من المعروف بأن اي مشروع سياسي يكون عرضه للربح والخسارة في سوق الإدارة السياسية في أي بلد ما ، وهنالك عرف متعارف عليه سياسياً بأن النشاط السياسي يبنئ على قاعدة ( المصالح القائمة وليس على الصداقات الدائمة ) فإن العمل بهذه القاعدة يمثل إضافة هامش أرباح إضافي أو الحفاظ على صافي الأرباح المحققة دون الوقوع في الخسائر لاستمرارية النشاط السياسي في تحقيق الأهداف بنهج فن الممكن وتاحة فرص التمكين على صعيد الأرض .. ومن خلال مقارنة الأرباح السنوية التي حققها مكون الانتقالي في العام 2015 على مستوى المحافظات الجنوبية المحررة والحقائب الوزارية في السلطة الشرعية الدستورية فقد تمكن من سلطات (6) محافظات وهي (عدن ، لحج ، الضالع ، سقطرى ، شبوة ، حضرموت ) بالإضافة إلى وزارة النقل والاتصالات السلكية , و كأن يستطيع أن يقلب موازين الإدارة السياسية على أن تكون تلك العناصر السلطوية من خلف الكواليس لا تظهر جليا على سطح عرش المكون الانتقالي وتتعامل مع الشرعية الدستورية لرئيس الجنوبي ( هادي ) وفق المصلحة السلطوية القائمة ببناء عسكري و أمني ومؤسسي مدني تحت يافطة الشرعية بتمكين عناصر المكون الانتقالية من وضع العمل الجماهيري إلى وضع سياسي و تنفيذي إداري فاعل لا تستطيع الشرعية ودول تحالف تجاوزه بجعل مكاسب القضية الجنوبية نافذه على أرض تلك المحافظات الجنوبية المحررة .. لكنهم للأسف ذهبوا لتعامل على قاعدة الصداقات الدائمة مع ( الإمارات ) لاقتناء الشاصات و FG والمساعدات المالية التي تدفع بالريال (السعودي) ولم يفكروا لماذا لا يتم الدفع ب( الدرهم ) لأن هذه الجزئية النقدية بذات تبين مستوى ديمومة الصداقة أو قطع أوصالها ، قبل القنوط من مصالح سلطوية( هادي ) القائمة ، ولكنهم بكل طيش وشطط سياسي خسروا السلطات على المحافظات الجنوبية وعادوا إلى مربع ( حراق الإطارات وقطع الطرقات والمظاهرات والاعتصامات ) على إنهم الممثلين السياسيين للقضية الجنوبية متناسين إن هناك مكونات قائمة للحراك الجنوبي لا يمكن أن تسمح بتجاوزها في حق التمثيل السياسي للجنوب وقد بداء لهم ذلك في مؤتمر الزعيم ( باعوم ) وبعده ستأتي مؤتمرات لمكونات كبيرة أخرى وستعمل هيئات تنظيمية تفوق هيئة مكون الانتقالي اذا كان الراهن في تمثيل على الأكثر أنصار في الأحياء والمراكز والمديريات والمحافظات الجنوبية فلن يكونوا وحدهما على الساحة الثورية والسياسية فإن لم يذعنوا ويعودون إلى رشدهم بأن مصالح التمثيل السياسي مع مكونات الحراك القائمة لا مفر منها ... فهل سيخسر مكون الانتقالي تمثيل الجنوب كما خسر السلطة الشرعية ؟!