يبدو أن بن دغر لم يتعظ مما جرى لرئيسه المصروع علي عبدالله صالح من نهاية، كان (لصالح) السبب الأكبر في أن تكون كذلك ، كنتيجة لأعماله التي أقترفها بحق الأخرين . وعلى بن دغر أن يعرف أن استمراره في أي أعمال مضرة تمس الجنوبيين في أمنهم ومعيشتهم وخدماتهم وقضيتهم ، أو التي من خلالها يحاول السيطرة على عاصمة الجنوب (عدن) والاستقواء على المقاومة الجنوبية، لا يكون من شأنها إلا إضعاف الجبهات التي فيها تقاتل المقاومة الجنوبية بكل قوة وشراسة ، خاصة جبهات الساحل الغربي التي تحققت فيها انتصارات كبيرة بطرد قوات الحوثي منها و تحريرها ، بمعنى أن أي أعمال تآمرية من بن دغر ضد الجنوبيين في عدن ، تعتبر بمثابة تقديم خدمات للحوثيين أن يصمدوا في جبهات الشمال ، لأن المقاومة الجنوبية حينها سيكون لها شأن أخر مع بن دغر ومع من يريد أن يقويهم على الجنوبيين . تكون الأفكار شيطانية متى ما كان صاحبها ينوي من خلالها التعمد في الإضرار بالآخرين ، في دمائهم وحرياتهم وفي حقوقهم وأوطانهم، ولأننا لا نعلم غيب أفكار الآخرين ، إلا أنه ومن خلال بعض التصرفات والسلوكيات و الأقاويل يراودنا الشك في مرادها ، قد يكون بن دغر يحاول هذه الأيام أن يستقوي على الجنوبيين مقاومة وقضية ، و سياسة ، مستشعرا أنها فرصته ، وقد جاءت إلى عنده ، مستغلا ذهاب (صالح) وإلى الأبد ، ونزوح كوادر حزبه وقادة جيشه وعساكره من بعده إلى عدن ، مع من نزحت من الأسر المستحقة أن نفتح لها قلوبنا وبيوتنا وجنوبنا ، وأيضا مستغلا تحالف دول التحالف مع قوى الصريع (صالح)، حزب المؤتمر و قوات الحرس الجمهوري .
فهو أي بن دغر، يحاول أن يتقوى على الجنوبيين من خلال أهتمامه الغير عادي في ترتيب أوضاع كوادر وأعضاء المؤتمر ، وقادة وعساكر الحرس الجمهوري والأمن القومي ، الذين هربوا إلى عدن ، والأعداد الجيد في لملمة كيانهم من جديد ، ليجعلهم قوة فاعلة في يده ، يستخدمهم في الضغط على الجنوبيين سياسيا و عسكريا ، وخاصة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ومقاومته ، على أعتبار أن الجنوبيين لا يستطيعون في هذه المرة أن يمنعوه أو يقيدوه عن ما يراود مخيلته في تحقيق ذلك ، وأن هذه التركة التي خلفها صالح والتي جاءت إلى عنده على طبق من ذهب ، لم تعد هي تلك القوة التي كانت في عداء وحرب مع دول التحالف العربي ، وإنما هي اليوم قد صارت جزء لا يتجزئ من التحالف في حربه ضد الحوثي ، وأي أعتراض أو رفض من الجنوبيين عليها وعلى ما يوليها من أهتمام في ترتيب أوضاعهم الوظيفية والسياسية و العسكرية والاجتماعية، وخاصة إذا كان الأعتراض أو الرفض من المجلس الانتقالي الجنوبي ، فأن ذلك مايريده بن دغر مما يبطنه ، مكيفا ذلك أمام دول التحالف العربي ، كذبا وزورا كما هو عهد الأخوان والشرعية، أن الانتقالي الجنوبي مع الحوثي وأيران وضد التحالف العربي .
ونحن بدورنا وفي هذا المقال نحاول أن يوصل هذا المقال إلى بن دغر ، كنصيحة له حتى يبتعد نهائيا عما يدور في رأسه من أفكار شيطانية ، إذا كان فعلا قد اعتمدها في رأسه ، كمحاولة منه للقضاء على الانتقالي الجنوبي ومقاومته الباسلة ، وخدع التحالف فيما يظهره عنهما من صور زائفة أمامها .
نقول لك يا بن دغر : عليك أن تتعظ وتعتبر مما حدث لرئيسك (صالح) ، ومن يدري قد تكون أخر نقلة لك تنتقل إليها، هي الشرعية ، فمنها حاول أن تلعبها صح مع أهلك ووطنك (الجنوب) ، ولا تتبع الشيطان في الأساءة إليهم ، وأخذ من شيم أخلاقهم في عفوهم وتسامحهم وعلوهم عن الدناءات و المحقرات. هاهم اليوم يفتحون قلوبهم وبيوتهم ووطنهم للأسر النازحة من صنعاء ، بمن فيهم كوادر حزبك وقادة الجيش ممن كنا نطلق عليهم المحتلين وقتلة الجنوبيين ، أنها السماحة والثقة بالنفس ، بل هاهم اليوم أبناء الجنوب يقاتلون إلى جانب قوات الشرعية الممثلة بالأصلاح و المؤتمر ، لتحرير وطنهم (الجمهورية العربية اليمنية) من قبضة الحوثي وجبروته وسيطرته، أنها النظرة الصائبة والعقيدة السليمة، أن الحوثيين أعدائنا جميعا ، نحن وهم ، و يكون ذلك وفق أن الشمال لأبناءه، وأن الجنوب لأبناءه ، مسلما به عند جميع القوى الشمالية و الجنوبية .
أعتقد يا بن دغر أن مثل رجال الجنوب هولاء بشجاعتهم وأخلاقهم وبشدة تمسكهم بحقهم ودينهم والله معهم ، لن يتركوك تنفذ مشاريعك الشريرة فيهم ، وأمامهم لن تستطيع أن تقوي كيدك ومكرك ، ولن يصدقك أحد و ما عليك إلا أن تترك وتتخلى عن كل أفكارك الشيطانية التي تحاول بها الأستقواء عليهم .