بالترهيب والترغيب، نجح الحوثيون في اخماد انتفاضة صنعاء، فيما بدأ الشماليون بالفرار صوب الجنوب لأول مرة، بعد ان دخلت صنعاء في اتون الفوضى والحرب الطائفية والتصفيات السياسية. اما مدينة تعز التي يتقاسم النفوذ فيها الحوثيون والإخوان، خرج الأهالي في تظاهرات تطالب بتحرير المدينة من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح. كشف مصدر مقرب من جماعة الحوثي الانقلابية في صنعاء، عقد الجماعة اجتماعاً سرياً الخميس الماضي، بعد اغتيال الرئيس السابق علي صالح، لقيادات ووزراء من الجماعة المتمردة الموالية لإيران، أبرزهم صالح الصماد ويحيى الحوثي وأبو علي الحاكم، وعدد من الخبراء الإيرانيين واللبنانيين. وأوضح المصدر، حسب صحيفة "الوطن" السعودية اليوم الثلاثاء، أن الاجتماع السري والعاجل، خصص لمناقشة الأوضاع الراهنة والمستقبلية بعد مقتل صالح، وردود الأفعال القوية الشعبية عليه، فضلاً عن تهدئة غضب المواطنين. وتقرر حسب المصدر، صرف نصف راتب للموظفين، في خطة مبدئية لتهدئة الأجواء المشحونة، وشغل المواطنين، في وقت وصلت أسعار المواد الغذائية والأساسية في مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين إلى أرقام هائلة بسبب الفوضى الأمنية والسياسية. وأضاف المصدر "أن الحوثي يسعى من هذا القرار إلى الإساءة إلى الرئيس الراحل، علي صالح، وتشويه صورته بين الناس، بادعاء الرواتب المصروفة متأتية من الأموال المصادرة في بيت صالح بعد مقتله". ومن جانبه أشار السفير اليمني السابق في سوريا، عبدالوهاب طواف، إلى أن الميليشيات الحوثية تتمتع بمخزون مالي كبير، بفضل إيران على امتداد العامين الماضيين، إلى جانب ما تبقى من البنك المركزي، ما يمكنهم من صرف جميع الرواتب المتأخرة، مشيراً إلى أن خطوة صرف نصف الراتب، هدفها تشويه الرئيس الراحل، ضمن مخطط "لتجريم أي تعاطف مع صالح، وتبرير اغتياله، قبل توسع المظاهرات والانتفاضة الشعبية التي انطلقت قبل مقتل الرئيس السابق". مطالبات بتحرير تعز من الحوثيين نظم العشرات من اليمنيين في مدينة تعز اليوم الثلاثاء، تظاهرة للمطالبة ب"تحرير ما تبقى من المحافظة من سيطرة الحوثيين". وأظهرت المقاطع المصورة واللقطات على منصات التواصل الاجتماعي، رفع المتظاهرين لافتات تطالب التحالف العربي والجيش اليمني، بسرعة استكمال تحرير المحافظة. وكانت المصادر اليمنية أفادت باستمرار ميليشيا الحوثي في قصف مناطق مختلفة من المحافظة مخلفة العديد من القتلى والجرحى. نزوح جماعي لسكان صنعاء نحو الجنوب أعلنت مصادر حكومية في جنوباليمن أن نحو 1500 أسرة وصلت من صنعاء إلى محافظة حضرموتالجنوبية، هرباً من بطش الميليشيات الإيرانية، ونزح عدد مماثل إلى أبين، وعدن، وريف تعز، والضالع. وقالت مصادر عديدة في اليمن، إن "البطش والقتل والتنكيل الذي يمارسه الحوثيون في صنعاء، دفع السكان إلى الهرب إلى مدن الجنوب". ورغم الخلافات السياسية بين جنوباليمن وشماله، بعد الحرب التي أعقبت الوحدة اليمنية في منتصف تسعينات القرن الماضي، إلا أن سكان الجنوب سارعوا إلى احتضان مواطنيهم الهاربين من نيران الحوثي إلى الجنوب المحرر. وقال سكان إنهم أفرغوا منازلهم للنازحين من صنعاء، وأكد أحد الفارين من العاصمة اليمنية أن "الحوثيين لم يتركوا للناس شيئاً، صادروا كل شيء، ويلفقون تهمة الخيانة لكل من يصادفهم". وأضاف: "أوصلت أسرتي إلى حضرموت وسأعود إلى صنعاء لحراسة المنزل، خوفاً من نهب الحوثيين، أملك منزلاً كبيراً في صنعاء، وأخاف أن يصادره الحوثيون، الذين استولوا على منازل قيادات حزبية وحولوها إلى منازل لعناصرهم". ومن جهة أخرى قال حقوقيون في عدن إن المعلومات الواردة من صنعاء تؤكد انتشار الإعدامات، والإخفاء القسري لمعارضي الميليشيات الانقلابية، ما يهدد بإفراغ صنعاء من سكانها. يذكر أن هذه أول مرة ينزح فيها سكان العاصمة اليمنية إلى الجنوب، بعد أن بقيت عقوداً طويلة بعيدةً عن الصراعات المسلحة.