحتوى، أشارت الضامن إلى أنه يرمي أيضا لتطويع المحتوى ليتناسب مع "عقل التكنولوجيا".
أكد ديفيد كي جونستون الصحفيين الاستقصائيين على الحفر وسط الجبل الكبير - بحسب وصفه للوصول إلى المعلومات وفي جلسة بعنوان: "التحقق من الشركات والحكومات"، دعا جونستون نظرائه العرب إلى الوصول للموازنات والتقارير السنوية السابقة ثم تحليلها وإجراء مقارنة بين النسب القديمة والجديدة.
وأدار الزميلان د. خالد ناصر وغافين رئيس جلسة حول "كيفية التعامل مع الصدمات النفسية والعصبية الناتجة عن العمل الصحفي في الميدان".
من جانبه استعرض الإعلامي يسري فوده تاريخ تزييف الأخبار منذ 1285 قبل الميلاد بيد رمسيس الثاني. كما ذكر فوده – في جلسة تحدّي الأخبار الزائفة - أمثلة حيّة عن التزييف؛ منها التلاعب بالصور، العناوين والإخراج الصحفي.
وأجمع المتحدثون في جلسة أدارها الصحفي الاسترالي إيفو بوروم على ضرورة ترسيخ صحافة الاستقصاء والصحافة المهنية في مواجهة الأخبار الملفقة ومحاولات التضليل، وطالبوا الصحفيين ومؤسساتهم بالتحقق من صدقية المعلومات باعتبارها متطلبات مهنية ملحة وسط تدفق المعلومات.
وأكد المدير التنفيذي لشبكة الصحافة الأخلاقية، ايدن وايت، على أن المعلومات تمثّل "نفط القرن" و "منجم ذهب"، ما يجعل السيطرة عليها أحد مقومات الحصول على القوة والمال، مشيرا إلى أن سيطرة شركات كبرى يتيح لجماعات وأفراد اللجوء إلى تزييف الأخبار، التي يجب تعريفها بأنها "فبركة مقصودة للأخبار بنيّة الخداع".
وأشار المؤسس المشارك ل OCCRP، درو سوليفان، إلى مخاطر فوضى المعلومات ما يفتح المجال لنشر أخبار ملفقة وتقويض صدقية الإعلام. وقال سوليفان: "المعلومات الصحيحة والموثقة هي الوسيلة الفعّالة في مجابهة الأخبار الملفقة".
واتفق الصحفي الاستقصائي في شبكة إن بي سي الأميركية، اندي لرين، مع طرحي وايت وسوليفان، وحذّر من تلاعب شركات، أشخاص وحكومات بصحفيين ومحاولة استخدامهم حتى يكونوا جزءا من عملية نشر الأخبار الملفقة. *من/خديجة الكاف